الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لتشويه الأشكال النضالية..!!

أحمد بيان

2018 / 9 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


أمام التضحيات البطولية لأبناء شعبنا من داخل السجون وخارجها، من داخل المغرب وخارجه، وأمام النضالات المستمرة بالمدن والقرى والبوادي، من طرف خيرة أبناء شعبنا (عمال وفلاحين فقراء وطلبة ومعطلين وموظفين ومستخدمين ومشردين...)، بما يدل على احتداد الصراع الطبقي وتصاعد المواجهة المباشرة للآلة الطبقية القمعية والدموية، ومن أجل استمرار الاستغلال لثروات بلادنا ونهبها واضطهاد شعبنا، يلجأ النظام الى أبشع الأساليب لقتل جدوة النضال والصمود وإخماد نار التضحية والبطولة. ومن بين هذه الأساليب الإجرامية أذكر القتل والاعتقال والطرد من العمل والتشريد والحرمان من أبسط الحقوق، وكذلك الاستقطاب وشراء النخب وزرع الجواسيس والعناصر المشبوهة بشعارات مشوشة للمزايدة والتضليل...
ومن بين ما تفتقت عنه عبقرية النظام هو اختراق المواقع النضالية باسم النضال لعزل المناضلين وتشويههم واستقطاب الطاقات الجديدة المتعاطفة وحتى من "وهن" عظمه من دعاة النضال والثورة.
وصار من الصعب معرفة المناضل من غير المناضل والنقابي المناضل من غيره والجمعوي المناضل من غيره. والخطير أن يصعب معرفة المعتقل السياسي المناضل من غيره...
والأخطر بعد كل هذا هو تشويه النظام للأشكال النضالية، بعد عجزه عن تشويه المناضلين الحقيقيين وقهر إرادتهم.
فالإضراب لم يعد إضرابا، سواء كان عاما أو "خاصا". والوقفات لم تعد كذلك بمعناها الكفاحي، وأيضا المسيرات والاعتصامات...
لقد صارت جل هذه الأشكال مناسبات للتمويه وامتصاص الغضب وللتباهي وإرضاء الذوات المريضة والتقاط الصور والعناقات الحميمية...
والإضرابات عن الطعام، داخل السجون وخارجها، بدورها فقدت توهجها وكفاحيتها. لقد صارت آليات تقنية للتفاوض ودغدغة مشاعر العائلات والمتعاطفين ("النضال" العاطفي)...
لقد صار الإضراب عن الطعام في كثير من الأحيان كلعبة أطفال (ليس دائما بدون شك، وكل التحية والدعم والاعتزاز بالمضربين المناضلين). فقط، لا للصيغة المشوهة "أنا مضرب، أنا غير مضرب".
فلم نعد أمام النضالات التي تسعى الى انتزاع المكتسبات وتحصينها، داخل السجون أو خارجها.
إننا مدعوون للتصدي لهذه المؤامرات والمناورات، حتى لا نساهم سواء بوعي أو بدونه في "تنزيل" أساليب النظام وترسيخ أثرها المشوه في الواقع. إنها دعوة للمناضلين الحقيقيين من أجل الحذر ومقاومة مؤامرات النظام ومناورات أزلامه. أما من يقوم بذلك عن وعي واقتناع، فإنه يضع نفسه في خندق النظام، وبالتالي يجب فضحه والتشهير بخيانته وانتهازيته...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - القرصان أكلة شعبية سعودية بطريقة الإيطالية مع قمر


.. صنّاع الشهرة - لا وجود للمؤثرين بعد الآن.. ما القصة؟ ?? | ال




.. ليبيا: لماذا استقال المبعوث الأممي باتيلي من منصبه؟


.. موريتانيا: ما مضمون رسالة رئيس المجلس العسكري المالي بعد الت




.. تساؤلات بشأن تداعيات التصعيد الإسرائيلي الإيراني على مسار ال