الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعيش الفراشة يوماً، لكنها تلد مئات الفراشات

دعد دريد ثابت

2018 / 8 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


ليس منذ زمن بعيد
حين كانت المرأة وحقوقها تُداس بالأقدام في أوربا
من قبل أصحاب المصانع، الإقطاع والأكثر إنحطاطاً رجال الكتيسة
لم تُقدم لها حقوقها بأطباق من ذهب
وإنما رفضن الظلم في بخس أجورهن، ووحدن كلمتهن برغم جحف المجتمع وتجار الدين والشرطة. فأضربن وسعين لإقامة مطابخ مشتركة كل واحدة حسب إمكانيتها المتواضعة، لإطعام الجميع صغاراً وكباراً. انتشرت الإحتجاجات في كل أنحاء أوربا، وبرغم قسوة وقوة الرأسمال والدين، رضخوا في نهاية الأمر بعد مداولات لم يتنازلن هؤلاء النسوة بكل رقتهن وجوعهن، كن لبوات في الدفاع عن مصيرهن ومصير عوائلهن.
وعلى مر العصور كان ظلم المرأة بأوربا. فلم يكن يُسمح لها بالدراسة، ماعدا كمعلمة أو مربية. وحتى في بداية القرن العشرين، لم يُسمح لها بالعمل الا بموافقة وتوقيع الزوج.
ولليوم تناضل المرأة في اوربا للحصول على حقوق مساوية للرجل. فأجرها وإن كانت بنفس الكفاءة والخبرة، أقل من زميلها الرجل. والنسبة المئوية لفقر النساء في سن التقاعد أعلى من الرجل، لإضطرارها في شبابها تكوبن اسرة وتربية أطفالها، بالرغم أن الزوج، للعمل أقل من الرجل، مما أدى الى إنخفاض راتبها التقاعدي، لحد مستوى الفقر.
مما أجبر الكثير منهن، أما للعمل بعد سن التقاعد إن كن بصحة جيدة، أو للتقتير في معيشتهن، والذهاب للجمعيات الخيرية، للحصول على الطعام المتبرع به من المحال التجارية بأسعار زهيدة. وهذا كله يحدث في ايسر قارات العالم المدعية للحريات ومساواة الحقوق.
هذا حال المرأة ولليوم في أوربا. الصعوبات لاتعد، والرأسمال والكنيسة الذكورية ماتزال المسيطرة. لكن مالحل؟ أن نجلس مكتوفي الأيدي، وننتظر لقيمات هنا وهناك تُرمى لنا؟
أم تتابع رفضها ونضالها في الدفاع عن حقها الطبيعي كإنسانة مساوية للرجل، يقع على عاتقها، كل أمور الأسرة، بالإضافة لعملها خارج البيت.
اقص هذا على أخواتي وأخوتي في الإنسانية في مجتمعاتنا. كل واحدة منا عليها إعتبار هذا الحق، هو أمر طبيعي، وليس منة وفضل. هي مسؤوليتنا أن نتوجه أخيراً، لتوعية النساء من حولنا.
أن نسعى لتكوين روابط وتجمعات نسائية، فحقوقنا مهدورة في كل شؤون الحياة.
المظاهرات في العراق لن تنفع وتؤدي غرضها، إن لم تشارك النساء بها, وهذا لن يتم بدون توعية. التوازن في بلادنا وإنهاء هذه الأوضاع اللإنسانية والحروب والتشريد وسطوة الدين لن ينتهي الا بتوازن كفتي الميزان، وعودة المرأة للمجتمع كواقع مفروض، يحميها القانون، بعيدا عن الدين وتشاريع القرآن.
الأمر ليس بالسهل، ولكن ماقصصته عليكم من نساء أوربا يثبت كم من قرون مرت من عصور حرق النساء ولليوم، إن لم تتم المشاركة الفعلية لهن.
وما المعاناة التي مرت بها المرأة، هي معاناة المرأة في الشرق اليوم، وبنفس مسميات الدين والمجتمع الذكوري السلطوي.
أما حان الوقت، أن تقلن كلمتكن، أن ترفضن، أن تتوحدن، أن تحمين بعضكن البعض؟
بالألم ولدت ياحواء وبالألم تلدين، ولكن لتكن آلامك ثمن لمغزى حقيقي.
حريتك وكرامتك هي أثمن وأقدس شئ في الوجود.
فأنت الحياة وأنت من تعطين للحياة معنى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الصين يحمل تحذيرات لبكين؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. زيارة سابعة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط




.. حرب حزب الله وإسرائيل.. اغتيالات وتوسيع جبهات | #ملف_اليوم


.. الاستخبارات الأوكرانية تعلن استهداف حقلي نفط روسيين بطائرات




.. تزايد المؤشرات السياسية والعسكرية على اقتراب عملية عسكرية إس