الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إرادة الشعوب الحرة هي المنتصرة دوما.

جعفر المهاجر

2018 / 7 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


إرادة الشعوب الحرة هي المنتصرة دوما.
جعفر المهاجر.
بسم الله الرحمن الرحيم:
( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ .)ۚ الأنفال60
تتوهم عقول عملاء الإستكبار العالمي المتسكعين على موائده، واللاهثين خلف مخططاته، والقابعين تحت ظله، والراقصين لتصريحات دهاقنته الدونكيشوتية، والمتفاخرين بأساطيله وطائراته وصواريخه الذكية إن هذا الإستكبار العالمي بما يملك من إمكانات مادية هائلة قادر على فرض إرادته على الشعوب الحرة التي ترفض الهيمنة الإستعمارية، ومنحهم السلطة بعد إغتصابها من ثورة قارعت أعتى نظام دكتاتوري عميل كان يحظى برعاية وحماية الإستعمار الأمريكي في المنطقة.
لكن الشعب الإيراني المجاهد رفض ذلك النظام الطاغوتي العميل المعادي لتطلعاته. فقام بثورته الشعبية العارمة التي قادها الإمام الخميني قدس الله ثراه عام 1979م ضد نظام الشاهنشاه محمد رضا بهلوي الذي كان شرطي منطقة الشرق الأوسط دون منازع، والذي كانت تتودد إليه زعامات الأعراب ،وتأتي صاغرة إلى قصره وهي مطأطأة الرؤوس لتكسب رضاه.
لقد هزت تلك الثورة كيان المستعمرين، وأرعبت الدمى المستبدة في المنطقة . وشاهد العالم كيف واجه الثوار رصاص السافاك بصدورهم العارية بلا خوف أو وجل. وبالتالي تم إسقاط ذلك الصنم المحاط بهالة من العظمة في مزبلة التأريخ غير مأسوف عليه.
وشقت الثورة طريقها عبر الصخور الوعرة ،والحواجزالشائكة والحصار الإقتصادي الذي فرضه الإستكبار العالمي. وبعد أن تيقن إنه عاجز عن كسر إرادة الشعب الإيراني المقاوم وقيادته ، أمر عميله الطاغية صدام بشن حرب الثمان سنوات الظالمة على تلك الثورة بعد عام ونيف على إنطلاقتها لإطفاء جذوتها وهي في بداية عنفوانها وسط مباركة ومساعدة ملوك وشيوخ البترول الذين قالوا له ( منك الرجال ومنا المال) .وكان وقود تلك الحرب أبناء الشعبين العراقي والإيراني.
وخرجت الثورة من ذلك التآمر، ومن تلك الحرب المفروضة وهي أصلب عودا ، وأقوى شكيمة ، وأشد عزما بعد الإعتماد على الله وعلى المخلصين من أبناء الشعب الإيراني الذين ساروا بكل أمانة وإخلاص على نهج الإمام الحسين ع ، وحملوا في قلوبهم وأرواحهم شعار ( هيهات منا الذلة ) وهو الشعار الذي أكد عليه الإمام الراحل روح الله الموسوي الخميني قدس الله ثراه وحمل الأمانة من بعده أبناء الثورة الأوفياء ووضعوها في قلوبهم وأرواحهم بتفان وإخلاص منقطع النظير. وطيلة 40 عاما من عمر الثورة ظل حكام أمريكا والغرب يتصرفون مع جمهورية إيران الإسلامية بعدوانية وغطرسة لاأخلاقية بعيدة عن الحكمة والعلاقات الدولية السليمة. وبشر الأمريكان عملائهم على لسان وزيرة خارجيتهم كونداليزا رايس بمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي كان أول بنوده إحتواء إيران ومحاصرتها . لكن مشروعهم سقط أمام إرادة الشعب الإيراني وقوى الرفض والمقاومة. و بدلا من أن يعيدوا حساباتهم ، ويراجعوا أنفسهم اشتد تآمرهم بعد فشل ذلك المشروع.
وظلت غطرستهم وعدوانيتهم تتصاعد. وحصارهم يشتد بمرور الأيام لأنهم لايؤمنون بإرادة الشعوب الحرة.وشملت العقوبات التي كانوا يصدرونها كل مرافق الحياة في إيران. لكنهم لم يستطيعوا تحقيق هدف واحد من أهدافهم ، وكلما كانت عقوباتهم تشتد كان الشعب الإيراني وقيادته يواجهون تلك العقوبات بعزيمة لاتلين.
وبصبر وهمة الشعب الإيراني وكوادره العلمية من علماء ومهندسين وأطباء وبسواعد عماله وفلاحيه بدأت خلال هذه الأعوام نهضة علمية وعمرانية شاملة شملت كافة مجالات الحياة متحدية الحصار، وضاربة المثل الأروع للشعوب في بناء الأوطان وقدم المخلصون الكثير من العطاء لبلدهم دون الإعتماد على الأجانب.ودخلت إيران النادي النووي، وأصبحت ندا للتفاوض مع الدول الكبرى حول برنامجها النووي السلمي، وتم عقد الإتفاق بينها وبين 5+1 وحظي ذلك الإتفاق بقبول دولي ، ووافقت عليه الأمم المتحدة لتثبت للعالم إنها لاتسعى أبدا للحصول على السلاح النووي كما فعل الكيان الصهيوني. وظلت شهادات منظمة الطاقة الدولية تثبت ذلك. وفوق كل هذا حملت الثورة راية مناصرة قوى التحرر والشعوب المضطهدة بعيدا عن أية نعرة طائفية أو روح عنصرية. وقد أغاظ هذا الأمر الإستعمار والصهيونية وعملائهما من حكام التوريث في المنطقة الذين لاهم لهم سوى الخضوع لإرادات الدول الكبرى، ولم يقدموا لشعوبهم وشعوب المنطقة لأكثر من مئة عام سوى النعرات الطائفية، وفتاوى التكفير وفتح خزائنهم لعقد صفقات الأسلحة الهائلة مع أسيادهم مقابل حماية عروشهم المبنية على جماجم الفقراء والأحرار في أوطانهم.
واليوم وبعد أن جلس على كرسي الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية رئيس عنصري متصهين متهور أسمه دونالد ترامب هذا الرجل الذي وصفه معظم السياسيين في العالم بأنه رئيس أحمق ولا شأن له بالسياسة سوى البحث عن المال. قام بإلغاء الإتفاق النووي الذي فيه مصلحة للطرفين الأمريكي والإيراني والعالم أجمع لكن تحقيق رغبة الكيان الصهيوني كانت أهم من ذلك بالنسبة له. وبات يطلق تهديداته الهستيرية على تويتر، وجمع من حوله عصابة متطرفة متصهينة لاتجيد إلا تمجيد حماقاته، واعتبار تهديداته فتحا جديدا في عالم السياسة، معتقدين إن هيبة الولايات المتحدة تأتي عن طريقها. والواقع يثبت إنها ديماغوئية وتخبط وتصرف أحمق لاينم عن حكمة رئيس دولة كبرى. وتصرفاته لاتختلف عن تصرفات رجل الكاوبوي الأمريكي.
ترامب هذا يطالب العالم أن يقف معه لمنع إيران من تصدير نفطها وهو عمل لاأخلاقي وغير مسبوق في العلاقات الدولية حيث إن البترول يمثل شريان الحياة للشعب الإيراني البالغ عدد نفوسه أكثر من ثمانين مليون نسمه .
ثم تلا وزير خارجيته مايك بومبيو بأمر مباشر منه شروطه الأربعة عشرة التعجيزية للعودة إلى مائدة المفاوضات ، وهي شروط إستسلام للإرادة الأمريكية التي يرفضها الشعب الإيراني جملة وتفصيلا. ورد الرئيس الإيراني روحاني والجنرال قاسم سليماني على تلك الشروط والتهديدات بكلمات أقوى دلالة وعمقا.واليوم يتحدثون عن ( ناتو عربي ) بزعامة بهلوان الحروب الجديدة المشير محمد بن سلمان. لامتصاص المزيد من الأموال الخليجية وصبها في الخزانة الأمريكية لكن كل الدلائل تشير إن تهديدات ترامب وصخب عملائه وحدت الشعب الإيراني من إصلاحيين ومتشددين على السواء في مواجهة الأعداء .
أما العملاء الصغار فهم يتخبطون في مستنقعات تحليلاتهم العسكرية والسياسية الهزيلة وكأن واحدهم صار مونتغمري في التخطيط العسكري وفرويد في التحليل النفسي. وهم يهللون فرحا بالحرب التي سيشنها سيدهم . وإن كل الأسلحة الذكية باتت على أهبة الإستعداد لضرب المواقع الحيوية في إيران.
فليرقصوا كالقرود في فضائياتهم الطائفية ماشاء لهم أن يرقصوا إلى أن يصدموا بالحقيقة ، ويدركوا بأن جمهورية إيران الإسلامية ستبقى ثابتة كالجبال الرواسي مهما كانت العواصف هوجاء . وإن أمنياتهم هي أوهى من بيت العنكبوت.
وليتهم إحترموا أنفسهم لمرة واحدة، وعرفوا قدر أنفسهم وسكتوا فسلموا لكنهم أبوا إلا أن يتحولوا إلى أبواق صدئة أو لاعبي سيرك في حلبة الدوائر الأمريكية والصهيونية التي لاتكف عن ضخ الأكاذيب والعنتريات الجوفاء. والتأريخ يؤكد دوما إن العملاء صغار، وحساباتهم خاطئة دوما لأنهم فاقدوا الإرادة.ومنقادون إلى أسيادهم كالعميان.
والحقيقة تقول إن الحرب التي يبشرون بها المنطقة ليست نزهة كما يمنون أنفسهم بها، وإيران ليست دولة موز جاهزة للإبتلاع وإذا أختار سيدهم ترامب الحرب فمن المؤكد إن نهايتها ليست بيده.ومهما كانت حماقة ترامب شديدة فلابد إن بعض مستشاريه يمتلكون شيئا من العقل ولايحذون حذوه .
ويشهد الله علي إنني لم أكتب هذا المقال بدافع طائفي أو رغبة في الحصول على كلمة شكر من أحد . ولكن كتبته بوحي من ضميري الذي يميل مع الحق أبدا رغم قلة سالكيه، فلم أستطع السكوت وأنا أرى هذا الركام الهائل من العهر الإعلامي الذي يتبناه الصهاينة الجدد المتسترين بعباءة القومية العربية الزائفة ضد دولة مسلمة ناصرت القضايا العربية، واستبدلت سفارة الكيان الصهيوني بسفارة فلسطين في الأيام الأولى لقيامها وهو السبب الرئيسي لكل هذا العداء المستمر الذي لاقته من قبل الدوائر الإمبريالية والصهيونية وعملائهما في المنطقة العربية.
جعفر المهاجر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن