الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب الدور النضالي الوطني التقدمي للحركة النقابية العربية

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2018 / 8 / 1
الحركة العمالية والنقابية


*إنتخابات الحركة النقابية المصريّة جرت تحت سيطرة حكومية*الحركة النقابية حركة نضال مطلبي ووطني تقدمي ضد مؤسسات رأس المال هل ستعود لدورها هذا؟*
نلاحظ ومنذ فترة طويلة ومن خلال متابعاتنا لمجريات الأمور لدى غالبية الاتحادات النقابية في عالمنا العربي ومنها فلسطين، أنّ الغالبية العُظمى من هذه الإتحادات تعاني من السيطرة الواضحه لأيادي الحكومات على تحركاتها ونشاطاتها مما أفقدها القوة النضالية التي ترتكز على قاعدتها الحقيقية ألا وهي الجماهير العماليه والطبقة العاملة.
هذا الحال ظهر وبوضوح خلال الأشهر الماضية، في الإنتخابات النقابية العُمّالية في مصر والتي جرت أيام 24-23 أيار 2018 وانتهت باعادة التزكية للاكثرية الساحقة من القيادات النقابية السابقة وتزكية النائب جبالي المراغي رئيسًا للإتحاد العام لنقابات عمال مصر للدورة 2022/2018.
الإنتخابات جرت "بعد توقف دام 12عامًا" وجاءت هذه الإنتخابات في ظل تشريع قانون جديد (213سنة 2017 ) بهذا الخصوص، قانون توخى منه البعض إنهاء مرحلة "نظام إحتكار التنظيم النقابي الواحد..إلا أنها لم تُسفر عن تغيير ملحوظ في مشهد التنظيمات النقابية الذي سيطر عليه الاتحاد العام لنقابات عمال مصر الموالي للدولة."
لن نخوض في كافة التفاصيل لما جرى قبل وخلال وبعد المعركة الإنتخابية من نقاش وإنتقادات من مختلف الأطراف النقابية المصرية والدولية، لكن لا بُدّ من الإشارة الى بعض التصريحات الصادرة عن "دار الخدمات النقابية" المعارضة والتي أشارت في بياناتها الى أن تغيير القانون وإجراء الإنتخابات هدفه محاولة حكومية واضحة للخروج من تدريج "القائمة السوداء" لمنظمة العمل الدولية والتي تقبع فيها مصر منذ العام 2008 وهي القائمة التي تضُم الدُول "الأكثر إنتهاكًا للحقوق النقابية وفشلها في تحقيق إلتزاماتها الدولية وفقًا للإتفاقية رقم 87المتعلقة بتوفير الحرية النقابية وحماية حق التنظيم النقابي".



• الحركة النقابية حركة نضال مطلبي ووطني تقدمي ضد مؤسسات رأس المال.

تاريخ الحركة النقابية العربية عامة وفي مصر خاصة، هو تاريخ حافل بالنضالات العمالية والوطنية المناهضة للإستغلال وقوى الإستعمار، وكما أكّد الكاتب الشيوعي الراحل عنّا محمد دكروب محرر مجلة "الطريق" في تقديمة لعدد خاص كرّسته المجلة للتاريخ النضالي للحركات النقابية في مختلف انحاء العالم العربي بقوله: "..وقد لا نكون مبالغين إذا قُلنا: أهمها- هي هذا الترابط الأساسي والعُضوي بين الحركة العمالية وحركة النضال الجماهيري العام ضد الإستعمار". وأضاف: "ليس فقط أنّ الطبقة العاملة قد تكوّنت وأخذت تبرز كطبقة راسخة الجذور في مختلف البلدان العربية، بل وأنّ الحركة العمالية العربية وُلدت أساسًا كحركه وطنية تقدمية معادية للإستعمار، وأنّ نضالها الطبقي، وحتى الإقتصادي، ظهر، ومنذ البداية، وعلى الأَعَم والأَغلَب، نضالًا وطنيًّا ضد مؤسسات الرأسمال الأجنبي، وضد السيطرة الإمبريالية". ويُضيف دكروب: "إن هذه الحركة العمالية ولدت في قَلب إحتدام المعارك الوطنيّة وأن نصالاتها العامة وإضراباتها وإعتصاماتها، إتّسَمت ومنذ البداية، بذلك الطابع المَلحَمِي وتعَمّدت ولادتها الكفاحية بالدم، وسقط شهداؤها الأوائل برصاص المستعمرين، خلال معارك المجابهة الوطنيّة للسيطرة الأجنبية ..." (مجلة الطريق عدد3/4 1980).
لكنّ حال الحركة العمالية النقابية العربية في يومنا هذا تدهور ونجد أنّها ما زالت تعاني من البطش بحريات نشاطاتها النقابية من عدة أطراف وفي مُقَدّمتها الحكومات العربية نفسها، هذا بالإضافة لقوى رأس المال العولمية ومختلف الحكومات والمؤسسات التي ترعى بنشاطاتها هذه المصالح، البطش بحريات الحركات النقابية ومواصلة إعتقال النقابيين الأحرار وإقصاء القوى النقابية الوطنية والمناضلة بصدق لمصلحة الطبقة العاملة يؤدي الى إجهاض دور الطبقة العاملة العربية كقوة نضالية قياديّة وطنية تقدميّة، تنشط من أجل تغيير الواقع البائس لهذه الطبقة في مختلف الدول العربية، وتحويلها كقوة داعمة ونضالية في مقاومة "الاحتلال الاقتصادي الرأسمالي والسياسي" الذي تعاني منه الدول العربية عامة.
فهل ستنهض القيادات النقابية العربية عامة والفلسطينية خاصة من وضعها الحالي وغيابها عن الساحة النضالية وتعود كقوة نضالية وطنيّة تقدميّة ومطلبية؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صدامات بين طلبة والشرطة الإيطالية احتجاجا على اتفاقيات تعاون


.. التوحد مش وصمة عاملوا ولادنا بشكل طبيعى وتفهموا حالتهم .. رس




.. الشرطة الأميركية تحتجز عددا من الموظفين بشركة -غوغل- بعد تظا


.. اعتصام موظفين بشركة -غوغل- احتجاجا على دعمها لإسرائيل




.. مظاهرات للأطباء في كينيا بعد إضراب دخل أسبوعه الخامس