الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا

عدنان جواد

2018 / 9 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا
غالبا تجد الأنبياء والأوصياء والأتقياء والصالحين، يراجعون أنفسهم في نهاية اليوم ، ماذا فعلوا وهل كان هناك خطا صدر منهم خلال ذلك اليوم لإصلاحه في اليوم التالي، فقد قال تعالى: " يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو بينها وبينه أمدا بعيدا " وقال الرسول صلى عليه واله : " من منكم من احد إلا ويسأله رب العالمين ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان ويسال عن عمره فيمن أفناه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه" وقال أيضا: " حاسبوا قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا" ، وقال الإمام علي عليه السلام في خطبة له " عباد الله، زنوا أنفسكم من قبل أن توزنوا ، وحاسبوها من قبل أن تحاسبوا، وتنفسوا قبل ضيق الخناق، وانقادوا قبل عنف السياق"
الكلام موجه لأصحاب المعالي والفخامة والسيادة، والسمو ، والدولة ، والحجي والسماحة، تلك الكلمات الفخمة التي تعظم شان الذي يتصدى للمسؤولية في العراق ، والمتملقين ومدعي الاتكيت وصرفيات التجميل والكماليات والبهرجة، تنسيهم ربهم والعباد كما نسى فرعون ربه وتصور نفسه هو الرب، تصور أصحاب السلطة وطوال هذه السنوات ، إن زمن المحاسبة والمراقبة قد ولى وان كل شيء في أيديهم ، وإنهم يقولون للشيء كن فيكون، ونسوا قدرة الله عليهم ، وان المظلوم لايسكت عن مظلوميته ، خصوصا إذا كان الظلم فقر وتفقير وجهل وتجهيل، وغنى فاحش لعوائلهم وحواشيهم ، وشمولهم بالامتيازات والسفرات إلى دول العالم وأفضل الجامعات، وأفضل المستشفيات، بينما يعاني نصف الشعب من الإمراض يفتك به البعض يبيع ممتلكاته ليتعالج في الدول الأخرى من الإمراض السرطانية والصعبة العلاج لانعدام العلاج والرعاية الصحية في العراق.
المظاهرات الأخيرة في البصرة ، والتي خرج فيها شباب ، يطالبون بالخدمات والماء والكهرباء والتعيينات، وهؤلاء لا يخافون من تسديد السلاح في وجوههم، وقد قاموا بحرق مبنى أعلى سلطة في المحافظة ولم يستطع احد منعهم، فاليوم ليس قبل أربع سنوات اكتشفت الناس اللعبة، وخبرت الاستقتال على المناصب، ولماذا تشترى تلك المناصب بالملايين من الدولارات، ولماذا صاحب السلطة يسوف ويجامل عند التقصير والعجز عند تقديم الخدمة ، الذي من المفترض ان يستقيل عن منصبه في اول فشل، لكن هذا المنصب يمنحه صنميه وقداسة واحترام ورفاهية وعقارات وشقق في لبنان ودبي وبريطانيا وأمريكا ، فالكثير منهم لايصرف أمواله داخل العراق حتى لا ينكشف أو تعرف ممتلكاته، وحتى بعد أن يتهم يستطيع الهرب بسرعة وأمواله يجدها قبله في الدول الأخرى، وترى الناس بعيونها المجردة كيف يتحول الشخص المتملق والمتسلق عن طريق أحزاب السلطة، من ساكن في شقة مؤجرة الى صاحب عمارات وعقارات وشركات بعد أن تسلم منصب في الحكومة.
في السنوات السابقة كانت المسؤولية هلامية، فالجميع يعترف بوجود فساد من ابسط موظف إلى أعلى منصب حكومي، ولكن لايوجد متهم يعاقب، فتم إنفاق عشرات المليارات من الدولارات على مشاريع فقط موجودة على الورق وقبضت مبالغها وصرفت وضاعت بين السراق ، وابسط مثال على هذا ما جرى في مجلس النواب الجديد من تبادل الاتهامات بين رئيس مجلس الوزراء وبين محافظ البصرة، فكل واحد منهم يرمي اللوم على الآخر في التقصير، ووصول الأوضاع إلى ماوصلت إليه في البصرة، فالسبب هواسلوب الحكم في العراق وعبر نظام المحاصصة وعدم المهنية والكفاءة، وغياب النزاهة والرقابة والإخلاص للبلد.
صحيح هناك مكرمات من الحرية والديمقراطية والتي سمحت للناس في التظاهر، لكن من دون خدمات وماء صالح للشرب وكهرباء وخدمات والتوزيع غير العادل للموارد، وهذا لن يستمر طويلا فالخوف عند المطالبين بالحقوق لم يعد موجود ، وعليهم أن يحاسبوا أنفسهم قبل أن يحاسبهم الشعب، ويصبحون مثل رموز النظام السابق بين معدوم ومقتول ومشرد فلم ينفعهم تسلطهم وجمعهم للأموال وبناء القصور، وحساب الله قطعا سيكون عسير، فينبغي من الآن وقبل تشكيل الحكومة أن يتحمل الوزير والوكيل والمدير العام أي تقصير ولا تعاد نفس الطريقة السابقة ويبقى الفقير يعاني والحرامي يتنعم بسرقة المال العام من دون أي حساب أو عقاب، فيا أيها المسؤولون حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وقضية البصرة قرصة إذن ينبغي الاتعاض منها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر