الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدخل الى سيناء - جزء سابع

سعيد رمضان على

2018 / 8 / 23
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


العصر الأيوبي
تتفق المصادر أن الأيوبيين أكراد من بلدة (دوين) بأذربيجان ويقول أحمد بن خلكان صاحب وفيات الأعيان ( : قال لي رجل فقيه عارف بما يقول وهو من أهل دوين إن على باب دوين قرية يقال لها (أجدانقان) وجميع أهلها أكراد روادية وكان شاذي ـ جد صلاح الدين ـ قد أخذ ولديه أسد الدين شيركوه ونجم الدين أيوب وخرج يهما إلى بغداد ومن هناك نزلوا تكريت ومات شاذي بها وعلى قبره قبة داخل البلد. )
وقد وصل صلاح الدين إلى مصر مع حملة وجهها الملك العادل نور الدين بدمشق بعد استغاثة الوزير الفاطمي شاور من الوزير ضرغام بن عامر ، وقد نجحت الحملة بقيادة الأمير أسد الدين شيركوه فقتلت ضرغام وعاد شارو إلى منصبه .
وبعد مقتل شاور أصبح أسد الدين وزيرا في سنة 564هـ وفى السنة نفسها مات واستقرت الأمور لصلاح الدين كوزير حتى مات آخر الخلفاء الفاطميين 565هـ ، حينها استطاع صلاح الدين من إنشاء ملك خاص له في مصر وبذلك انتهت الدولة الفاطمية وبدأت الدولة الأيوبية .
و قد تمكن صلاح الدين الأيوبي من انتزاع ميناء إيلات من أيدي الصليبين في عام 566هـ/1170م ، ومن ثم صار البحر الأحمر تحت سيطرته ، ولنزع السيطرة على البحر من الأيوبيين تعرضت العريش لهجوم في عام 577هـ/ 1181 م وقطعت أشجار نخيل سيناء ( وحمل الصليبيون جذوعها إلي بلادهم لاستخدامها في صناعة السفن ، وذلك ضمن خطة رينالد من شاتيون حاكم حصن الكرك الصليبي للسيطرة علي البحر الأحمر.)(7)
إلا إن الخطة فشلت نتيجة الجهود التي قام بها الأيوبيون ، وخاصة صلاح الدين الأيوبي في وقف حملات رينالد في البحر الأحمر و التي وصلت حتى عدن، و أسطول حسام الدين لؤلؤ الذي دمر الأسطول الصليبي .
امتاز العصر الأيوبي بالاهتمام بتعمير سيناء نظرا للحروب الصليبية التي كانت تملي عليهم ضرورة تجديد القلاع والموانئ خوفا من هذا الخطر القريب، فتم تعمير وإصلاح ميناء الطور عام 580هـ/1184م ، وبدأت تصله المراكب المحملة بالبضائع من اليمن ، وهجر أصحاب المراكب مينائي عيذاب و القصير ، وقد تبع ذلك أن صارت البضائع ترسل إلي الحجاز بصورة دورية ومنتظمة ، وشجع ذلك حركة التجارة في البحر الأحمر. كما قام الصالح نجم الدين أيوب في نهاية العصر الأيوبي ببناء بلدة الصالحية في " أرض السباخ " ( امتداد سبخة البرد ويل ) عام 644هـ/ 1246م لتكون محطة علي الطريق الموصل إلى الشام .
--------------
8 العصر المملوكي
المماليك أصلهم غير مصري وهم خليط من الأتراك والروم والأوربيين والشراكسة، استعان بهم الحكام المسلمين لتوطيد دولهم ، وقد اهتم الملك الصالح أيوب بشراء المماليك وبنى لهم قلعة خاصة بجزيرة "الروضة" في وسط النيل ، وجعلها مقرا لحكمه، وقد تعاظم شأن هؤلاء المماليك الذين ظهروا في التاريخ باسم المماليك "البحرية الصالحية" وخاصة بعد الحملة الصليبية سنة 648هـ = 1250م التي هزمت وانتهت بأسر الملك لويس التاسع ملك فرنسا في المنصورة
وعندما تُوفي الملك الصالح أيوب خلفه ابنه توران شاه في حكم مصر، فأساء معاملة المماليك البحرية، لخشيته من نفوذهم ، وقد نجح المماليك في التخلص بقتله في فارسكور (28 من المحرم 648هـ = 2من مايو 1250م) وبذلك انتهى عصر الدولة الأيوبية ليبدأ العصر المملوكي ، وقد بدأ باختيار شجرة الدر للحكم ، ورغم مهارتها إلا أنها واجهت بالمعارضة داخل مصر وخارجها من الأيوبيين في الشام فتنازلت عن الحكم للأمير "عز الدين أيبك" الذي واجه خطر الأيوبيين في الشام فواجههم بجيشه في معركة بالقرب من الصالحية في (10 من ذي القعدة سنة 648هـ = 2 من فبراير 1251م)، وانتهت بانتصاره ، لكنه دخل في صراع مع زوجته شجرة الدر لأسباب أهمها رغبته في الزواج من إحدى بنات البيت الأيوبي، وعندما رغب بالتخلص من شجرة الدر سبقته ودبرت مؤامرة لقتله في (24 من ربيع الأول 655هـ = 11 من إبريل 1257م)، ثم قُتلت بعده بأيام قليلة.
تولى الحكم "نور الدين علي" أبن الملك عز الدين أيبك، وكان في الخامسة عشرة من عمره، وعندما بدأ الاجتياح المغولي للشرق بالاستيلاء على الأراضي الإسلامية التابعة لخوارزم شاه، ثم واصلوا سيرهم حتى أسقطوا الخلافة العباسية، قام نائب السلطنة سيف الدين قطز بعزل نور الدين ، وتولى الحكم لمواجهة الخطر المغولي وفى عين جالوت حقق نصار تاريخيا في (26 من رمضان 658هـ = 3 من سبتمبر 1260م)، وطرد المغول من المنطقة، وضم الشام إلى مصر تحت سلطه المماليك .
وبعد وفاة سيف الدين قطز تولى الظاهر بيبرس السلطة الذي لم يترك سنة من حكمه دون أن يحقق نصرا فاسترد من الصليبيون "الكرك" سنة 661هـ/ 1263م، وقيسارية سنة 663هـ/ 1265م، وصفد ويافا، ثم إنطاكية سنة 666هـ/ 1268م.
ويعد العصر المملوكي بداية لمرحلة من الاستقرار في شبه جزيرة سيناء نتيجة لتوقف موجات الهجرة العربية ، والاهتمام الملحوظ بطريق الحج إلي مكة و المدينة ، فقام الظاهر بيبرس ( 658 – 676 هـ / 1260 – 1277م ) بتمهيد طريق العقبة بعد فتح آيلة ، فصار طريق السويس العقبة هو طريق الحج المصري. كما أمنوا الطريق إلي الشام من الغارات لتأمين طريق البريد بين مصر والشام , وقد نمت العريش في العصر المملوكي , فقال عنها القلقشندى إنها: ( مدينة ذات جامعين مفترق (أي أنهما بعيدين عن بعضيهما البعض) وثمار وفواكه لكن أصابها التدهور في نهاية العصر المملوكي ، حيث يذكر النابلسي خلال رحلته إلي مصر في تلك الفترة بأن العريش فيها " قلعة وزاوية ، وبعض دور فناها خاوية ) (8)إلا أن السلطان المملوكي قلنصوة الغوري ( 906 ـ 922هـ / 1501 ـ 1516م) اهتم بإنشاء القلاع في سيناء نظراً للأخطار التي كانت تحدق بدولته من ناحية الشرق وخاصة الخطر العثماني، ومن ثم انشأ قلعة نخل علي طريق الحج المصري وقلعة البغلة ونقب العقبة ، وكل هذه القلاع تركت فيها حاميات من الجنود المصريين .
كان اهتمام الدولة المملوكية بسيناء يهدف إلي تأمين حدود مصر الشرقية من الأخطار المحدقة بها ناحية الشرق ، والتي كانت تتمثل حينذاك في بقايا الوجود الصليبي، بالإضافة إلي الخطر المغولي ، كما حاولت من وراء إنشاء القلاع وترميمها علي طريق الحج أن تظهر بمظهر الدولة التي تؤمن لرعاياها المسلمين أداء فريضتهم الدينية ، حيث أن مثل هذا العمل يظهر السلاطين في عيون رعاياهم بمظهر ديني يليق بالألقاب التي اتخذها بعضهم كلقب " خادم الحرمين الشريفين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال