الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية عن العدل وأنحاؤه

سامي الحجاج

2018 / 9 / 4
المجتمع المدني


يٌعرف العَدْل لغوياً:مِن عَدَلَ يَعْدِلُ فهو عادل من عُدولٍ وعَدْلٍ والعدل خلاف الجور، وهو القصد في الأمور وما قام في النفوس أنه مستقيم،والعدل: هو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم.وقيل هو: (استعمال الأمور في مواضعها، وأوقاتها، ووجوهها، ومقاديرها، من غير سرف، ولا تقصير، ولا تقديم، ولا تأخير)
كان الماورديّ وهو احد فلاسفة البصرة يقول:-
"إنّ ممّا تصلح به حال الدّنيا قاعدة العدل الشّامل الّذي يدعو إلى الألفة ويبعث على الطّاعة وتعمر به البلاد وتنمو به الأموال ويكبر معه النّسل ويأمن به السّلطان وليس شيء أسرع في خراب الأرض ولا أفسد لضمائر الخلق من الجور لأنّه ليس يقف على حدّ ولا ينتهي إلى غاية ولكلّ جزء منه قسط من الفساد حتّى يستكمل"
يُحكى ان أعـرابي من أهل البـادية قدم على رجـل من أهل الحـضر، وكان عنـد الرجل دجـاج كثـير وله امـرأة وابـنـان وبنتان، فـقال الرجل لزوجتـة : اشـوي دجـاجة وقـدميها لنا نـتـغـذى بهـا، فـلمـا حضر الغـذاء جلس الجمـيـع، الرجل وامـرأته وابـناه وبنتاه و الأعرابي، فـدفـع الرجل للأعرابي بالدجاجة وقـال له: اقـسـمـها بـيـنـنا كان يُريد بذلك ان يضع الأعرابي في موقف محرج جداً كي يأخذ الأعرابي الجزء الأصغر من الدجاجة!، قـال الأعرابي: لا أحـسـن القـسـمة، فـإن رضـيـتم بـقـسـمتي قسـمت بـيـنكم، قـال الجمع : فإنا نرضى بقـسمتك،ـ أخذ الأعرابي الدجاجة وقطع رأسها ثم ناوله للرجل وقال الرأس للرئيس، ثم قطع الجناحين وقال والجناحان للابنين، ثم قطع الساقين فقال الساقان للابنتين، ثم قطع المؤخرة وقال العـجز للعجـوز، ثم قال والزور للزائر وأخذ الدجاجة بأكملها!، فلما كان الغـد قال الرجل لامرأته اشـوي لنا خمس دجاجات، وعندما حضر الغـذاء قال الجمع للأعرابي اقـسم بيـنـنا، فرد الأعرابي: أظنكم غضـبتم من قسـمتي أمس، قال الجمع لا والله لم نغـضب فاقـسم بيـننا، قال الأعرابي شـفـعا أو وترا ؟ قـال الجمع وترا، قـال الأعرابي مخاطبا الزوج أنت وامرأتك ودجـاجة ثلاثة ورمى بدجـاجة، ثم أضاف قائلا وابناك ودجاجة ثلاثة ورمى بالدجاجة الثانية، ثم قال وابـنتاك ودجاجة ثلاثة ورمى بالدجاجة الثالثة، ثم قال وأنا ودجاجتان ثلاثة، واحتفظ بالدجاجتين، فرأى الأعرابي أن الكل ينظر إلى دجاجتيه بحنق كبير، فقال إلى ما تنظرون؟ لعلكم كرهتم قسمتي؟ فالوتر ما تجيء إلا هكذا، قـال الجمع فاقـسـمها شـفـعا، فأعاد الخمس دجاجات إليه ثم قال للزوج أنت وابناك ودجاجة أربعة ورمى إليـهم دجاجة، والعجوز وابنتاها ودجاجة أربعة ورمى إليهن بدجاجة ثم قال وأنا و ثلاث دجاجات أربعة وضم إليه ثلاث دجاجات، ثم رفع رأسه إلى السـماء وقال الحـمد لله أنت فهّـمْتَها لي.!
ان ما يحدث في البصرة من أهمال واضطراب في العدالة والنظم القانونية وتطبيقاتها والذي تسبب في تدميرهائل لممتلكات الدولة و حرائق وزهق للأرواح...، أنه لأمر مؤسف ويُندى له جبين العدالة وجبين الأنسانية ويشبه الى حد كبير قصة هذا الأعرابي التي غدت مثلاً من الموروثات الشعبية ،هذا الأعرابي كان أسمه(ضيزى) وعلى فعلته كان المثل(قسمة ضيزى
) !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا


.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د




.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي


.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا




.. بينهم نتنياهو.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة إسرائيل بسبب حر