الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيام الحصار والدولار الأمريكي

حاكم كريم عطية

2018 / 8 / 7
المجتمع المدني


مر العراق بفترة حصار عصيبة بعد أن قرر مجلس الأمن بقراره المرقم 661 في السادس من آب 1990 وذلك بفرض عقوبات أقتصادية وذلك لأجبار النظام العراقي للأنسحاب من الكويت والذي أنتهى بقيام الأمريكان وحلفائهم بأخراج العراق من الكويت عسكريا وقد عانى الشعب العراقي في فترة الحصار هذه من البؤس والحرمان وتردي مخيف في المجالات الصحية والبيئية والأجتماعية والتربوية والعلمية والأقنتصادية وتعرضت عملته الوطنية آنذاك لأنهيار منظم أمام قيمة الدولار الأمريكي والعملات العالمية الأخرى وتعرض لما تعرض له أبناء الشعب العراقي من فقر وعازة وحرمان وهي حقبة أثبتت فشل سياسة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في فرض الحصار الأقتصادي على العراق ونظامه الدكتاتوري فهي لم تسقط النظام بل زادته قوة وبطش بأبناء شعبه بعد الأنتفاضة وهو ما يثبت أن تلك التجربة لم تحقق أهدافها بل عملت على تخريب البنية الأجتماعية للشعب العراقي وآلت لما آالت أليه الأمور من تفشي الفساد والأحتيال والسرقة والجريمة المنظمة آنذاك لتستمر وتحصد ثمارها أجيال الشعب العراقي بعد أحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية 2003 والتي يبدو أنها لن تتوقف عن هذا النهج المدمر للشعوب لتفرض حصارا جديدا على أيران رغم علمها بنتائج تجربة حصار الشعب العراقي ورغم علمها بشرائح الفاسدين التي تدير دفة الحكم في العراق وأصطفافها مع النظام الأيراني والتي كانت المنقذ الأكبر لنظام ايران عبر وضع مقدرات الشعب العراقي وأحتياطي العملة في البنك المركزي لخدمة فك ضائقة النظام الأيراني المالية وكذلك فتح أبواب العراق ليكون اول المستوردين للبضائع الأيرانية حتى وصل ألى 6 مليارات دولار أمريكي سنويا وهو رقم ساعد كثيرا في عدم أنهيار النظام الأقتصادي الأيراني ولكن على حساب معاناة العراقيين من ردائة البضائع الأيرانية التي أغرقت السوق المحلية وفي نفس الوقت جرى تحطيم الصناعة العراقية بطريقة ممنهجة من ذيول النظام الأيراني ومن طغمة الفساد والطائفية في العراق.
وهنا بدأ أنعكاس الوضع العراقي والذي يهدد بأنهيار النظام الأقتصادي نتيجة السياسات الخاطئة والفساد والذي ينذر بالكثير فيما أذا أستمرت الولايات المتحدة الأمريكية في مشروعها لفرض الحصار على أيران فالحلقتان الأيرانية والعراقية متلازمتان منذ الأطاحة بنظام صطدام حسين ووشائج العلاقة بين أحزاب الأسلام السياسي والنظام الأيراني معروفة وتداخل الأهداف والمخططات وبوجود ما يقرب على 50 فصيل مسلح يعود لمختلف الجهات المدعومة من أيران ونتيجة للضغط الذي سيولده الحصار سينعكس سلبيا على أنتفاضة الشعب العراقي وستعجل أيران لتحريك عملائها في العراق لخلق حالة من الفوضى لتخفيف الضغط الجماهيري الأيراني عليها وكذلك خلق جبهة جديدة لتقف عائقا أمام المخطط الأمريكي للضغط على النظام الأيراني وأسقاطه وهذا النهج تكرر في أعوام الأقتتال الطائفي وكذلك في أزمة العلاقة مع كوردستان فالخاسر الأكبر في هذه المشاريع هو الشعب العراقي والشعب الأيراني وستبقى أنظمة الفساد في أيران والعراق على عروشها يوم تذعن للمشروع الأمريكي وحفاظا على أمتيازاتها وفسادها وتوجهاتها الطائفية .
السؤال هل تعمد الولايات المتحدة الأمريكية على المساعدة في أطفاء الهبة الجماهيرية في العراق وأيران مثلما حدث في عام الأنتفاضة 1990 نتيجة السياسة الرعناء وتتكرر نفس التجربة المريرة الأيام القادمة حبلى بالأحداث








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال رئيسة وكالة مكافحة الفساد في الجبل الأسود بتهم تتعلق


.. لازاريني: المجاعة -تحكم قبضتها- على قطاع غزة • فرانس 24




.. مجازر وجرائم مستمرة وتفاقم الوضع الإنساني في غزة


.. «أكسيوس»: عباس يرفض التراجع عن التصويت على عضوية كاملة لفلسط




.. الأمم المتحدة: المجاعة التي يواجهها شمال غزة معقدة جدا