الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات من ايام النضال الحلقة الرابعة الوالد والمسبحة الحمراء

سعدي جبار مكلف

2018 / 9 / 3
الادب والفن


ذكريات من ايام النضال
الحلقة الرابعة
الوالد والسبحة الحمراء
انتقلنا الى محلة الجمهورية في أوخر عام 1958 م وكانت بداية ثورة تموز وشعاراتها المعروفة التي كانت اهازيج الشارع في ذلك الوقت محلة الجمهورية محلة عجيبة اهلها فيها غرباء وغربائها لايضيعون ابداً
سفرة دائمة من الريح والمطر وحر الصيف القاتل ألآهب والحشرات التي لاتعد ولا تحصى ولايمكن الفتك بها تحوص قدماك في الرمال والتربة وينخرهما العشب اليابس وتلوثهما القاذورات والمستنقعات وهي المدينة الوحيدة التي لايوجد فيها حديقة عامة او خاصة او أي زرع داخل او خارج البيوت تمتلئ عيونك بذرات العجاج والغبار العاصف وتعيش الالم وتحسه فوق جفونك الجريحة ووجهك الشاحب يمتلئ صدرك بألهم والحزن وعينيك تغروهما مدرار الدموع بسبب او لغير سبب لانك لاتحتاج الى سبب حتى تبدأ بالبكاء هذه هي الجمهورية انها سفرة في الزمن الرديئ وعبر معيشة صعبة وخلال اكداس بشرية لايهجع ولا تعد ولا تحصه ولا تعرف كبيرهم من صغيرهم يرهقك السفر والرحال والعيش ولكن ما العمل مدينة الفقر والبؤس والشقاء والابطال والمناضلين ابوابها لايرهم عليها مفتاح ولا قفل بيوت متلاصقة تدخل من اي بيت وتخرج من اي بيت دون مانع او معارضة جميع الناس اهلك يضحون في سبيلك جميهم كادحين فقراء ذات الاتجاه اليساري ماعد اشخاص معدودين معروفين عند أي شخص هؤلاء الاشخاص ذات اتجاه قومي بعثي والجميع تلتقي عند مقهى منكاش في نقاش وصراع وصراخ كل ليلة وكل يوم .... هذه المدينة غريبة بعاداتها وتقاليدها وبساطة وحنية واهلها وناسها الكل متساوون عمال وكسبه
كان قد امضى حوالي ثلاثة اشهر على مغادرتي سجن العمارة المركزي حيث غادرت السجن في شهر اذار ولازلت مواضب على المواصلة في التوقيع في مركز شرطة الجمهورية صباحاً ومساءاً عندما اجبروني بوجوب الذهاب الى مركز شرطة البصرة القديمة ومنه الى تحقيقات مديرية الامن امتطيت مقعد سياره الامن واتجهنا الى شارع الجزائر حيث مكان مديرية الامن لقد خبرت اهلي عن طريق احد افراد الشرطة بأني مطلوب من قبل السلطة ... ادخلت الى غرفة النظاره (الانتظار)وبعد اكثر من ساعتين واجهني احد ضباط الامن المسؤول على التحقيق بأني قد رشحت احد الاشخاص الى الحزب ويدعى هذا الشخص فاخر من تنظيمات اعدادية المعقل التي اكتشفت حديثا انكرت هذه التهمة وليس لي اي علم بهذه القصة لا من قريب ولا من بعيد تمت مواجهتي مع فاخر ولم يستطيع التعرف عليه اضافة الى انه ذكر انني رشحته عام 1966م اي اني في السجن وللحقيقة فقد كان هذا الشاب بطل شجاع مقدام صامد رجل بكل معنى الكلمة تحمل كثيراً من الضرب وتم تعليقه في المروحة وأثار التعذيب عليه وقد مزقوا ملابسه وهو شبه عاري ولكنه اسماً على مسمه لم ينل منه التحقيق اي
كلمة او اعتراف انه فاخر وله الفخر و منه الفخر فقد تمكن من حصر الاعترافات بشكل رائع ومذهل واخفى كثير من المعلومات والاسماء فقد كان يسكن احد الاوكار الحزبيه مع رفيق كبير في الحزب مع شخص أخر يدعى نوري , عند ارسال اوراقي الى حاكم التحقيق قرر ايقافي لمدة عشرة ايام وهنا لابد من تفتيش داري .. اتجهة سيارة الامن الى منطقة الجمهورية وعند الدار شاهدت والدي رحمه الله ووالدتي واخي المرحوم وتم فتيش الدار وتم اخذ بعض روايات حنا مينا وديوان الشاعر سعدي يوسف واثناء التفتيش راح ضابط الامن يوجه بعض الاسئله الى والدي وهنا قال والدي انه ولدي عاقل ومؤدب لايخرج من البيت وعند مجيئ اصدقاءه يجلسون في الغرفة ويتكلمون بصوت واطئ غير مسموع ويذكرون اصدقائهم واصحابهم وزملائهم (كيلين / وابوعوف/ ودونكي ) والتفت الضابط الى صورة العالم عبد الجبار عبد الله وخاطبني هذه صوره فهد اجبته هذه الصوره للعالم عبد الجبار عبدالله يبدو لم ينتبه ان الكلمات التي لفظها ولدي رحمه الله فهو يقصد ( لينين وخرشوف وغوركي ) اشرت الى والدي بالابتعاد وعدم الكلام ولاحظت ان مسبحته الحمراء ليست بيده لقد رماها في المجاري لأنها حمراء رحمك الله ياوالدي العزيز سببت لك وجع وحزن ومأساة ودموع ..لنا لقاء في الحلقه القادمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس


.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني




.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/