الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رواية القاضي والبغي للمنوبي زيود: العقاب في بغاء الروح والجسد .

سلوى الرابحي

2018 / 9 / 8
الادب والفن


تصدير: وسارق الزهر مذموم ومحتقر وسارق الحقل يدعى الباسل الخطر : جبران خ ج.
بلغتين يحكمهما التضاد كتبت هذه الرواية، بين جفاف لغة القانون و دقتها وبين لغة عاهرة فارة من التقنين، لغة هاربة من ضوابط المجتمع، تتسرب إليها رائحة المواخير وقيء السكارى، تدخل إلى اللاوعي وتكشفه، لغة محمومة بالفوضى والدقة في آن معا، تحمل في بطنها فرويد و الجاحظ وفضاضة الشارع وأحكام الجنح والجنايات، خلطة كائن أخذ من المجتمع سماءه وقاعه. في هذه الرواية تبدأ حياة عبد الغفار بعد تقاعده من القضاء واعداده لأطروحة دكتوراه حول البغاء فيكتشف في رحلته أنه لم يكن حيا بل جذعا صلبا مفرطا في الاستقامة يختزل الحياة في سلطته كقاض وفي عائلة تقليدية. قاض يحكم على سارق دجاجتين بسنتين سجنا. في حين ينعم بالحرية سارقو البلد. بدأ حياته الجديدة بالتعرف إلى المومس"حياة"، صديقة الصبا، مومس تعلمه المعنى الحقيقي للحياة وتكشف له عورة المجتمع وقبحه. مومس عجوز تحيي فيه صباه وتبعث فيه صورة جديدة للذة والجنس. تغير القاضي و غير مكان إقامته، جزيرة بالجنوب، هناك جرب الخمرة واللذة والخروج عن القانون، هناك تعرف إلى البحار "أحمد الشامخ" ، سكير يمجد الوطن ويموت في سبيله. " إلى أين يسير البلد، من يحكم من؟ .. ناس خرجوا من كهوف برقائق متعفنة مثلما يخرج الشيطان من قمقمه" . هو القاضي يصبح متقاضيا لأن أبناءه وزوجته اتهموه بالسفه واختلال المدارك العقلية. بين القاضي والمتهم خيط رفيع يحجبه تصلب القانون وتكشفه الرؤيا. أي مجتمع متعصب هذا الذي يحرق مومسا لم تر من الحياة غير اسمها؟رواية تسلط الضوء على الجريمة، جرائم يعاقب عليها القانون وأخرى لامرئية تتسرب تدريجيا إلى الفكر والروح والجسد. شيخ يبدأ حياة جديدة كوليد يصدمه العالم وهو الذي عاش يتحكم في مصائر المذنبين لينتهي إلى مفهوم جديد للجريمة: جريمة تسرق منك المعنى الحقيقي للحياة، تسرق بهجتك وفوضاك وتمردك، تسرق المبعثر فيك وتشكله على قياس مجتمع نمطي، من هنا كان الفرار إلى أول بلد يخرجه من ظلمة التعصب فهل أن تغيبر البلد يمكن أن ينزع من قلبك حبه أيها الكاتب؟ نهاية هاربة أيها القاضي. عد إلى حلبة المواجهة مثل البغي والبحار، عد إلى نصك أيها الراوي وكن جريئا مثل شخصياتك التي رحلت جسدا وبقيت مواقفها الرافضة للظلم . عد ولا ترحل كما رحلت الأدمغة المهاجرة و فرّ الشباب إلى الموت، عد إلى النهاية التي خطتها الصدمة، ولا ترحل أبدا قبل أن يصدر حكمك أيها القاضي على جلادي البلد وبائعي جسده الغض ، جسد تنهشه الذئاب الجائعة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا