الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-التسامح- عندما يصبح فظاعة!!

آراس بدر

2018 / 9 / 3
حقوق الاطفال والشبيبة


نشرت صحيفة Bild الالمانية الواسعة الانتشار, خبرا صادما اصبح حديث الساعة, مفاد الخبر ان طفل ذي عشرة اعوام اغتصب زميل له يماثله في العمر بمساعدة طفلين اخرين من نفس صف الجاني والضحية, وذلك اثناء رحلة مدرسية في ضواحي العاصمة برلين (1). الخبر الذي اكده فيما بعد جريدة Der Spiegel المعروفة باتزانها وابتعادها عن الشائعات (2), اصبح في غضون ساعات مادة ساخنة على مواقع التواصل الاجتماعي.
بحسب الخبر المنشور, فان الجاني هو طفل افغاني قام بمساعدة طفل افغاني واخر سوري باغتصاب زميلهم, كل الاخبار المنشورة عن القصة لم تحدد لحد الان جنسية الضحية ولكن التوقعات تشير الى انه على الاغلب ليس المانيا, ربما يكون افغانيا او سوريا, والا كانت ردة الفعل اقوى من مجرد تفاعل ساخن على مواقع التواصل الاجتماعي, في ظل ما تشهده مدينة (كيمنتس) في ولاية (ساكسونيا) في شرق المانيا من تظاهرات ومظاهر عنف من قبل جماعات اليمين المتطرف ضد اللاجئين وقوات الشرطة منذ مايقارب الاسبوعين, احتجاجا على طعن مواطن الماني من قبل طالب لجوء عراقي واخر سوري (3).
حقيقة الامر لا استطيع تخيل نفسي مكان الضحية وذويه وانا العارف بشعور الابوة ولي ابنتان, بالتأكيد ان وقع الصدمة على على اهله كارثي بكل معنى الكلمة, وبكل تأكيد ان حادثة الاعتداء هذه سترافق الطفل طوال عمره وستتسبب له بمضاعفات نفسية مستقبلية, هذه المضاعفات لا يمكن لاحد تخيل تبعاتها. لايستطيع المرء هنا سوى التضامن مع الضحية وذويه.
عودة الى الخبر الذي نشرته صحيفة ال Bild, في التفاصيل حيث تشرح الصحيفة كيفية حدوث الاعتداء ,استنادا الى المعلومات التي وصلت لاحقا للمشرف الاجتماعي للمدرسة عن طريق احد زملاء الطفل الضحية, قام الطفلان الافغاني والسوري بمسك الضحية باحكام ليقوم الطفل المعتدي بفعلته الحقيرة, سيناريو مرعب حقيقة الامر ولكن الذي شد انتباهي هنا, هو تهديد المجني للضحية قبل حادثة الاعتداء وفي وضح النهار, بأنه " سوف اني..... اليوم" !!! هنا تقتبس الصحيفة كلام المجني حرفيا, المقصود هنا في الكلمة التي لم اكتبها وحلت النقاط محل الحروف هو فعل ممارسة الجنس, بهذا التوضيح تعرفون تماما مالذي قاله المجني للطفل الضحية, ولي هنا مقصد.
يقول المثل الالماني بما معناه ان "التفاحة لاتبتعد عن الشجرة التي سقطت منها", في وقت سابق نقل صديق على صفحته الفيسبوكية على سبيل "المزاح" مسبة طفل في الثانية عشرة من عمره لزميل اخر له في احد شوراع مدننا السورية, في هذه المسبة تفاصيل جنسية ربما تتعدى عمر الطفل بكثير وانتهاك لفظي فظيع للطفل الاخر, التعليقات التي اثارتها البوست كانت كلها متسامحة مع الطفل واغلب المعلقين تفاعلوا مع الموضوع بقهقهات صاخبة, واثنى البعض على "فصاحة" المسبة في حين اكمل اخرون القصيدة الجنسية للطفل الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره, حقيقة الامر افزعني هذا "التسامح" الفج مع الطفل المعتدي "لفظيا" على زميله الطفل الاخر؟!!.
معنى الكلام ان مجتمعاتنا كانت دائما متسامحة مع الانتهاكات الذكورية, طالما ان الجاني هو ابن العائلة, لن تكون هناك مشكلة ابدا, على العكس فهو موضع فخر للاب ان يقوم ابنه بسب زميله بأنه " راح أني..." وبالتالي لن تكون عنده مشكلة فيما بعد لو فعلها الابن عمليا, فمنذ الطفولة يتم تلقين الاطفال مسبات جنسية تمهد لاحقا لانتهاكات فعلية, فمن منا لم يقل او يسمع في طفولته المسبة الشهيرة " راح أني....." ؟! الفرق مع هذه القضية التي تناولتها بأن هذا الطفل الافغاني قد فعلها !!.

-------------------------------------------------------------------------------------------------
(1): https://www.bild.de/regional/berlin/berlin-aktuell/junge-10-vergewaltigt-jungen-10-bei-klassenfahrt-von-grundschule-56996788.bild.html
(2): http://www.spiegel.de/panorama/justiz/berlin-grundschueler-vergewaltigen-zehnjaehrigen-entsetzen-in-der-hauptstadt-a-1226153.html
(3) https://www.morgenpost.de/politik/article215181351/Nach-toedlichem-Streit-Rechte-marschieren-in-Chemnitz-auf.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون


.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة




.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا