الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عهد

سامي عبد العال

2018 / 7 / 31
الادب والفن


عهد


أيقونةُ النساء،
شارة الأنوثة،
في زمن الجبن،
الحريةُ لا تُعطى
والحياة أبداً لا تُلقى
حين كان الجسد مشنقة الأحلام
والأيادي أظافر الكآبة
والمسافات سجن الآهات
والعيون القاتلة تبصق النظرات
غدوت أنتِ للآخرين مهداً
.......................
........................
فوق أعناق الرجال،
لا تُوجد صحائف المستحيل
بينما أنتِ تصنعينه
تخطينَّه بيمينك ويسارك،
وتجاه فوهات الموت
تصرخين كُّفوا عن موتنا
لماذا تحتكرون قتلنا ؟
اتركوا شيئاً للأقدار
خذوا استراحة البُوم فوق الأسلاك
اهربوا من قفص الندالة
اتركوا كأس الوقاحة جانباً
ولو مرة برهنوا على إنسانيتكم
دعوا السماء تغرد فوقنا
ألاَ يروق لكم بعض سحبنا الماطرة ؟
تستكثرون علينا طيش الموت
تجعلونه مصوباً بحمق
اخرجوا من عروقنا
اذهبوا خلف الريح
حتى نرى النسيم
يلامس مرةً أحلامنا
............................
...........................
أيا هؤلاء الآتون بأتراحنا:
كل ذلك ترفضونه
تصرون على الغسق
تعبثون بزناد الغد
وتشربون نخب الدماء علناً
أتعرفون أنَّ الدماء جهل؟
وأنَّ من يذهب خلف الجهل
مصيره النسيان
وحتى هذه الرفاهية
لم تتركونها يوماً للوعد
...........................
..........................
يا عصفورة الحدود
كيف حلقتِ عند أذن الطغيان؟
إنْ كانت كلُّ جواهر العالم
تحت قدميكِ
حول أناملكِ،
فهل تكْفي عهداً ؟
لو كانت المعاني
في عيونك،
عبر سماءك
تحاول أن تعانقك
وجهاً لوجه فوق الأرض
أتطُلِق ملء الوجود سراً ؟
هل تقاوم جحافل الظلام،
كما تقاومين أنتِ سارقي الفَجْر؟
تُرى إنْ عُلِّقت نجومُ الكون
مكان مقلتيكِ
بين راحتيكِ
تتعقب خطاكِ
وتنفذ من خلالك
إلى مدن العبودية،
أكانت تُعطِى أملاً ؟
......................
........................
مشاهد العهر تتحدى
وأنت كبياض الصبح
تقتربين أكثر فأكثر
من ظلام المُحتل
يهش بيديه وجه الإعصار
ولم يدرك أنَّ الأساطير
أيقظها الأنين
وأنَّ الكراهية قتلت النار
ومع أنكِ أطفأتِ قليلها
فالصدور تغلي
بنبضات الأمس
والقلوب يقبضها الغدر
بينما تقف دولةُ السدود
خارج وجودها
على آثار مصيرها
تصوب بنادق الفُجر
لتقتل جميع الـ" عهود"
........................
..........................
هكذا " عهد "
أنت قطرة من بحر
عصفورة من سرب
وردة من بستان زهر
ألاَ تعلمين أنك غرس الأرض ؟
ذهبتِ بمفرك
تدفعين الجمر
بينما الأشجار في انتظار التحرك
لتظلل فضاء الحُب،
لتفتح المسافات،
لتشق جوف الغيب،
لتطلع على نوافذ الحسرات،
وبلا مقابل سترمي الثمار
......................
هكذا:
ستجيئين "عهد " مع كل وعد









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة الفنان الكبير صلاح السعدني عن عمر يناهز 81 عامًا


.. المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الفنان الكبير صلاح السعدني




.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع