الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تموز والثورات والمظاهرات والحل في ايلول

عدنان جواد

2018 / 7 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


تموز ثورات ومظاهرات والحل في أيلول
تموز هذا الشهر الذي قد تتجاوز فيه درجة الحرارة الخمسين درجة ، دائما تحدث فيه الثورات ضد الأنظمة الحاكمة في العراق، أما لمطالب ثورية ذات طبيعة قومية أو طبيعة سياسية فكرية ، كما كانت بين القومية والشيوعية ، او البعث والحركات الإسلامية، والتي استخدم النظام السابق أشرس الأساليب في القضاء على خصومه.
أما اليوم وفي ظل النظام الديمقراطي الجديد ، فالتظاهرات حق دستوري، والتظاهرات تخرج منذ 2011 ولحد قبل أسبوعين، ولكن لم تلبى أي من مطالبهم، لذلك سلك المتظاهرون طريقا جديدا يختلف عن السابق وهو، الابتعاد عن الأحزاب بل السخط منصب على الأحزاب الحاكمة، وغلق الطرق الرئيسية والدخول للمطارات ، والوقوف بأبواب الشركات النفطية، وتطويق ومحاولة الدخول لمقرات السلطة التنفيذية في المحافظات، بالضغط على الشريان الاقتصادي والتأثير المباشر على موارد الحكومة والثروة النفطية، التي حرم منها أهل الجنوب بالرغم من وجودها في أرضهم، فلو كان المواطن يحس أن تلك الثروة له ما تظاهر ، لكنه يشعر أن تلك الثروة سبب بؤسه وشقائه وانتشار الإمراض السرطانية في مجتمعه.
تلك المحافظات التي تظاهر فيها الشعب، الرصيد الذي لاينضب لساسة العراق وخاصة الشيعة منهم، فهم من دافعوا عن العراق ضد داعش ، وهم من ينتخبهم يختارهم في الانتخابات ومنهم الجنود والحراس والسواق لدى الأحزاب، والمحظوظ منهم من يجد عمل، بينما تمنح المزايا والأعمال المربحة لغيرهم، ولكن أيضا الخلل فيهم فالبعض منهم دائما يصفق ويهوس للسياسي الذي يسرقهم ويولي السارق عليهم.
قطعا في المظاهرات مطالب إنسانية قبل أن تكون اقتصادية ، فالشاب الذي يعرض نفسه للخطر لم يخرج من اجل نزهة أو بطرا، والكهرباء لها دور في تأجيج الوضع، فمنذ منتصف السبعينات كان مقررا ان تبني الحكومة العراقية كل خمس سنوات محطة عملاقة لتوليد الكهرباء ، لكن الحروب والحصار أجلت الأمر بل فاقمته، وبعد عام 2003 اشتعلت حرائق العنف والإرهاب والإنفاق الخاص، إضافة لاندفاع الناس لشراء الأجهزة الكهربائية، بعد أن كانوا مستغنين عنها طيلة الفترات الماضية، مثل الطلب الهستيري على شراء السيارات، إن قطع الكهرباء أكثر عنفا من الإرهاب خصوصا في درجات الحرارة المرتفعة، وخاصة سكان العمارات والمصاعد والماء، وان انقطاعها يؤدي الى إيقاف عجلة الحياة والاقتصاد، تقدر وزارة التخطيط 1700 مصنع متوقف من القطاع الخاص بسبب الكهرباء، وهذا بدوره يؤثر على البطالة، ونقص الخدمات فهي سلاح تدمير شامل يقلب القناعات ويغير الو لاءات، ويثير السخط وعدم الرضا ، فولد صرخة لدى الناس "ليحكمنا من يكون المهم نخلص من قاطعي الكهرباء ناهيك عن نقص الخدمات" لصرف المليارات عليها وسرقة وزراء الكهرباء السابقين المال وهروبهم، وان الحلول التي تتم هي حلول ترقيعية باستيراد الكهرباء من إيران، التي أيضا فيها محافظات فيها درجات حرارة مرتفعة وفيها انقطاع للكهرباء في هذا التوقيت من السنة، وتراكم الديون والدفع الذي طلبت إيران تسديده بالدولار لأنها تعاني من حصار أمريكي ، لكن الحكومة رفضت التسديد بالدولار لخوفها من الولايات المتحدة الأمريكية ، والبنك الدولي الذي أصبحنا رهن توجيهاته، وهناك حلقات زائدة في الحكومة المركزية من المستشارين والدرجات الخاصة، والدمج والخدمة الجهادية والامتيازات لأصحاب الجنسيات الأخرى والذين كانوا خارج العراق والذين اغلبهم صار من الطبقة الحاكمة، والمجالس في المحافظات التي يمنح العضو فيها درجة مدير عام ، 700عضو بسياراتهم الرباعية الدفع ، وخمس عناصر من الحمايات ومكاتب فاخرة ووقود وسفرات وبعثات ومحسوبيات وكومنشنات..
فهل النظام السياسي فاشل بسبب الروتين والعجز الإداري ووضع الشخص الغير مناسب في المكان الذي يناسب حسب القرب من صاحب القرار، أم هي المؤامرات التي تحاك من الدول المحيطة بالعراق التي تريد بقائه ضعيفا، مستهلكا لإنتاجها، والبطالة المقنعة التي تصل إلى 50%من العاملين في الدولة، بينما الدول النفطية الأخرى لايصل معدل البطالة المقنعة فيها إلى 12%، و 4 ملايين عاطل عن العمل نتيجة سوء التخطيط والفساد الإداري والمالي، والذي نتج عن المحاصصة والمجاملات السياسية، والمؤثر الخارجي، والعوامل الأمنية وضعف الرقابة، وضعف تطبيق القانون، وغياب الحوافز والشعور بالمسؤولية ، وضعف الوطنية، وغياب كفاءة المقاول ، وعدم معاقبته عندما يتأخر أو يستلم أموال عمل لم يتم إكماله لأنه تم الاتفاق مع الموظف المختص والمؤتمن على المصلحة العامة،
قد تنضب الثروة النفطية ويجد الجمهور أن ثروته قد أنفقت في أسوء إنفاق استهلاكي، والجيل القادم سوف يعيش تحت شظف العيش كما عاش من قبله، والحل بإعادة النظر بالأداء الحكومي، واعتماد الخصخصة والإدارة غير المركزية والاستثمار الكامل والشفافية، وإنشاء مجلس أعلى للخدمة بعيدا عن الأحزاب، ومجلس أعلى للكهرباء بدل وزارة الكهرباء ، ومجلس أعلى للأعمار، والصحة والضمان الصحي بدل التمويل الذاتي، بحيث تتنافس الشركات من اجل خدمة المواطن ، وخلق نظام ضريبي كفوء ، والدولة حارسة وضامنة، ومحافظة على الحريات والرعاية الاجتماعية، والمظاهرات اليوم هي نتاج عن ارتفاع درجة الحرارة في شهر تموز، وانقطاع الكهرباء ، والبطالة ، وفساد الحاكم الذي استفز الناس، فالشعب والمتظاهرين بالخصوص يطالبون بإيقاف الهدر بالمال العام ووضع حد للفساد من قبل الطبقة السياسية، لكن الذي حدث ان مجلس النواب شرع قانون يمنح النواب رواتب تقاعدية في وقت غير شرعي وتم التوقيع عليه من قبل رئاسة الجمهورية ونشره في جريدة الوقائع العراقية أي أصبح قانون نافذا، فماذا تستطيع حكومة تصريف أعمال أن تعمل للمتظاهرين غير الوعود وكسب الوقت لعل أيلول ينقذ الموقف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح