الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب يريد حكومة تخدم ولا تطوطم

عدنان جواد

2018 / 8 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ربما يقول البعض لماذا هذا اللي بالكلمات ، وإضافة الحروف التي ليس لها داعي كما في حرف الواو في كلمة تطمطم، فالطوطم ، هو عبارة عن عشيرة يجمع ما بين أفرادها طوطم واحد مشترك وهو رمز مقدس لتلك الجماعة، فالطوطم يشكل حيوان أو نبات أو جزء من إنسان انثى كانت او ذكرا، يرمز الى صفات معينة للجماعة البشرية التي تعيش في مجتمع معين، وأول من ادخل اصطلاح الطوطم الى اللغة الانكليزية الرحالة "جي . لونك "عام 1791 وقد استعمله كثيرا في كتابه"رحلات وأسفار مترجم هندي" واستعملت كلمت الطوطمية في الدراسات الانثروبولوجية لأول مرة من قبل العالم الاسكتلندي جيم كليني عام 1870، والطوطمية كانت موجودة لدى العرب في الجاهلية ، حيث كانت كل قبيلة لها وثن خاص بها تقدسه وتعبده، واستخدمت المجتمعات القبلية الإفريقية والأمريكية القديمة الطوطم، وعندما نسمع عن الطوطم نعتقد بان ذلك التكوين قد اختفى وتلاشى باختفاء العقليات القديمة، ولم يعد ملائما للعصر الحديث والعولمة والحداثة، ولكن ومع شديد الأسف ، الطوطم حاضر ومتواجد في حياتنا، وتكاد تتطابق الصنمية مع الطوطمية، بتقديس شيء أو شخص معين، نتيجة للجهل والاتكالية وحصر المصير في هذا الشيء أو هذا الشخص، وقد نخلق لنا طوطما نسير على ما يريده لنا حتى ولو كان فيه نهايتنا، وإننا نرى إن عبادتنا لهذه الأصنام المخرج الوحيد لأزماتنا في حين هي تغتني بفقرنا.
أما التطمطم فمصطلح شعبي يرمز لإخفاء الشيء مقابل إخفاء شيء عند الخصم فالحكومات كانت تشكل وخلال الخمسة عشر سنة الماضية تشكل وفق مبدأ"شكد إلي وشكدالك" وحسب المكونات وعدد المقاعد في مجلس النواب، فوزارة فيها مصرف جيب كبيرللحزب يكون ثمنها كبير، وأخرى فيها جفاف ربما يكون ثمنها مقعد واحد أو مقعدين، وعندما تحدث سرقات كبيرة والتي ربما تحدث فيها استجوابات في البرلمان، يأتي هنا دور التطمطم" طمطم لي واطمطم إلك" لذلك لانجد فاسدا قد تم محاكمته رغم السرقات الكبيرة، فالأحزاب تعلم جيدا إن الحكومة مغنم وإنها مصدر جيد للتمويل خلال أربع سنوات، ولذلك لاتجد احد من الكتل السياسية يرغب بالذهاب للمعارضة لعلمهم إن المعارض مكروه ولا يحصل على مايحصل عليه عندما يكون في الحكومة ، من صفقات وكومنشنات ، ولا احد يستقيل حتى لو اخفق في إدارة وزارته أو إدارته، لان هناك حزب يحميه إلى نهاية الدورة الحالية والى ما بعدها اذا لم يغير ولائه بطوطم اخر.
وبعد المظاهرات الأخيرة وخروج الشعب للمطالبة بحقوقه ، ودعم المرجعية له، تأمل الشعب بصيص أمل في الطبقة السياسية بأنها تغير منهجها وتصحح أخطائها، لكن الملاحظ انها مصرة على أساليبها القديمة في تشكيل الحكومة، فما يتداول في وسائل الإعلام أسماء رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب ورئيس الجمهورية، ويقتسمون الغنائم، ولا يعترفون بالعوامل والمتغيرات التي طرأت على الساحة والغضب الشعبي، ونسوا وتناسوا المادة الخامسة من الدستور، "السيادة للقانون، والشعب مصدر السلطات وشرعيتها" والشعب اليوم يطالب بالتغيير وعدم القبول بالتخدير والتسويف، وإنها أمام تحدي كبير ، والاستمرار بالسرقة سوف يكلفها الكثير ربما انهيار النظام السياسي برمته، فينبغي صرف أموال الوزارات والموانئ والمنافذ الحدودية، ومزاد العملة في مواردها الصحيحة بعيدا عن الجيوب الخاصة فالشعب يريد حكومة تخدم وليس تطمطم فقد ذهب زمن التطوطم بعد أن أصبح الطوطم عبارة عن سارق كبير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي