الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تنأى عن موقفك ؟

صبيحة شبر

2018 / 8 / 18
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كيف تنأى عن موقف ؟
ان فكرت يوما بالكتابة فان كثيرا من المصاعب تقف في طريقك ، ماذا ستكتب ؟
وما هي الأفكار التي تتولى الدفاع عنها وابراز قيمتها ، وهل يمكنك ان تكون محايدا وأنت ترى الكثير من الأفكار ووجهات النظر ، تتصارع فيما بينها ـ فتقف عاجزا أمامها ، كل منها تجده يتضمن بعض الصواب ، فكيف تناصر فكرة ضد أختها ، وهل تأتى لك ان تثبت ان فكرة معينة قد أيقنت بصحتها في وقت ابتعد كل شيء عن اليقين ؟ وهل ما تود ان تكتبه إبداعا قصة او شعرا او رواية ؟ وهل تحب الشعر الكلاسيكي او شعر التفعبلة او النثر، وهل يمكنك ان تدافع عن حقك في اختيار لون معين من الشعر وتفضيله على الأنواع الأخرى ، والساحة قربك تعج بكل الألوان ، وتجعلك عاجزا عن التمسك بلون واحد وتفضيله على الألوان العديدة الأخرى ، وان اخترت الشعر الكلاسيكي هل يمكنك ان تدافع عن صحة اختيارك ضد من يوجه لك تهمة انك رجعي ، لأنك قد اخترت لونا قد عفا عنه الدهر ، ماذا يمكنك ان تقول لمن يدعي انك تقدمي ناقص لأن فكرتك جديدة ، وطريقتك في إثبات تلك الفكرة قديمة ؟ ماذا تستطيع ان تجيب من يتهمك ان الشكل لديك لا يتناسب مع المضمون؟ فهل تجد نفسك عاجزا عن إثبات حقك في قرض الشعر ، فتعرج على السرد لأنه برأيك اقل مدعاة على الاتهام ؟ فهل تحب ان تكتب قصة قصيرة ام قصيرة جدا ، ام تترك الاثنتين معا وتدخل عالم الرواية الفسيح ؟ فتجد نفسك أمام تقنيات السرد وأساليبه ، فهل تسلح قلمك بهذه التقنيات وأدراك أهميتها ؟ وهل قصتك القصيرة قصيرة حقا ، ام انك لم تستطع التخلص من زيادة بعض الكلمات ؟ وهل القصة القصيرة جدا قادرة على الدفاع عن قدرتك في كتابتها وأنت لا تفرق بينها وبين الخاطرة كما يرى بعض قرائك ؟ هل تهرب من النوعين من القصص القصيرة الى أختهما الكبيرة ، فتجرب قدرتك في الرواية ، وقد برع فيها الكثيرون ، هل تبتدئ بالكتابة بعد ان أتحت الحرية لشخوصك ان تعبر عن نفسها ، وخرجت انت مانعا نفسك من التدخل في أمورها الخاصة، هل تجعل هذه الشخوص تتحدث ام تأخذ أنت زمام الحديث فتوضح كل الأمور الملتبسة دون ان تترك اي فرصة للقارئ ان يبدي رأيه ، وكيف تقوم انت بكتابة كل الأحداث وتضع الخاتمة المفرحة وكأنك تكتب حكاية أيام زمان فتنتهي قصة الحب المريرة بزواج سعيد يخلف الأولاد والبنات ؟ هل تترك ويلات التجنيس الأدبي وتلج عالم المقالة ؟ عن أي شيء تتحدث مقالتك ؟ وحياتنا العراقية زاخرة بمشاكل السياسة والاقتصاد والاجتماع والزراعة والصناعة ، وكل جوانب الحياة تحتاج منك ان تبين الصواب كما تراه ، وأنت موقن تماما انه لاشيء صائب مئة بالمئة ، وان الأمر الذي كان صحيحا بالأمس أصبح اليوم خطلا، وان ما نجده اليوم اقرب الى الصحة ، سيتحول في الغد الى بعيد عن الصحة كما يرى النظر الثاقب الى الأمور ، تفكر في أمر الكتابة قليلا ، ثم تترك المقالة ، فأمرها شائك كما الأشواك القاسية التي وجدتها سابقا في الشعر والسرد ، فهل تجرب الكتابة البحثية ، ربما لا يطالبك القارئ بتحديد موقفك من الصراعات التي شهدتها القضية التي سوف تكتب عنها ، فهل تكتب عن صراعات الحاضر وعن الطائفية التي استطعنا قليلا ان ننأى عن همومها ،وهل تكتب عن مشاكل عاشتها حياتنا في الماضي ، وتخلصت من آثارها ؟ تطيل التفكير ، هل استطعنا ان ننقذ أنفسنا حقا من ويلات الماضي وسمومه ؟ هل يمكنك ان تكتب وتنقذ نفسك من براثن النقد في نفس الوقت ؟ لا تهتدي الى ما يشفي عقلك مما يحب ، انك تسعى لارضاء كل الناس معا ، فتقرر أمرا وتكسر قلمك



صبيحة شبر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على