الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسين عبد الرازق.. مناضل حتى الرمق الأخير

رياض حسن محرم

2018 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


للأسف فلم تجمعنى علاقة وثيقة بالراحل العظيم، ولكنه إستضافنى فى بيته للمبيت فى إحدى الليالى فى نهاية السبعينات حين تأخرت فى أحد إجتماعات حزب التجمع، يومها لا أنس كرم ضيافته وزوجتة المناضلة فريدة النقاش، وكانوا قد جهّزوا لى مكانا للنوم فى غرفة المكتبة التى تتصدرها صورة بالحجم الطبيعى للثورى أرنستو تشى جيفارا، حيث لم أستطع النوم ليلتها وذلك لمجرد تصفح تلال الكتب.
كتيبة من 132 مناضلا إجتمعوا حول القائد العظيم خالد محيي الدين عام 1976 وذلك لتأسيس حزب التجمع، كان أحدهم حسين عبد الرازق، وشارك مع الحزب منذ بداياته الساخنة فى جميع معاركه، وخاصة أثناء إنتفاضة الخبز (18-19 يناير 1977)، واختير عبد الرازق عضوا في أول سكرتارية مؤقتة للحزب عام 1976 التي ضمت 40 عضوا وعُهد إليه بمسئولية تأسيس أمانة الحزب بالقاهرة، وأصبح أول أمين للحزب في القاهرة عقب انعقاد هيئته التأسيسية.
تخرج في كلية التجارة قسم العلوم السياسية سنة 1961 وبدأ حياته الصحفية بجريدة الأخبار في ذات السنة متخصصا في الشؤون الأفريقية، وكان يكتب عمودا بانتظام عن شؤون أفريقيا، ثم انتقل إلى جريدة الجمهورية، وتم فصله ضمن أكثر من مئة صحفي فصلتهم لجنة النظام بالاتحاد الاشتراكي في فبراير سنة 1973، ولكنه عاد إلى عمله قبيل حرب أكتوبر، والجدير بالذكر أنه تم اعتقاله عدة مرات أولها أثناء الانتفاضة الطلابية سنة 1972، ثم في يناير سنة 1977 بعد أحداث 18 و19 يناير، وكذلك اعتقل سنة 1979 ثم في مارس 1981، وكان ضمن المعتقلين في حملة سبتمبر التي شنها الرئيس السادات على معارضيه في ذات العام قبيل اغتياله بعدها بشهر في السادس من أكتوبر، بلغ ذروة التألق الصحفى عند رئاسته تحرير جريدة الأهالي لمدة خمس سنوات بدأت سنة 1982، تعرف على زوجته الكاتبة الثورية فى ندوات الكاتب الكبير محمد عودة، وتزوجا فى عام 1964، وأنجبا رشا وجاسر، وحافظ حتى النهاية على كتابة عموده الأسبوعى "لليسار در" كما شارك فى تأسيس مجلات اليسار والعمال وشارك فى كتابة مقالات لعشرات الإصدارات والدوريات.
بعد أقل من عام على تأسيس حزب التجمع إنفجرت الجماهير الشعبية فى إنتفاضة "غير مسبوقة" عرفت بإنتفاضة الخبز فى يناير 1977 والتى اتسمت بطابعًا يساريًا وبعدًا طبقيًا واضحا ، وسمّاها أنور السادات إنتفاضة الحرامية وحاول إلصاقها باليسار عموما وبالحزب الوليد خصوصا، وتم القبض على عدد من قيادات التجمع على رأسها حسين عبد الرازق الذى قال فى المحكمة عباره إقتبسها من الزعيم "سعد زغلول" (تهمة لا ننفيها وشرف لا ندعيه)، ووثق لتلك الإنتفاضة فى كتابه المرجع عن تلك الإنتفاضة.
من أبرز أدواره مشاركته الفاعلة فى ثورة 25 يناير و30 يونيو وموقفه المعارض الصلب للمجلس العسكرى ولحكم الإخوان، الى أن تم إختياره كعضو فى لجنة الخمسين لصياغة دستور 2014.
قرر القدر أن يترجل من ناصية النضال وأن يرحل عن عالمنا اليوم 30 أغسطس 2018 عن عمر 80 عاما.
الى النعيم الأبدى والخلود يا رفيق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اضطرابات في حركة الطيران بفرنسا مع إلغاء نحو 60 بالمئة من ال


.. -قصة غريبة-.. مدمن يشتكي للشرطة في الكويت، ما السبب؟




.. الذكرى 109 للإبادة الأرمينية: أرمن لبنان.. بين الحفاظ على ال


.. ماذا حدث مع طالبة لبنانية شاركت في مظاهرات بجامعة كولومبيا ا




.. الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق بشأن المقابر الجماعية في مستشف