الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تظاهرات واحتجاجات محافظات الوسط والجنوب في العراق بين (مثقفي السلطة) و (مثقفي المعارضة)
عبد الستار الكعبي
2018 / 8 / 2مواضيع وابحاث سياسية
تظاهرات واحتجاجات محافظات الوسط والجنوب في العراق بين (مثقفي السلطة) و (مثقفي المعارضة)
اجتاحت مدن الوسط والجنوب العراقي في الايام الماضية موجة تظاهرات كبيرة بدات شرارتها في محافظة البصرة وامتدت الى سائر المحافظات . وكان السبب الرئيسي هو ضعف تجهيز المواطنين بالكهرباء صاحبه ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة تجاوزت في ايام عديدة درجة (50 مئوية) وكذلك عدم توفير الماء الصالح للشرب لأهالي البصرة الكرام مع انها المغذي الرئيسي للعراق بالايرادات المالية . اضافة الى اسباب اخرى اهمها البطالة وما تسببه من اثار سلبية وكذلك انعام الخدمات الاخرى وفساد الحكومات المركزية والمحلية .
علما ان رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي صرح بانه لاتوجد مشكلة بالكهرباء لانها واصلة الى محافظة البصرة ولكنها تصل ضعيفة أي بفولتية ناقصة او متقطعة مما يعني ان المشكلة ليست في انتاج الكهرباء ولا في وجودها انما بسبب (الاختناقات) وهذه الحالة يمكن حلها ، ويرد عليه المواطنون ماذا تنتظر الحكومة لحلها ؟ ولماذا اجلتم حلها لحين اكتواء اهل البصرة بحر الصيف والمعاناة من انقطاع الكهرباء ؟
وكذلك ينسب لرئيس الوزراء تصريحه بان من اسباب تردي تجهيز المواطنين بالكهرباء هو ان بعض العراقيين يضعون اجهزة التبريد (السبالت) في الحمامات مما يؤدي الى استهلاك المزيد من الطاقة الكهربائية ويسبب ضعف تجهيزها الى المواطنين.
وقد تفاوتت مواقف مثقفي السلطة ومثقي المعارضة ، من خلال تصريحاتهم وكتاباتهم ، في نظرتهم تجاه هذه التظاهرات والتحركات الشعبية وابتعدوا كثيرا عن حقيقتها في موارد وتشابهت انتقاداتهم في موارد اخرى كلٌّ حسب دوافعه ومصالحه الخاصة والتوجيهات التي يعمل بها . ونبين ذلك كما يلي :
مواقف مثقفي السلطة
1- صرح احد مثقفي السلطة واصحاب المناصب فيها ان التظاهرات تتطلب احضار المزيد من القوات العسكرية والامنية لحمايتها ولحفظ الامن ومنع وقوع فوضى واعتداءات . وان احضار هذه القوات يتطلب نقلها من مواقع المواجهة ضد داعش الى مواقع التظاهرات في المحافظات مما يعني اضعاف خطوط الصد الامامية للقوات العسكرية وتقوية هذا التنظيم على حساب العراق . ويحذر المحللون في هذه الحالة من ان تجد داعش ثغرات تستطيع من خلالها ان تنفذ اعمالها الاجرامية داخل المدن .
4- التركيز عل ماجرى ويجري خلال التظاهرات من أعمال شغب وعنف محدودة أدت الى وقوع اصابات بين افراد القوات الامنية والمتظاهرين وتجاوزات من قبل بعض المتظاهرين على مؤسسات حكومية وبعض الشركت العاملة في البصرة وكأن هذه الحالة هي السمة العامة للتظاهرات.
5- الادعاء بتكبد العراق خسارة مبالغ كبيرة يوميا جراء توقف عمل بعض قطاعات ودوائر النفط والشركات الاجنبية العاملة في هذا المجال نتيجة للتظاهرات والاعتصامات امامها وامام حقول النفط.
6- الاساءة الى التحركات الشعبية من خلال اعتبارها تحركات عشوائية ذات صبغة عشائرية وانها ستنتهي بحصول شيوخ العشائر او بعض المتظاهرين على منح وامتيازات مالية.
7- التلميح بان هذه التظاهرات تمثل اجندات حزبية سياسية مقصودة ضد الحكومة لغرض افشالها.
8- يقول بعضهم بان تحريك التظاهرات يتم من خارج الحدود وان المصلحة فيها لدول الجوار.
مواقف مثقفي المعارضة
وهم مجموعة من التوجهات المختلفة فيما بينها المتفقة في موقف معارضة العملية السياسية او الحكومة ، تضم سياسيين مشاركين في العملية السياسية يعارضون الحكومة الحالية لغرض افشالها وكذلك المعارضين لنظام الحكم الحالي سياسيا كونهم بعثيين في الانتماء او الهوى وكذلك المعارضين لنظام الحكم مذهبيا بسبب ان رئاسة الوزراء التي هي السلطة الاهم في الدولة خصصت للشيعة حسب العرف السياسي المتبع . ويمكن ان نشخص مواقف هذه التوجهات بما يلي :
1- اعتبار ما يحصل من تظاهرات واحتجاجات تعبيرا عن صراع على السلطة بين أحزاب وتيارات المذهب المسيطر على كرسي رأس الحكم اي انه صراع شيعي شيعي .
2- تضخيم ما يحصل من تظاهرات واحتجاجات بوصفها بالثورة والمتظاهرين بالثوار لأجل عكس صورة (العمالة والفساد والفشل) على الحكومة مع ان الفساد والفشل هما سمتان رئيسيتان للحكومات المتعاقبة الا انها كلمة حق يراد بها باطل .
3- ألانتقاص من المتظاهرين والاشارة الى ان عملهم بداية فوضى وصراع دموي وتمهيد لادخال مجاميع مسلحة من خارج العراق وذلك بتشبيه خيم اعتصاماتهم بخيم اعتصامات الانبار التي كانت تسيطر عليها القاعدة وداعش وذلك للايحاء بعمالة متظاهري البصرة والجنوب لدول اجنبية.
4- الدعم الاعلامي غير المحدود والتغطية الموسعة للتظاهرات والاحتجاجات الذي تقوم به قنوات فضائية معروفة بمعارضتها (السياسية والمذهبية) لنظام الحكم القائم لغرض اظهار فشله وفشل الشيعة في قيادة البلد.
ونلاحظ من خلال مواقف هؤلاء (المثقفين) ابتعادهم عن حقيقة التظاهرات والاحتجاجات ، التي هي تحركات جماهيرية عفوية عبرت عن رد فعل المواطنين على سوء الخدمات التي يفترض ان تقدمها الحكومة وخصوصا الضعف الكبير في تجهيز الكهرباء والماء الصالح للشرب على الرغم من صرف مليارات الدولارات لقطاع الكهرباء وحده ، وتحميل هذه التظاهرات صبغة سياسية .
ان اعتبار هذه الاحتجاجات فعاليات حزبية ضد الحكومة من قبل فريق (مثقفي السطة) الغاية منه ان يدافع هذ الفريق عن الحكومة وبالذات عن رئيسها وعن الحزب القائد لها والاحزاب الاخرى التي تدعمها. وفي الجانب الاخر يعتبر فريق (مثقفي المعارضة) هذه التظاهرات سياسية من اجل اظهار فشل الحكومة لغايات معروفة اشرنا اليها آنفا .
ونرى ان التظاهرات حق مشروع مكفول دستوريا وقانونيا يعبر من خلالها المتظاهرون عن آرائهم ومعاناتهم ومطالبهم وان تظاهرات البصرة والجنوب عفوية وردة فعل على الفساد والبطالة وانعدام الخدمات . أما كون التظاهرات بلا قيادة حقيقية فاعلة فهذا لايعني انها فاشلة أو ان تكون محل تسقيط . ومن ناحية ما جرى خلالها من اعمال (عنف وتخريب) فهذا أمر مالوف في الكثير من دول العالم حتى المتحضر منها لانها تنتج عن قلة وعي او تهور او حماس زائد أو ردود افعال غير منضبطة او وجود مندسين ومخربين بين المتظاهرين ونحن هنا لانبرر لكل هذه الاعمال لاننا مع التظاهرات السليمة السلمية ذات المطالب الوطنية وضد التجاوزات .
فيا مثقفي الاحزاب والاجندات الخارجية والهبات والمنح النجسة لاتنعتوا التظاهرات والمتظاهرين بسوء ولاتستغلوا الاحداث لتعبروا عن انتماءاتكم ومواقفكم البعيدة عن الشعب لان الشريف من يقف مع شعبه ويؤيد ويدعم المطالب الوطنية لحاجات الناس .
وغير الشريف من يقف مع الدولار ومع الظلم والفساد .
نقطة راس السطر.
عبد الستار الكعبي
26/7/2018
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهداف مناطق عدة في قطاع غزة
.. ما الاستراتيجية التي استخدمتها القسام في استهداف سلاح الهندس
.. استشهاد الصحفي في إذاعة القدس محمد أبو سخيل برصاص قوات الاحت
.. كباشي: الجيش في طريقه لحسم الحرب وبعدها يبدأ المسار السياسي
.. بوليتيكو تكشف: واشنطن تدرس تمويل قوة متعددة الجنسيات لإدارة