الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وكالة ناسا الأمريكية: خلفيتها، وجرائم (دوايت آيزنهاور) الرئيس الذي تأسست بعهده

السيد شبل

2018 / 8 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


من العبث الشائع التعامل مع وكالة الفضاء "ناسا" وكأنها مؤسسة علمية محايدة أو أممية الطابع.

"ناسا" هي وكالة الفضاء (الأمريكية)، وتأسيسها في 1958 بزمن "أيزنهاور" كان تحت عنوان عريض مرتبط مباشرة بالصراع مع الاتحاد السوفيتي، وذلك جاء بعد أن نجح السوفيت في إطلاق أول قمر صنعه الإنسان من الأرض ليسبح في الفضاء في 4 أكتوبر 1957، تحت اسم "سبوتنيك 1" من منصة إطلاق في كازخستان، وقبل هذه العملية كان الأمريكيون يعتقدون بتفوقهم في أبحاث الفضاء وعلوم الصواريخ، لكن هذا السبق الذي حققه السوفييت، كشف عكس ذلك، وهذا تسبب في الويلات المتحدة الأمريكية بما يسمى بأزمة سبوتنيك أو صدمة سبوتنيك، حيث مثّل الأمر صدمة فعلية في ظل تفوق الاتحاد السوفيتي عليهم، وتمكنه من إطلاق أول قمر صناعي للفضاء، وسيتكرر التميز في إبريل 1961 مع إرسال "يوري جاجارين" للفضاء ليصبح أول إنسان يتمكن من الطيران إلى الفضاء الخارجي والدوارن حول الأرض على متن مركبة الفضاء السوفيتية (فوستوك1).

بسبب صفعة "سبوتنك" على الوجه الأمريكي في خريف 1957، قررت واشنطن إنشاء وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة "داربا" في ولاية فرجينيا، وهي تتبع وزارة الدفاع الأمريكية لليوم، ومهمتها -منذ التأسيس- الحيلولة دون أي تقدم تقني عالمي يضر ب"الأمن القومي الأمريكي"، أو يهز من وضعها كدولة رائدة في مجالات العلوم والتقنية.. وتعتبر "داربا"، وإلى اليوم، ممول رئيسي لتقنيات عديدة على مستوى العالم، ويتضمن ذلك شبكات الحاسب الآلي بالإضافة إلى أنظمة للعمل على "الإنترنت"، كما تشتبك في المجالات الطبية، ولها أبحاث خطيرة بهذا المجال.

ثم في 29 يوليو، 1958 وافق الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور على إنشاء "ناسا" من رحم "داربا" بحيث أصبحت مسؤولة عن تنفيذ برامج الفضاء ((الأمريكية))، ومتخصصة في ذلك.

ناسا ليست وكالة علمية تتبع مؤسسة أممية، ناسا هي الإدارة الوطنية -الأمريكية- للملاحة الجوية والفضاء، وهي وكالة تابعة لـ (حكومة الولايات المتحدة الأمريكية). وهي المسؤولة عن البرنامج الفضائي للولايات المتحدة، كما هي أيضاً مسؤولة عن الأبحاث المدنية والعسكرية الفضائية طويلة المدى، وهي متشابكة تماما في استراتيجية عملها مع "داربا" التي تتبع وزارة الدفاع الأمريكية، وتتحرك تحت شعار ضمان التفوق والهيمنة الأمريكية.

من المناسب هنا التذكير بأن الرئيس الأمريكي آيزنهاور، والذي حكم من 1953 وحتى 1961، وفي عهده تأسست "ناسا"، هو جنرال وقائد عسكري بالحرب العالمية الثانية، وعند توليه الحكم ناصب العداء لمشاريع التحرر العربية، وفي القلب منها مشروع جمال عبد الناصر، وفي عهده أسس جون فوستر دالاس وزير الخارجية "حلف بغداد" لخدمة مصالح الناهب الغربي تحت راية "إسلامية"، كما تأسس "مجلس الكنائس العالمي" لذات الأغراض، وأيزنهاور هو الذي أطلق "المبدأ" الاستعماري القائل بأحقية الويلات المتحدة بالتدخل في أي دولة عربية وب"الشرق الأوسط" لتعبئة الفراغ الذي تركه رحيل الاستعمار الأوروبي، وللحيلولة دون تحالفها مع السوفيت أو لقطع الطريق على تمدد الروح الثورية العربية إليها، وقد حث آيزنهاور النظام التركي العميل -حين كان عدنان مندريس رئيسا للوزراء- على مهاجمة سورية في 1957، كما حرك آيزنهاور القوات الأمريكية فعلا، وبالتعاون مع أنقرة، إلى لبنان في يوليو 1958 لنصرة الرئيس اللبناني كميل شمعون (حليف الغرب وعميله) ضد معارضيه.

على مستوى أممي دعم آيزنهاور بكل قوة المستعمر الفرنسي في حربه التي كانت مستمرة من 1946 وبقيت حتى 1954 مع الشيوعيين الفيتناميين (بزعامة هوتشي منه) الذين قادوا مهمة التحرر الوطني هناك، فيما سمي "بالحرب الهندوصينية الأولى"، والتي تركزت بشمال البلاد، وبعد انتصار المقاومة الفيتنامية وتأكيد الاستقلال فعليا، قامت واشنطن وباريس بتقديم الدعم لحكومة جنوب فيتنام لمنع تحقيق الوحدة ولغرس حكومة عميلة لها، كما أن آيزنهاور هو الذي أعطى الأمر للمخابرات الأمريكية بغرض التعاون في مهمة إسقاط حكومة محمد مصدق الوطنية في إيران بعد قرارتها بتأميم النفط وتم الإسقاط في أغسطس 1953، كذلك دعم الانقلاب في جواتيمالا عام 1954 ضد رئيسها الجنرال "أربنيز" الذي قام بتوزيع الأراضي الزراعية على الفلاحين وبدأ في رسم خط مستقل واشتراكي، فشكلت واشنطن قوة عسكرية من المرتزقة وسلحتها حتى تم إسقاط الجنرال أربنيز، ثم تدخل الجيش الأمريكي وحشد مزيد من المرتزقة بغرض تثبيت تلك الحكومة العميلة في وجه محاولات الاشتراكيين والوطنيين المدعومين من كوبا استرداد الحكم، كذلك في إبريل 1961 قبل رحيل آيزنهاور حصلت عملية "غزو خليج الخنازير" الفاشلة حين دربت "السي آي إيه" عدد من الكوبيين المنفيين لغزو جنوب كوبا وقلب النظام على فيدل كاسترو، بالإضافة لما سبق فآيزنهاور تابع على خط العداء لكوريا الشمالية، ودعم كوريا الجنوبية لتكون قاعدة للمصالح الأمريكية بشرقي آسيا، وآيزنهاور صعد للحكم على خلفية الحرب الإجرامية التي شنتها واشنطن في شبه الجزيرة الكورية من 1950-1953 ، لمنع توحيدها تحت راية كيم إيل سونج والحزب الشيوعي، وكانت حربًا عدوانية حقيقية استخدمت فيها كافة الأسلحة الإجرامية لتثبيت انفصال شبه الجزيرة بعد أن كان الشماليون قد وحدوها تقريبا، كما أن آيزنهاور واصل رفض الاعتراف بماو تسي تونج والنظام الصيني الذي تولى الأمر منذ 1949، مقدما الدعم للحكومة المخلوعة التي حطت رحالها في تايوان معتبرا إياها "الحكومة الشرعية"، وفي هذا السياق هدد آيزنهاور الصينيين (ماو ورفاقه) باستخدام النووي ضدهم!!.. وذلك غيض من فيض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف مستمر على مناطق عدة في قطاع غزة وسط تلويح إسرائيلي بعملي


.. عقب نشر القسام فيديو لمحتجز إسرائيلي.. غضب ومظاهرات أمام منز




.. الخارجية الأمريكية: اطلعنا على التقارير بشأن اكتشاف مقبرة جم


.. مكافأة قدرها 10 ملايين دولار عرضتها واشنطن على رأس 4 هاكرز إ




.. لمنع وقوع -حوادث مأساوية-.. ولاية أميركية تقرّ تسليح المعلمي