الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جامع الفراشات

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2018 / 8 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


في بعض الاحيان حين ننام تسيطر علينا افكار ظلامية وانتقامية ولكن المفاجأة ان نستيقظ وتبقى تلك الافكار الظلامية دون تغيير ويبقى الانتقام امرا لا مرد له. وكيف النجاة من تلك الافكار الظلامية ونحن نحيا على حافة العالم او الموت لا فرق.
اغلاق وفتح الابواب لم يعد امرا مجديا طالما كان الاحساس بالضيق من الداخل وطالما ان بصيص الامل من اخر النفق قد فقدنا بصيرته.
في رواية جامع الفراشات ل جون فولز نجد ان الطاغية يأخذ دور الكذاب بالرغم من انه يمتلك القوة التي تمكنه من فرض رأيه الا ان اعاقته وضعف شخصيته تسلب منه احساس القوة ليصبح ضعيفا امام الضحية.
لا مناص والضحايا دوما يشكلون الصوت الاقوى لامتلاكهم الحق والتاريخ بالرغم من كل محاولات الطمس المستمرة من الجلاد. انتصار الضحية يكون بالشموخ والمطالبة بالحرية وفي استخدام حق المقاومة لحين احقاق الحقوق واكتساب الحياة وجها من وجوه العدالة.
لا استطيع كتم الدهشة من الاصوات التي اخذت تعلو استنكارا من حجم الاحتفاء بحرية الطفلة المناضلة الفلسطينية عهد التميمي وكأننا امام حملة لاغتيال فرحة الحرية وسر المقاومة في شخص عهد التميمي يتخذون من جموع الاسيرات اللواتي ما زلن يقبعن في سجون الاحتلال ذريعة للتقليل من حجم الانتصار تماما كما هو حال الغالبية حين لا يرى من جمال اللوحة الا القبح الذي فيها. والصحيح ان نحتفي بكل اسير او اسيرة نالوا حريتهم بنفس روح الفرح والبهجة، ونرمي بأقوال الحقودين والمستائين ولا نلتفت اليها.
اعود لرواية جامع الفراشات والتي تناقش العصر الفكتوري عصر الثورة الصناعية وظهور الناس الجدد بأموالهم وتقليدهم للطبقة البرجوازية ومسألة الحرية والسؤال الذي ما يزال عالقا من غير اجابة واضحة: مدى امتلاك الفرد لحرية الفعل! للاسف فأن الحرية كانت وما زالت هي حرية السرداب الذي تحدث عنه الكاتب فولز والتي قد نتشارك فيها مع بطلة الرواية والتي كان عليها ان تقنع بالسرور والهناء الذي يأتيها على شكل منح من دون ان يكون لديها قرار بالقبول او الرفض لانها تحيا بذات الطريقة التي يكون فيها الموت حيا.
لا نبتعد عن الحقيقة اذا قلنا الا فرق بين الناس الجدد في عصر الثورة الصناعية والناس الجدد في عصر تكنولوجيا المعلومات فكلاهما يعيشان حياة السرداب وليل المواساة الذي لا ينتهي.
الظلامية حين لا نستطيع انقاذ الناس من الناحية الاقتصادية وبالتالي لا يمكن انقاذ ارواحهم من شرور الحياة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذة عبلة عبد الرحمن المحترمة
ليندا كبرييل ( 2018 / 8 / 10 - 07:07 )
تحياتي لأختنا المناضلة عبلة العزيزة

بشر يعيشون في السراديب المظلمة وليالي حزينة، وبشر يحلقون في رفاهية إذا قرأنا عنها نحسبها ضربا من الخيال
كأن كل مشاكلنا أصبحت تنحصر في الصراع بين التيار العلماني والتيار الديني، وابتعاد المتخصصين عن تناول القضايا الأساسية من فساد وتردي الأوضاع الاقتصادية ومحاسبة المنحرفين وغيرها تلهي المكلومين عن الحقيقة
تردي المشهد العربي يجعل الإنسان للأسف مقتنعاً بحرية السرداب حيث الحياة كالموت، فاللاعبون الكبار والذين بيدهم خيوط اللعبة لا يريدون إنقاذ أرواح البشر من شرور الحياة

محبة وسلاماً ودمت بخير




2 - الرفيع ابن الكرام عامر سليم المحترم
ليندا كبرييل ( 2018 / 8 / 10 - 14:23 )

منطق تعليقك له إيقاع يصل إلى أعمق نقطة في الشعور الإنساني
أدركت منذ أن قرأت لحضرتك أني أمام عقل نبيل شجاع واع، يتمتع بدرجة عالية من الحس الأخلاقي
الحقيقة أني وجدت نفسي في الفترة الأخيرة أغرق في بحر حوارات الإخوة الملتهبة،كنت أخرج بعدها منهكة مبلبلة الخاطر، تدفعني مواقفهم دفعاً للاقتناع( بحرية السرداب) كما تفضلت الأستاذة عبلة في مقالها

هذه الأيام أستمع كثيرا لأغنية صباح(الصبوحة) بكرة بتشرق شمس العيد وبتبشر بنهار جديد
لكني أعود وأسأل نفسي: منْ سيحتفل بالعيد وبنهار جديد إذا طلع وقد تذابح الناس وصار الدم مَيْ ؟

أشكرك من الأعماق، وأمانة أمانة سلامي إلى الماجد، ودمتم بمحبة وسلام

https://www.youtube.com/watch?v=XhqPvtBSNfc
بكرة بتشرق شمس العيد - اغنية نادرة - صباح



3 - اشراقة شمس
عبله عبدالرحمن ( 2018 / 8 / 10 - 17:33 )
تحياتي واحترامي صديقتي الغالية استاذة ليندا
والله انا افرح برأيك واحتفي به واشعر به يضفي قيمة حقيقية على اي مقالة اكتبها لذلك انا اضم صوتي لصوت الاستاذ عامر واردد معك بكرة بتشرق شمس العيد وشمس كلماتك كفرحة العيد
دمت مبدعة صديقتي الغالية ليندا كبرييل

اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي