الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمين الزاوي ... والخرفان التي تحتل شوارع العاصمة .

الطيب آيت حمودة

2018 / 8 / 20
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


انتقد الأديب الجزائري ( أمين الزاوي) المحسوب على التيار العلماني المتنور، الممارسات التي تصاحب شعيرة ذبح الأضاحي في الأحياء الشعبية والشوارع والساحات وداخل العمارات ووصفها بالبداوة الإسلامية قائلا ....[رجاء أوقفوا هذه البداوة الإسلامية التي تهدد مدننا! الخرفان تحتل شوارع الجزائر العاصمة ] متسائلا كيف يمكن التوفيق بين (المدينة الذكية) وخرفان تجري في شوارعها , واعتبر حال مدننا حال اللغة الفرنسية فهي غنيمة حرب أسيء استخدامها وتوزيعها ! وهو في طبعه لا يستسيغ سماع كلمة [غنيمة] لأنها تذكره بفواجع الغزوات الإسلامية الفظيعة التي كانت فيها المرأة هي الغنيمة الأساس ، وتحسر عن عجز وطنه عن بناء مدينة راقية واحدة تكون في مستوى الطموح الذي رافق الإستقلال ، فجل المدن الجزائرية الجميلة تعود لعهد الإستعمار بل زادوا عن ذلك وأنهم افسدوا غنيمة الحرب تلك .

°°°مقال أمين الزاوي في جريدة [لبيرتي ] الناطقة بالفرنسية أظهرت تباين الطرح ، واختلاف مشارب الفكر ، و تصادم الرؤى بتصدع ظاهر في الذاكرة ، فلكل تيار ذاكرته ، فقد تعرض الأمين لانتقادات لاذعة أخرجته أحيانا من الإيمان والإسلام واتهمه الصحفي ( محمد يعقوبي) بـ[الاستهتار بشعائر الإسلام، وبخاصة سخريته من أضحية العيد، وهي آراء ليست بالجديدة .]

°°° وإن كان الزاوي جريء فوق اللزوم في نقد الظاهرة السلوكية ، ووظف شواهد التاريخ الحساسة ،إلا أنه لم يُعارض شعيرة الأضحية ولم ينتقد الشعيرة ذاتها ،
فمن حقنا كمواطنين نقد المظاهر السلبية وليس الشعائر الدينية التي تشوه المدنية في مدننا ، فحين ننقد ظاهرة غلق الشوارع لأداء فريضة الصلاة جماعة فإننا لا ننقد الصلاة وإنما مانتج عنها من تعطيل مصالح الناس ، وقد سبق لعبد (المجيد مسكود )أن تعرّض لانتقادات لاذعة بسبب أغنيته الجريئة [قولو لي يا سامعين ريحةالبهجة وين؟ قولو لي يا سامعين أولاد العاصمة وين؟ ] .

°°°ما ينقص مقال الزاوي هو إهماله الإقتراحات الكفيلة بالحفاظ على شعيرة الأضحية لكن وفق تنظيمها ، ففي فرنسا تم التعامل مع الظاهرة بالقانون بعد تفاقمها ، وخصصت مذابح آلية للمضحين في ضواحي المدن الكبرى ، و في بلاد الحرمين رغم ارتفاع عدد الأضاحي إلى الملايين حسب تعداد الحجاج ، إلا أن وجود تكفل كامل بالأضاحي في المشاعر المقدسة مؤطرة بأكثر من 20 ألف جزار غالبيتهم من مصر والمغرب ، وبذلك اختفت مظاهر الذبح العشوائي في كل مكان وهي مظاهر تسيء لنا كمسلمين .

°°°من منا لم يعايش مظاهر الدماء المراقة في كل مكان ، و بقايا الذبح المترامية لأيام تنبعث منها الروائح الكريهة التي بإمكانها أن تسبب مضاعفات لذ وي الحساسية ، ومن منّا لم يحظر لحوادث مدمية ينجر عنها اكتظاظ المصابين في المستشفيات والعيادات المعددة الخدمات يوم العيد ، وما مصير جلود وأمعاء الأضاحي المترامية هنا وهناك ، في الماضي لم يكن هذا التسيب ، ولم تكن مظاهر انهيار الحس الحضري لهذا المستوى الدنيء ، وما بالُنا تحرص عامتنا على سنة الأضحية وكثيرهم لا يؤدي الفرائض بالتمام ، أهي من أجل لحوم تؤكل ، أم لتقوى تُنال ؟ !

°°° مأ أثاره أمين الزاوي من انتقاد قابل أن يكون مادة دسمة للمناقشات في الوسط الإجتماعي ، وتعقد من أجله ندوات وملتقيات ، و يُعرض بصفة رسمية على (مؤسسات الدولة التشريعية ) للخروج [ بقوانين تنظيمية ] تحارب مظاهر التسيب العام الذي طال كل شيء كالإستيلاء على العقار العام ، و تضييق ممرات الراجلين بالسلع ، وفوضى المرور ، و التهرب الجبائي المقنن ، و سرقات المال العام ، و عدم محاسبة المسؤولين ،سرقة الكوابل النحاسية ، وبالوعات الصرف الصحي ، و فرض اتاوات على المصطفاين في الشواطيء رغم تعارضها مع القانون .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي