الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في بحثا عن منفذ:الشاهد أمام البرلمان وأمن إجتماعي في الميزان.

بسام الرياحي

2018 / 7 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


تمثل حكومة رئيس الوزراء يوسف الشاهد آواخر هذا الاسبوع أمام البرلمان التونسي،هذا التطور يأتي في إطار تعيين وزير جديد للداخلية الفوراتي بعد فراغ سببه رحيل لطفي براهم والبعض من كادره الأمني أيضا تصريحات رئيس الجمهورية ومؤسس نداء تونس حول ضرورة مغادرة حكومة الشاهد .لكن تشكل المشهد الحالي سبقته مجموعة ظروف محيطة منها الوضع الداخلي الذي يعرف تراجع إحتياطيات العملة الصعبة نتيجة تعطل الانتاج، تراجع كميات الأدوية وأزمة مائية مع مشاكل قديمة جديدة منها وضعية الدينار التونسي وغلاء الأسعار والتضخم... مجموعة تحديات ربما لن تحل بتعاقب الحكومات وتغيير ربان السفينة في كل مرة بل بإيجاد منهجية عمل على القضايا التي تعترض البلد، فهل يعقل أن تعاني تونس اليوم من أزمات كهرباء وماء نسمعها عند دول تدور فيها رحى الحرب الطاحنة حتى سوريا في أحلك ظروف الحرب كانت قادرة على التحكم في التموين ومعالجة أزمات الماء والكهرباء بدرجات معينة.الشعب التونسي اليوم ضحية الحسابات السياسية والتجاذب الحزبي الذي تقف وراءه مصالح خارجية ومحاور نفوذ، ففي وقت تعيش البلدان العربية بما فيها تونس رجوعها الرهيب للوراء هناك سباق محموم دولي وإقليمي لمصادر الطاقة والأراضي والأكيد حرب المضائق التي هي شرايين الإقتصاد العالمي، فتونس محطة مهمة في هذا التنافس فالجارة ليبيا التي خربها حلف الناتو لا تكفي للإطباق على شمال إفريقيا ،تونس ستكون نقطة العبور والإرتكاز للإشراف على الملاحة في المتوسط ومضايقة الجزائر وفتح الطريق نحو إفريقيا.فقد تمكنت مكنة المشايخ الخليجية منذ 2012 من التسلل لتونس بأكثر نفوذ وتأثير وسطوة بتمويل الأحزاب والجمعيات والتأثير في الرأي العام التونسي،الإمارات والسعودية من جهة وقطر وتركيا من جهة أخرى بالإضافة للجارة الجزائر التي لا تخفي هواجسها الأمنية البعيدة من هذا التحرك المريب للساحة السياسية التونسية.في هذا كله هناك ضحية وحيدة هي الشعب الذي يتحمل الحيف الجبائي وينوم من خلال الوعود دون التغاظي على حقيقة الإحتقان الإجتماعي الموجود وإنحراف جل التونسيين عن السياسة والشأن العام.عرض الشاهد لحكومته أمام البرلمان هو بحث عن منفذ من الضغط المسلط على فريقه الوزاري رغم ما عرضه في هذا الأسبوع من مؤشرات عن تحسن طفيف للوضع الإقتصادي لم ينعكس بطبيعة الحال على وضع المواطن المعيشي ولا على العملة المحلية أو نسب البطالة الكبيرة، عرض في إطار الصراع السياسي الموجود الذي تحركه مصالح خارجية بأيادي حزبية إختارت المجازفة بالأمن الإجتماعي وبتطلعات الشعب للكرامة والحرية بعد عقود طويلة من الإستبداد والقمع في عهد بورقيبة وبن على.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا والفلسطينين.. هل تؤدي المساعدات وفرص العمل لتحسين ال


.. فهودي قرر ما ياكل لعند ما يجيه ا?سد التيك توك ????




.. سيلايا.. أخطر مدينة في المكسيك ومسرح لحرب دامية تشنها العصاب


.. محمد جوهر: عندما يتلاقى الفن والعمارة في وصف الإسكندرية




.. الجيش الإسرائيلي يقول إنه بدأ تنفيذ -عملية هجومية- على جنوب