الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسيل الدموع

فلاح علوان

2018 / 7 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لم نكن يوما بحاجة الى ما يسيل الدموع، فهي تسيل منذ عقود حزنا وكمدا، زادتها سنوات العهد الجديد. الثكالى تنوح وتندب ابناءها، والبنات اللواتي صودرن مثل الممتلكات وجرى بيعهن بين زعماء الدولة الاسلامية، سالت دموعهن ودموع امهاتهن وذويهن. وسالت دموع الاباء لفقد ابنائهم طويلا.
نحن محاطون بمسيل دموع منذ عقود، وزادته سنوات الحكم الحالي.
تسيل دموع الاطفال الفقراء المحتاجين، والجدات اللاتي يحصين ما بقي من ايام في هذا العالم، ويخشين مغادرته وهن قلقات على مصائر الجيل الذي حبلن به وجئن به الى هذا العالم المكتظ بالضياع والغربة والحزن. تندب الجدات سنوات القحط وتبكي الحاضر وتنتحب على مستقبل غير مأمون.
هناك من الدمع ما يكفي ليغرق ومضات الفرح القصيرة، وما يغرق الامال التي تشرئب باعناقها في الايام الحالكة والايام الدامية.
لدينا اكثر من سبب يسيل الدموع، وقد خرج الناس الى الشوارع ليقولوا كفى لمجرى الدموع، كفى لبكاء الثكالى، كفى لبكاء الايتام، كفى لضياع فتاة تبكي في اخرة الليل مصيراً وضعتها فيه ظروف الحاضر، والقتها على الارصفة دون امل في العودة الى عالم البراءة والامل والاحلام ومقاعد الدراسة.
خرج الناس المقهورون باسم مشروعية قضيتهم ومشروعية مطالبهم، ليقولوا كفى.
20 تموز، بغداد- ساحة التحرير، قوات العبادي وقوات النظام الذي سيل دموع الملايين بظلمه، وافقاره الناس، جهزوا بنادقهم ليسيلوا دموع المحتجين.
لسنا بحاجة الى مسيل للدموع، خرجنا لوقف الدمع والعويل والنحيب.
انتم سبب البكاء والحزن والعويل، انتم مصدر القهر، انتم مسيل الدموع. ها أنتم تواجهوننا بمسيل للدموع في وسط العاصمة، ومسيل للدماء في البصرة والديوانية والعمارة والسماوة والنجف والكوت.
لقد سالت دموع المتظاهرين، ولكنهم لم يدمعوا حزنا ولا انكسارا، وسيذرفون المزيد من هذا الدمع، دمع الغضب، دمع الاحتجاج.
ستسيلون الدمع بالظلم وبالقنابل المسيلة للدموع، وستسيلون الدم. ولكن يوماً آتٍ، لن تجدوا فيه حتى الوقت للبكاء والندم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا اعرف كيف القول في حضرة المجهول في الخروج
علاء الصفار ( 2018 / 7 / 25 - 14:36 )
تحية طيبة
ما لم ان تكون قويا ومستعد ومسلح فلا تخرج,فالخروج بلا تهيأ هو كما خروج الحلزون من قوقعته, ليتم التفنن في أقتناصه حد اللعب به كما تعبث قط في فأر قبل الألتهام,هو الصراع و قوانينه سواء في عالم الحيو ان أم بعالم الصراع الطبقي والتصدي للسلطة! لذا كان هناك دروس في الثورة والخروج و صار هناك موديلات في شكل تحقيق الثورة والسلطة على مر التاريخ وفي التاريخ الحديث,بآخر تعقليعات درس الثورة, هو تاريخ ثورات الربيع العربي!
http://www.saadiyousif.com/new/index.php?option=com_content&view=article&id=1482:-----q---q&catid=27:-&Itemid=27
فلا اعرف ماذا ينتظر الشعب و الاحرار من هذه الدروس في الخريف والخرف العربي, فكلما ارى الخروج للشعب ينتابني القرف, إذ لا اجد الرأس والعقل ولا الحزب الثوري,بل آرى الغوغاء و أرى البعث والقاعدة وداعش والنصر وكل زناة الليل بل أرى البر برة و هي تخلع سروال القذافي لتمارس عملية الاغتصاب في الجثة و ليضيع الشعب ليس في الدموع بل في الجنون و التشرد والاغتيال والهرب, ففي كل خروج خالي من العقل والقائد يكمنالضياع و الحمل المسموم المشبوه, فالدموع هنا هي كدموع اليأس للاطفال!ن

اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري