الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كلمة وداع اخيرة، للرمز الكاريزمي للامم المتحدة.. كوفي عنان!!
الاء السعودي
2018 / 8 / 29مواضيع وابحاث سياسية
وداعا كوفي انان!! الأفريقي الاول الذي تقلد ارفع منصب اممي ودبلوماسي في العالم!! صحيح ان ولايتي كوفي انان كأمين عام للأمم المتحدة لم تخدم العرب كثيرا، ولم تلعب لصالحهم في دحض أعداء المنطقة، ولَم يعبر عن قلقه بما يجدي نفعا لهم او أعاد بالفائدة عليهم، ولم يعكس احيانا ظهوره في المؤتمرات مظهر الرجل الصادق مع نفسه والواثق من قراراته، ولم يكن دوره في مشاهد كثيرة سوى الممثل البارع او المذعن لتعليمات البيت الأبيض وسط عاصفة الصحراء!! والربوت المنفذ لاوامر اسياده، ولكن كلمة تقال بحق هذا الرجل، انه كان من اكثر سياسيي العالم اهتماما بقضايا الأقليات والمضطهدين والمحرومين من الحرية والمستقبل والعيش السليم!! كما انه نجح في النفاذ بجلده في بعض المواقف والانسحاب بهدوء تعبيرا عن رفضه، والذي كان ابرزها موقفه تجاه الولايات المتحدة بعد انتهاء ولايته عام 2006، حيث اتهم واشنطن بشكل غير مباشر بانتهاك حقوق الانسان بذريعة مكافحة الارهاب!! طبعاً استطاع الأرنب أخيراً بحنكته من الانتفاض في وجه الولايات المتحدة وخصوصاً بعد أن فوت الفرصة على الرئيس الامريكي لتهديده أو الضغط عليه بعد أن انتهت ولايته الأممية ولم يعد يهمه الضغوط أو التهديد بعدم التمديد له أو حتى فضيحة "النفط مقابل الغذاء" التي طالت ابنه جوكي والذي تم تبرأته منها لاحقا!! وعلى الرغم ان ولايتيه اتسمتا باختلافات كثيرة مع ادارة الرئيس بوش، وخاصة فيما يتعلق بالغزو الامريكي للعراق، خاصة انه رفض ان يتم استغلال منصب امين عام الأمم المتحدة لتحقيق المصالح القومية وفرض الهيمنة الأمريكية، الا انه لم يكن شجاعا كفاية وأبدى ذلك الرفض وهو في منصبه الاممي!!
ومع ذلك، بعيدا عن انان الرجل الدبلوماسي، يظهر لنا "انان ابن غانا البار"، فقد خدم قارته السوداء وبني جلدته كثيرا!! لا يمكن ان تصادف افريقياً من اي مكان في القارة، ولا يعرف كوفي انان او يفتخر به!! ويمثل لدى العديد منهم "مانديلا الجديد"!! فقد عمل جاهدا بما يتوافق مع ظرفه وإمكانياته في مسح الصورة النمطية التي تم ربطها بقارته!! حيث المجاعة والحرب والمعاناة والمرض والفقر والتشرد!! حيث أنشأ مجلس حقوق الإنسان ولجنة بناء السلام، كما قام بدور محوري في إنشاء الصندوق الائتماني الدولي لمحاربة الإيدز والسل والملاريا، وبخلاف ملف العراق، فقد حظي انان بإعجاب كبير لدوره في قارته، وقد أبدى التزاما شخصيا بالتعامل مع مرض الإيدز، حيث عمل على جلب الأموال من الدول الغنية لمواجهة تفشي المرض كما عمل على إقناع العديد من الدول خاصة في إفريقيا على الاعتراف بخطورة التهديد الذي يمثله انتشار هذا المرض على مستقبل القارة ككل!! وساهم في تمويل وإنشاء العديد من المدارس في وطنه الام غانا، وفي مطلع القرن الجديد، تم منح انان جائزة نوبل للسلام، اضافة الى انه ساهم كثيرا ولعب دورا بارزا في إطار تقدم قضية دارفور الى المحكمة الجنائية الدولية، فرأسه المغطى بمزيج بين الابيض والاسود من الشعر المجعد، يختبئ بداخله عقل متقد شديد الذكاء يعكس على تصرفات رجل هادئ الطباع!!
على العموم سيبق انان رجلا لا يستهان به وبدوره على الصعيد الدولي والدبلوماسي، اليوم غادرنا وسبقنا الى العالم الاخر، بعد ان أدى مهامه كدبلوماسي ودولي ومبعوث اممي، وانسان عمل وفقاً لظروفه وأوضاعه وبما تمليه عليه امكانياته ومقدوراته.. خاصة في منصب كمنصب امين عام الامم المتحدة!! ولكن، نوعا ما، لا يستطيع المرء إلا أن يأسف لرحيله!! فلترقد روحه بسلام..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الإدارة الأميركية تبحث إنشاء قوات متعددة الجنسيات لحفظ السلا
.. شاهد| دوي اشتباكات عنيفة في محيط مستشفى الشفاء بغزة
.. بينهم 5 من حزب الله.. عشرات القتلى والجرحى بقصف إسرائيلي على
.. بعد سقوط صواريخ من جنوب لبنان.. اندلاع حريق في غابة بالجليل
.. أميركا ترصد مكافأة 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن -القطة ا