الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهرمنيوطيقا القوة والحاكمية : بين جدل السلطة وجدلية النص !! الفصل الأول

محمود الزهيري

2018 / 8 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الحيرة والإضطراب تلازم علي الدوام الواقع الإنساني المعاش بما ينتجه من منتوجات حديثة تولدت بفعل الحاجة الملحة إلي تواجدها والتي تعمل بداءة ونهاية علي راحة الإنسان ورفاهيته , ويضاف إليها كافة المكتشفات أو المخترعات الحديثة والتي طالت غالبية مناحي الحياة والتي تتسم بالدقة والمصداقية بإعتبارها أدوات جامدة تنطق بما تريد به راحة الإنسان وسعادته , وقصر الزمن والمسافات في الكثير من الأحيان ليقترب من الصفر , وأخصها عالم الإتصالات المقروءة والمسموعة والمرئية أو هم معاً , وظهور العديد من العلامات أو الإشارات الدلالية الجديدة في هذا العالم بحيث أن أيقونة معينة ترمز إلي الغضب أو الإرتياح , التعاسة أو السعادة , لتبين الحالات التي يكون عليها الإنسان حالة تخاطبه مع آخر , وهذه الإشارات الدلالية صارت لغة جديدة متعارف عليها لدي الجيل المعاصر من الشباب , بجانب القضايا الملهمة للعقل والوجدان كقضايا الحرب والسلام , والأممية والوطنية , والقومية والكونية , والأصالة والمعاصرة , والتراث والحداثة , والأديان والقضايا المرتبطة بها كالإيمان بالغيب المقدس ,و اللا أدرية و الإلحاد , والقوانين السماوية والصراع حول تطبيقها , وصراع الدساتير والقوانين واللوائح والنظم الوضعية مع القوانين السماوية , والصراع القائم بين الشرعية الدستورية والقانونية الوطنية مع الشرعية الدينية والقوانين السماوية , وتصادم الأخيرة مع الشرعية الدولية / القانون الدولي الإنساني وآليات تطبيقه وتنفيذه , ومجلس الأمن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية , ومحكمة العدل الدولية , ومجلس حقوق الإنسان با لأمم المتحدة , وغيرها من القضايا ذات الصلة بحياة الإنسان الفرد أو داخل إطار الدولة الوطنية المحكومة بالدستور وجملة من الحزم القانونية التي تنظم حياة الأفراد وعلاقتهم فيما بينهم , وفيما بين الدولة , وأزمة الهوية والوطنية والقومية , والأمر يتسع ليطال العديد من المسائل التي قد تستغرق وقتاً طويلاً في الإعلان عنها وسردها وأخصها علي المستوي الداخلي الإطاري قضايا الديمقراطية وتداول الحكم والسلطة , والمناخ الليبرالي الذي يتوجب تواجده للديمقراطية , عبر المسطرة المتنازع عليها بين حاملي الهويات الدينية تحديداً وهي المسطرة العلمانية التي هي بمثابة قرار يتوجب علي الدولة / السلطة أن تطبقه وتعمل علي إنفاذه علي كل المواطنين , وهذا مايزعج ملاك الهويات الدينية وأخصها الإسلامية في واقعنا العربي المعاصر , وعلي وجه أخص : جملة القضايا التي تمس حياة المرأة منذ الميلاد وحتي الوفاة , وويلازمها قضايا الأقليات الدينية والعرقية والتي صارت هي الأداة التي من خلالها يتم صناعة أو الأدق إعادة صناعة الجغرافيا العربية الحديثة , بما يتلائم من النزاعات والنزعات العنصرية التمييزية , بين الأغلبية العددية والأقليات , ويضاف إلي هذه المسائل , مسألة الوجهة تجاه تحصيل التقدم والنمو والتنولوجيا والعلوم والمعارف والتقنيات التي صارت غاية في الحداثة والتقدم !!
كل هذه المسائل / الموضوعات / القضايا , تشكل أزمات صارت لصيقة بحياة الإنسان ومتصلة برغيف الخبز , وكوب الماء , والبنزين , والمحروقات , والسكن , والوظائف والأجور والتأمينات الإجتماعية , وعلائق / وسائط العمل والإنتاج , عبر منظومة حداثية قوية لها صداها في الدساتير والقوانين الوطنية والإتفاقيات والمعاهدات الدولية .
وخلال هذه المتاهة أري أن الغالبية دوماً تتصور أو تتوهم أو تعتقد حسب مرجعياتها أنها تسعي للوصول إلي الحق , وبصورة أخري الحقيقة , فالتيارات الدينية حسب مرجعيتها تستند إلي الحق , مقارنة بالباطل , والتيارات المدنية تعمل في إطار البحث عن الحقيقة , حيث الثواب والخطأ , أما التيارات الدينية , فيتبعها بحثها للوصول إلي مرادفات لغوية منسوبة إلي مصادرها الدينية التي حازت الإيمان بقداستها لديهم , ومن ثم تستتبع النتيجة للحق أو مخالفته ليكون الأمر متعلق بالجنة أو النار , بالثواب والعقاب , سواء الدنيوي المتمثل في صب الغضب الإلهي علي المخالفين للحق , والمتمثل في الفقر والمرض والبلاء والخراب , وضيق الرزق وانعدام البركة وتفشي الأسقام والأوجاع الغير معروفة المصدر والمجهولة العلاج , وأن يسلط الله الحكام الظالمين عليهم ليسومونهم سوء العذاب , إلي الكثير من الأمثلة التي يصعب سردها .
ولذلك كان الصراع علي الدوام بين الحق المطلق , وبين الحقيقة , وما يتصل بهما من وقائع متجددة لانهائيةونصوص ثابتة نهائية, فالواقع له مؤكداته , والنصوص لها براهينها الآنية أو المؤجلة , ليتم الصراع بين طلاب الحق وطلاب الحقيقة , وإذا كانت الحقيقة هي أقوي الأسلحة , حسب أندريه زخاروف مخترع القنبلة الذرية الروسية: " كنت أظن لسنين عديدة إن أقوى سلاح في الوجود هو القنبلة الذرية , ولكنني إكتشفت مؤخراً أن أقوى سلاح في الوجود هو الحقيقة " . ولكن بالرغم من مدي مصداقية هذه المقولة نسبياً , إلا أن الحقيقة تحتاج إلي سلطة أقوي من القوة التي تحوزها القنبلة الذرية , فالحقيقة تحتاج علي الدوام إلي القوة , وليست القوة هي التي تحتاج إلي الحقيقة , وصار من الثابت أن الدول العظمي بما تمتلكه من قوة عسكرية وتدميرية جبارة تستطيع محو الكرة الأرضية عدة مرات , إلا أنها ترفض الحقيقة وتدير صراعات وشائعات مشبعة بالأكاذيب والأباطيل والخداعات المضللة , والذي يصنع ذلك ويؤدي إلي تصديقه هو القوة العسكرية الغاشمة بجبروتها الذي كاد أن يكون لامتناهي في إحداث الرعب والخراب الذي لامثيل له .
وعلي نفس الوتيرة , فمن يستخدم قوة الأرض , فعلي الجانب الآخر , من يمتلك قوة السماء حسب إيمانه الإعتقادي بذلك , فإنه يلتجأ إلي الحق بإعتباره مقدس , وأنه صاحب القوة التي لاتقهر بأسلحة الكون , وصاحب الجبروت الكاسر للجبابرة , والأمر مرهون بإرادته في الحرفين الكاف والنون "كن " : فـــ "يكون " !!
وهذا المضمار الذي يسير علي هديه هؤلاء , سواء كان هناك أخذ بالأسباب أو عدم الأخذ بها والإرتكان حسب إرادة العديد من الجماعات الدينية إلي الإرادة المطلقة والمشيئة والقدرة والقضاء والقدر , مما يستتبع معه أن هذه الحياة بكل ما فيها من كائنات موجودات مرهونة في البدء والمنتهي بالقضاء والقدر والمشيئة والقدرة .
وهنا تحدث الصراعات التي قد تصل للدموية !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س