الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل في العالم العربي ديمقراطية ؟

طاهر مسلم البكاء

2018 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


تعددت نظم الحكم والتي كان هدفها منذ القدم رعاية مصالح الناس والسهر على راحتهم ،وحتى النظم المغرقة بالفردية والديكتاتورية او أنظمة الحق الألهي
كانت تدعي خدمة الناس، ومن أطرف الطرائق، تلك التي تصفها قصص الف ليلة وليلة، كأجتماع عموم الناس بأنتظار اول قادم للمدينة فينصب ملكا ً ،او اطلاق الصقور المدربة التي تحوم على رؤوس الجموع ثم تحط على رأس احدهم فيكون هو ملك البلاد ،ولكن بتطور الحياة اصبح هناك تمييز للنظم الديمقراطية من خلال مجموعة صفات وخصائص تميزت بها وأوضحتها عن أنواع الحكم الأخرى .
كالأستقرار السياسي ورصانة بنية الدولة،وقلة احتمال تورط الدولة في الحروب ،وانخفاض مستوى الفساد السياسي والأداري والأقتصادي ،وتحسن الحالة الأقتصادية وارتفاع مستوى دخل الفرد ونمو القطاعات المهمة للدولة .
بصورة عامة الديمقراطية تعني حكم الأغلبية أو أشراك عامةالناس في أختيار قيادات البلاد و الموافقة على قرارات وقوانين مصيرية للدولة وغيرها .
و هناك ثلاث صور لاشتراك الشعب في السلطة هي:
أ - الديمقراطية المباشرة .
ب - الديمقراطية النيابية .
ج - الديمقراطية شبة المباشرة .
ويعتقد أن الأنسان قد مال الى الديمقراطية بعد أن بدأ يتمدن ويحس انها أفضل بديل عن المواجهة وفرض الرأي بالقوة وهو ما يعبر عنه بالفردية أو الديكتاتورية .
واليوم يتشدق الجميع بأتباع الديمقراطية فقد أصبح حالها شبيه بحال السلع يمكن تزوير أشكال عديدة منها بحيث يصبح ليس من السهل تمييز الأصيل من غير الأصيل ،وقد رأينا ان حكما ً دكتاتوريا ًمثل حكم صدام يدعي أتباعه الديمقراطية ويجبر الناس على التصويت لشخصه فقط ، ومن ثم يظهر ان الشعب قد صوت له ب 99 . 99 % ! ومثله كثير ،ولكن ما يهمنا ان أغلب الشعوب بدأت تنظر بمنظار جديد للديمقراطية ولكنها في مجال البحث عن أفضل الأنواع التي تحقق نتائج جيدة لخدمة الناس .
هل فعلا لدينا ديمقراطية ؟
عندما تٌجرب لخمسة عشر سنة وتفشل فشلا ً ذريعا ، بدليل اعتصام الشعب على طول البلاد وعرضها ،وفقدان ابسط الخدمات ،واتهام بتزوير نسبة المشاركة ووتزويرفي التصويت،وتراجع وتأخر مرافق الدولة العامة ،وتجد ان نفس الأشخاص لاتزال متمسكة بالحكم ومستأثرة بالمناصب ،وتعمل ليل نهار من أجل البقاء في السلطة دون فسح المجال لكفاءات البلاد من ان تمارس دورها ،وليس هذا فحسب بل ان اغلب من لايزالون يؤثرون في السلطة هم من اشتركوا في وضع مبادئ الدستور وصيغة الحكم ،ومعلوم ان من أبسط مبادئ الديمقراطية هي ضرورة تداول السلطة وبصورة دورية ،فهل هذه ديمقراطية حسب المقاييس المتعارف عليها ؟
أمثلة من العالم الغربي :
في الغرب يدركون مدى الألتزام الأخلاقي بالوظيفة وقيمة المسؤولية الأدبية تجاه الآخرين،لذا نجد عشرات القصص التي يقدم فيها المسؤول استقالته من مناصب مهمة لأقل خطأ أو انتقاد من الصحافة أو الجمهور ومن الأمثلة المشهورة :
- وزير التنمية الدولية البريطاني، اللورد مايكل بيتس، قدم استقالته من منصبه؛ بسبب تأخره خمس دقائق عن اجتماع مساءلة للحكومة من قِبَل مجلس اللوردات .
- رئيس الوزراء الإيطالي يعلن انه سيقدم إستقالته لأن الشعب لم يقبل الإصلاح الدستوري الذي اقترحه .
- - وزير العمل الألماني فرانتس يونغ يقدم استقالته من منصبه على خلفية غارة جوية مثيرة للجدل أمرت بتنفيذها القوات الألمانية في أفغانستان.
- الرئيس الألماني كريستيان فولف قدم استقالته لأنه وعد بمساعدة أحد المستثمرين الكبار في ألمانيا ،وهو ما أعتبر خيانة لأمانة ولنظام الحكم .
- رئيس وزراء رومانيا إميل بوك قدم استقالته استجابة للاحتجاجات الشعبية الحاشدة ضد إجراءات التقشف المدعومة من صندوق النقد الدولي .
- وزير استرالي يقدم استقالته لأنه رقص بالملابس الداخلية .
- وزير الطاقة البريطاني كريس هيون يقدم استقالته لأنه تهرب من تحمل مخالفة قيادة سيارته بسرعة .
- وزير الدولة المكلف بتنسيق الأنظمة الحزبية في بريطانيا اندرو ميتشل يقدم استقالته بعد اتهامه بالإدلاء بكلام غير لائق لضباط الشرطة .
- وزيرة الرياضه البولنديه - جوانا موتشا- قدمت استقالتها بعدما اخفق المسؤلون في إغلاق سقف الإستاد الوطني بالعاصمة وارشو فور هطول الإمطار الغزيرة قبيل انطلاق مباراة المنتخبين البولندي والانجليزي .
- مسؤول رفيع في الحكومة اليابانية يقدم استقالته بعد أن أوردت إحدى المجلات خبرا مفاده أنه ركب القطار ببطاقة مجانية .
- وزير المالية أثناء فترة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر الذي أبى أن يتهم بالفساد والرشوة وهو البريء منها .. فأقام مؤتمر صحفي شرح فيه سيرة حياته ووطنيته وبرائته من هذه التهمة الباطلة ضده وبعدها قام بتسليم الأوراق إلى المسئولين في وزارته ،وفي رباطة جأش قام بأدخال فوهة المسدس في فمه وأطلق رصاصة مات على اثرها .
- وزير الدفاع الألماني كارل تيودور تسوغوتنبرغ هو الآخر قدم استقالته من منصبه الحكومي ومن كافة مسؤولياته السياسية والحزبية ،بسبب الكشف عن فقرات مطولة من رسائل أكاديمية ومقالات صحفية ضمن رسالته للدكتوراه عام 2009 دون اشارته إلى مصدر الاقتباس.
وغير هذا الكثير... ولكن هل في عالمنا العربي مثال ولو بسيط يشابه هذا ؟











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الصين يحمل تحذيرات لبكين؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. زيارة سابعة مرتقبة لوزير الخارجية الأميركي إلى الشرق الأوسط




.. حرب حزب الله وإسرائيل.. اغتيالات وتوسيع جبهات | #ملف_اليوم


.. الاستخبارات الأوكرانية تعلن استهداف حقلي نفط روسيين بطائرات




.. تزايد المؤشرات السياسية والعسكرية على اقتراب عملية عسكرية إس