الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل من أفق لكسر الاستقطاب السياسي الثنائي النهضة /النداء

بشير الحامدي

2018 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


هل من أفق لكسر الاستقطاب السياسي الثنائي النهضة /النداء

بغض النظر عما ورد في تقرير الحريات الفردية والمساواة وبغرض النظر عن مواقف مختلف الأطراف السياسية منه وبغض النظر عما يهدف إليه أصحابه في هذا الوقت بالذات أو عما سيفضي إليه من تسويات بين حزبي النهضة ونداء تونس فإنه فتح إمكانية حقيقية في الواقع لكسر الاستقطاب الثنائي الذي يحكم المشهد السياسي منذ الإطاحة بحكومة الترويكا وهي ليست الفرصة الأولى التي يتيحها الواقع لإمكانية بروز اتجاه ثالث جذري مستقل عن النهضة وعن نداء تونس يدفع في اتجاه عودة الصراع إلى مربعه الأول الذي دشنه 17 ديسمبر: الأغلبية ضد الأقلية المحتكرة للسيادة على القرار وللسيادة على الثروات والموارد ووسائل الإنتاج.
لقد أخفقت هذه الإمكانية زمن الأزمة التي أنتجها حكم الترويكا كما أخفقت أيضا سنة 2014 حين كان المطروح مقاطعة الانتخابات وتشكيل اتجاه جذري لمواصلة تنفيذ مهام 17 ديسمبر الإمكانية أخفقت أيضا حين فرض التحالف الحاكم المصالحة وسياسات التقشف وتبين لجمهور واسع فشل حكومات النهضة والنداء وعمق الأزمة التي انتهت إليها سياسات الانتقال الديمقراطي.
وبحكم عمق الأزمة التي يتخبط فيها مشروع الانتقال الديمقراطي فإن هذه الإمكانية ستبقى دائما واردة: إمكانية اتجاه مستقل تنظيميا وسياسيا ببرنامج جذري يعيد تعبئة الجماهير من جديد على مهام 17 ديسمبر لا يتوقف عند مسائل الحريات بل يتعداها إلى مسائل السيادة على القرار والثروة و الموارد و وسائل الإنتاج اتجاه يتطور في إطار الصراع نحو التأسيس لحركة تمارس فيها الأغلبية السياسة لصالحها وتخوض في إطارها معركتها الطبقية من أجل اسقاط سياسات الانتقال الديمقراطي.
فهل سيفضي نقاش تقرير الحريات الفردية والمساواة والصيغة الوفاقية التي سينتهي إليها موضوع المساواة في الميراث بين النداء والنهضة حسب ما يفهم من خطاب الباجي يوم 13 أوت إلى مثل هذه الديناميكية التي وحدها بإمكانها كسر الاستقطاب الثنائي والتأسيس لاتجاه مستقل من داخل الجماهير لا يتوقف عند مسألة الحريات الفردية والمساواة بل يتعداهما إلى طرح تغيير السياسات التي تنتج هذه اللامساواة ويقلب بذلك كثيرا من معادلات قوى الانتقال الديمقراطي المتعلقة باستحقاقات 2019 أم تراه سيتواصل نقاشا هكذا مجرد ردة فعل لا أفق سياسي لها وتكون بذلك إمكانية أخرى مجهضة للعودة لمربع الصراع الذي أسس له 17 ديسمبر وعجز فاعلوه الطبقيون عن الاستمرار فيه.
ــــــ
بشير الحامدي
14 أوت 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر