الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلنا مزيفون - دراسة في رواية الحارس في حقل الشوفان للكاتب ج.د. سالنجر

عباس موسى الكعبي

2018 / 8 / 20
الادب والفن


كلنا مزيفون – دراسة في رواية الحارس في حقل الشوفان
للكاتب: ج. د. سالنجر
يقلم: • كيت لونس / 26 تموز / يوليو 2018
ترجمة: عباس موسى الكعبي
رواية الحارس في حقل الشوفان نشرت في عام 1951. تصف الرواية يومين من حياة هولدن كولفيلد البالغ من العمر 16 عامًا بعد طرده من المدرسة الثانوية. يشعر هولدن بالارتباك والخداع، ويبحث عن الحقيقة ويقف ضد "زيف" عالم الكبار. وينتهى به المطاف إلى الاستنفاد وعدم الاستقرار العاطفي. وتترابط الأحداث وتتشكل في هذه الرواية..
ملخص الحبكة
في المصحة ، يروي لنا هولدن ، وهو الراوي والبطل، قصة مغامراته قبل عيد الميلاد السابق. تبدأ القصة مع هولدن الطالب في أعدادية بينسي وهو في طريقه إلى منزل مدرس التاريخ، سبنسر ، حتى يقول له وداعا. ويكشف للقارئ أنه طُرد بسبب رسوبه في معظم دروسه. بعد زيارته إلى سبنسر ، يلتقى برفيقه في الغرفة ، وارد سترادليتر ، الذي يطلب من هولدن أن يكتب له مقالاً لدرس اللغة الإنجليزية بينما يذهب هو لمقابلة صديقة قديمة لهولدن. بعد الاتفاق ، يكتب هولدن عن قفاز البيسبول الخاص بشقيقه الأصغر ، ألي ، الذي توفي بسبب اللوكيميا. عندما يعود سترادليتر ، يخبر هولدن أن المقالة ليست جيدة ، فيغضب هولدن عندما يرفض سترادليتر أن يقول ما إذا كان قد مارس الجنس مع صديقته، ويخرج هولدن بغضب ومن ثم يغادر اعدادية "بينسي" إلى مدينة نيويورك قبل أيام من الموعد المقرر لعطلة عيد الميلاد. بمجرد وصوله إلى نيويورك ، لم يستطع العودة إلى المنزل ، حيث أن والديه لا يعرفان حتى الآن أنه قد طُرد من المدرسة. فيقرر ان يستأجر غرفة في فندق ادمونت، حيث يرى بعض المشاهد الجنسية عبر نوافذ الغرف الأخرى. جعلته وحدته يبحث عن تفاعل مع باقي البشر ، وهو ما فعله في قاعة "لافندر روم" ، وهي عبارة عن ملهى ليلي في الفندق. فبعد الرقص مع بعض النساء هناك، يذهب إلى ملهى ليلي آخر ، ليغادر بعد رؤية صديقة اخيه الاكبر السابقة. عندما يعود إلى الفندق ، يطلب من عاهرة ان تأتي الى غرفته، فقط للتحدث معها. وينتهي هذا المشهد بان يضربه القواد على معدته ..
في صباح اليوم التالي ، يتصل هولدن بسالي هايز ، وهي صديقته السابقة. و يقضون اليوم معا الى ان يتفوه هولدن ببعض الكلمات الوقحة مما جعلها تغادر باكية. ثم يلتقي هولدن مع زميله السابق في المدرسة ، كارل لوس ، في حانة ، ولكن يغادر لوس في وقت مبكر لأنه اصبح منزعجا من تعليقات هولدن غير الناضجة. يبقى هولدن ويشرب لوحده. وبعد أن يغادر ، يتجول في متنزه سنترال بارك الى ان يقوده البرد إلى منزل عائلته. يتسلل الى المنزل، فما زال غير مستعد لمواجهة والديه ، ويجد أخته البالغة من العمر 10 سنوات ، فيبي. تستاء حينما تسمع أن هولدن قد رسب وتتهمه بانه لا يحب اي شيء يحدث. في هذا الوقت ، يصف هولدن لأخته ما يدور في خياله بأن يصبح "حارس في حقل الشوفان" ، الذي استلهمه من أغنية سمعها لصبي صغير يغني: "إذا أمسك انسان بآخر يعبر حقل الشوفان. " وتخبره فيبي أن الكلمات هي هكذا "إذا قابل انسانا آخر قادما عبر حقل الشوفان" ، انها قصيدة لروبرت بيرنز. (قصيدة بيرنز ، قادما عبر حقل الشوفان، وهي متوفرة بعدة نسخ ، ولكن معظمها تقول " اذا قابل انسان انسانا آخر قادما عبر حقل الشوفان. "). ثم سرعان ما يسمعان والديهما يعودان إلى المنزل بعد قضاء ليلة في الخارج، ويتسلل هولدن بعيدا. يتصل بمعلمه السابق للغة الإنجليزية ، السيد أنتوليني ، الذي أخبر هولدن أنه يمكنه المجئ إلى شقته. وينام هولدن على سرير انتوليني ويصحو على يد انتوليني وهي تمسك بجبهته، حيث فسرها هولدن على أنها تحرش جنسي. وعلى الفور حاول تبرير ذلك الفعل واتجه إلى محطة غراند سنترال ، حيث قضي بقية الليل. عندما استيقظ ، ذهب إلى مدرسة اخته فيبي وترك رسالة تخبرها أنه يخطط للهرب وطلب منها مقابلته في المتحف أثناء فترة الغداء. وتصل اليه وهي تحمل حقيبة ثقيلة وتصر على الذهاب معه. قال لها كلا، ثم أخذها إلى حديقة الحيوان ، حيث ظل يراقبها وهي تركب لعبة المرجيحة (دوامة الخيل الدائرية) تحت المطر المنهمر. في هذا المكان ينتهي الفلاش باك. وتنتهي الرواية مع هولدن وهو يشرح بأنه سقط "مريضا"، لكن من المتوقع أن يذهب إلى مدرسة جديدة في الخريف القادم.


الشرح
تتناول رواية الحارس في حقل الشوفان ثيمة فقدان البراءة. يرغب هولدن في أن يصبح "حارس في حقل الشوفان" - الشخص الذي ينقذ الأطفال من السقوط نحو المنحدر الصخري ، وهو اصطلاح مجازي يمثل الدخول إلى عالم الكبار. وبينما يتابع هولدن فيبي وهي تلعب في المرجيحة وتتصرف بشكل طفولي ، تغلب عليه السعادة لدرجة أنه يصفها بـالسعادة التي "لا حد لها". وعن طريق اصطحابها إلى حديقة الحيوان ، سمح لها بالاحتفاظ بطفولتها ، وهكذا يكون "حارس ناجح في حقل الشوفان". ومع ذلك، في هذا الوقت ، وهو يراقبها ويراقب الأولاد الآخرين على المرجيحة الدائرية ، فقد تقبل أيضًا فكرة أنه لا يستطيع إنقاذ الجميع: "إذا أرادوا امساك الحلقة الذهبية ، عليك أن تدعهم يفعلون ذلك ، ولا تقول أي شيء. وإذا سقطوا ، فليسقطوا. "
كما أن اسم هولدن Holden ذو مغزى أيضًا: يمكن قراءة هولدن على أنه "الامساك Hold on" ، ويمكن فصل اسم كولفيلد Caulfield إلى Caul وهي القشرة التي تغطي رأس الجنين و Field وهو الحقل او المجال. رغبة هولدن هي "التمسك" بالغطاء الواقي (caul) الذي يحيط بمجال البراءة (نفس المجال الذي يرغب في منع الأطفال من الوقوع في المنحدر). يريد هولدن بشدة أن يظل صادقا وبريئًا في عالم مليء ، كما يصفه ، بـ "الزيف". واعترف سالينجر ذات مرة في مقابلة أن الرواية كانت شبه ذاتية.
النشر والاستقبال الأولي
كانت عائلة كولفيلد واحدة من العائلات التي اكتشفها الكاتب سالنجر في عدد من قصصه التي نشرها في عدد من المجلات. ظهر هولدن في بعض تلك القصص ، حتى أنه روى أحدها ، لكنه لم يكن ممتلئًا بها مثلما كان بطل روايته "الحارس في حقل الشوفان" . كانت الرواية ، خلافاً للقصص الأخرى لعائلة كولفيلد ، قد واجهت صعوبات في نشرها. تم رفض المخطوطة التي قدمت في الأصل الى دار نشر هاركورت، وبراس وشركاه ، بعد أن سأل رئيس قسم الاعمال التجارية عما إذا كان هولدن مصاب بالجنون. في ذلك الوقت ، اتصلت دوروثي أولدينغ ، وكيلة اعمال سالينجر، بشركة ليتل وبراون وشركاه ، التي نشرت الرواية في عام 1951. وبعد ان اشترت شركة ليتل وبراون المخطوطة ، عرضها سالينجر على مجلة (ذا نيويوركر) ، على افتراض أن المجلة التي نشرت العديد من قصصه القصيرة ، وقد ترغب بطباعة مقتطفات من الرواية. غير أن مجلة "ذا نيويوركر" رفضت ذلك ، حيث وجد المحررون أن أطفال كولفيلد غير مقنعين وأن أسلوب كتابة سالينجر بذيء وخادش للحياء.
كان استقبال رواية الحارس في حقل الشوفان فاترًا في البداية. أعجب عدد من النقاد بهولدين كشخصية ، وعلى وجه التحديد ، بأسلوبه في السرد. تمكن سالينجر من خلق شخصية تنبع جميع تصرفاتها من عدم موثوقيتها بالاخرين - وهو أمر وجد صدى لدى العديد من القراء. غير أن آخرين وجدوا أن الرواية كانت عبارة عن رواية موجهة للهواة واسلوبها خشنا دون مبرر.
ميراث
بعد نشر رواية الحارس في حقل الشوفان، أصبح سالينجر منعزلاً. وعندما سئل عن حقوق تحويلها الى مسرحية او فيلم لبرودواي أو هوليوود ، رفض بشكل قاطع. على الرغم من أن هولدن لم يظهر أبدًا في أي شكل لاحق في رواية سالنجر ، إلا أن الشخصية كان لها تأثير طويل الأمد ، حيث وصلت إلى ملايين القراء، بمن فيهم اثنين من المشاهير من اصحاب السمعة السيئة (من اغتالا كل من جون لينون وريغان). ففي عام 1980 ، تطابق مارك ديفيد تشابمان كليا مع البطل هولدن بحيث أصبح مقتنعا بأن اغتيال جون لينون سيحوله إلى بطل الرواية. وكذلك ارتبطت رواية الحارس في حقل الشوفان بمحاولة جون هينكلي الابن لاغتيال الرئيس الأمريكي رونالد ريغان في عام 1981. وظلت الرواية مؤثرة في القرن الحادي والعشرين. في الواقع ، العديد من المدارس الثانوية الأمريكية أدرجتها ضمن مناهجها الدراسية. وتم حظر الرواية عدة مرات بسبب اسلوبها غير المحتشم ومحتواها الجنسي.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثلة رولا حمادة تتأثر بعد حديثها عن رحيل الممثل فادي ابرا


.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب




.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي