الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أمين عام حزب الكادحين يتحدث.

حزب الكادحين

2018 / 9 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


‏ التقت طريق الثّـورة الرفيق محمد الصياحي، الأمين العام لحزب الكادحين، وأجرت معه ‏الحـوار التالي الذي غلبت عليه الأسئلة المرتبطة بطبيعة الـوضع العـام السّائد في تونس ‏وتقييم حزب الكادحين له. ‏

‏ سؤال : رغم مرور سبع سنوات على هروب بن علي إلّا أنّ حالة من عدم الاستقرار ‏تسود الأوضاع في تونس، فكيف يرى حزب الكادحين ذلك ؟ ‏
‏ جواب : حالة عدم الاستقرار الحالية ليست جديدة ولا طارئة بقدر ما هي حالة ثابتة ‏وملازمة للنظام في تونس فتاريخه تاريخ هزات وأزمات وانتفاضات والفترة التي سبقت ‏هروب بن علي بما في ذلك سنوات حكم بورقيبة لم تكن ورديّة كما يروّج طيف من ‏الرجعية الآن ذلك، فقد عصفت خلالها الصراعات بأركان الحكم كما شهدت احتجاجات ‏وانتفاضات متعددة ومحاكمات كثيرة لعل أبرزها حركة فيفري 1972 الطلابية وانتفاضاتي ‏‏26 جانفي 1978 و3 جانفي 1984 الشعبيتين وانتفاضة الحوض المنجمي 2008 ‏العمالية، وكان أسلوب القمع هو السمة القارة في تعامل النظام وأجهزته مع مطالب الشعب ‏ويعود ذلك إلى طبيعته من حيث ارتباطه بقوى امبريالية تتحكم بمصير الوطن والشعب، ‏تحدد له السياسات الواجب انتهاجها حفاظا على امتيازاتها وامتيازاته وهذا ما جعل الصراع ‏الطبقي يحتد حينا ويخفت أحيانا أخرى فلا استقرار للأوضاع ولا ثبات لها عدا ثبات ‏الاستغلال والاضطهاد. لقد ظلت البلاد فاقدة للحرية والسيادة الوطنية والشعب فاقدا للسيطرة ‏على ثرواته غيرأنه لم يركن إلى الاستغلال ‏والاستسلام وظل يكافح بمختلف الأشكال إلى حدود انتفاضة 17‏ ديسمبر 2010 التي كانت ‏نتيجتها فرار رأس السلطة، ‏ويرى حزب الكادحين أن ذلك الكفاح برغم قيمته الثورية العالية فإنه لم يؤد إلى القضاء ‏على النظام الذي تمكن من إعادة ترميم نفسه جرّاء ضعف القوى الثورية من جهة ومساعدة ‏الرجعية العالمية والإقليمية والمحلية له من جهة ثانية وهو ما جعله ينتقل من وضع الدفاع ‏إلى وضع الهجوم معززا هذه المرة باليمين الديني وبذلك ظل التناقض الرئيسي بين ‏الامبريالية والرجعية المحلية من جانب والشعب من جانب آخر وهذا التناقض يفرز ‏باستمرار عدم الاستقرار حتى يصل إلى تلك اللحظة التي يجد فيها حله ولن يكون ذلك بغير ‏الثورة الوطنية الديمقراطية المتحولة بدورها إلى الاشتراكية.‏

‏ سؤال: ألا تعتبرون أنّ المناخ السياسي لم يعد هو نفسه كما كان عليه قبل عام 2011 ؟ ‏
جواب: لعلّي في التطرق إلى الردّ عن السؤال السابق أشرت إلى هذا، ذلك أنّ المناخ السياسي ‏بمعنى توفر مساحة من الحريات السياسة هو ما يمكن أن يكون الظاهرة التي اختلفت فيها فترة ‏ما قبل سنة2011 عما بعدها وهذا، ربّما، هو المكسب الوحيد الذي وفرته الانتفاضة التونسية، ‏غير أنّه مكسب ثانوي يشهد سنة بعد أخرى تراجعا بحكم التضييق علي حرية التنظم والتعبير ‏والنشر بأساليب ملتوية ومنها إخضاع السياسة والثقافة وغيرهما الى سلطة المال والإعلام ‏الفاسد.‏
‏ سؤال: هل أثّـر هذا التحوّل على تغير الأوضاع وأنتج واقعا جديدا تعيشه البلاد ؟
جواب: لقد تم حشد شتى الإمكانيات الماديّة والمعنوية للترويج لما أطلق عليه "الديمقراطية ‏الناشئة" من أجل حرف الكادحات والكادحين عن أهدافهم الرئيسية وانخرطت في ذلك القوى ‏الانتهازية فساهمت إلى حد كبير في إشاعة مناخ من البلبلة وبث الأوهام حول طبيعة سلطة ما ‏بعد زين العابدين بن علي باعتبارها سلطة ديمقراطية جاءت بها انتخابات نزيهة وشفّـافة، ‏غير أنّ مرارة الواقع الاجتماعي المتزايدة والبؤس الذي يعانيه الشعب وانتفاض الجماهير ضد ‏ذلك كله، حال دون تحكم الرجعية بصورة كلية بالوضع العام.‏
‏ سؤال : ما هي إذن أهمّ ملامح الوضع الحالي في تونس ؟
جواب: اعتمادا على ما سبق فإنّ البلاد في وضع أزمة متفاقمة أكثر فأكثر مع مرور الوقت ‏فالاقتصاد منهار‎ ‎وهناك حالة من الفوضى في شتى الميادين عجزت السلطة معها عن ايجاد ‏حلول للبطالة والفقر والحرمان ونضوب مخزون العملة الصعبة وارتفاع معدل الدين الخارجي ‏الخ.. مكتفية بترفيع الأسعار وتخفيض قيمة الدينار وإغلاق باب التشغيل في الوظيفة ‏الحكومية كما تلجأ إلى مزيد الاقتراض ورهن البلاد للبنوك الدولية كصندوق النقد الدولي ‏والبنك العالمي ولا خيار لها غير تنفيذ توصيات هؤلاء وهي لا تغض فقط الطرف عن الفساد ‏والسرقات وتخريب الثروة الوطنية والتهرب الضريبي من قبل الأثرياء واستفحال ظاهرة ‏التهريب وإنّما تشارك في ذلك كله لمراكمة المنافع . ‏
‏ وهذا الصنيع يزيد من تعميق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية ويفاقم حالة الاحتجاج ‏والانتفاض لدى الكادحين فتلجأ الرجعية الحاكمة بجناحيها الديني والليبرالي (حزب النهضة ‏وحزب النداء أساسا) إلى القمع المزدوج، المادي والمعنوي باستعمال الهراوات والقنابل ‏المسيلة للدموع والرصاص المطاطي والرش والمتابعات القضائية والإيقافات فضلا عن الهاء ‏الكادحات والكادحين بشتى المنوعات الايديولوجية البائسة والانتخابات الصورية المعلومة ‏نتائجها سلفا.‏
‏ وزادت طبيعة نمط الحكم الهجين الذي ليس ببرلماني بحت ولا رئاسي بحت من توفير أرضية مناسبة لتصاعد أزمة ‏ الحكم فكل طرف من أطراف الائتلاف ‏
الرجعي الحاكم يوظف خصائص ذلك الحكم بما يلائم مصالحه ويضعف حليفه تمهيدا ‏للانقضاض عليه مثلما يجري بين اليمينين الديني والليبرالي فالتوافق بينهما قابل للاستمرار ‏مثلما هو قابل للانفجار في أيّة لحظة ولعل تعدّد الاتفاقات والوثائق والحوارات ونقضها ‏والتفاهمات والتراجعات وانفراجها وانسدادها والتسميات والتراجع عنها والإقالات والاستقالات ‏والترضيات وتأخير مواعيد الانتخابات وتقديمها والتهديد بإلغائها وغير ذلك ليس سوى ترجمة ‏لأزمة الحكام السياسية التي كثيرا ما تحدث حزب الكادحين عنها وأضحت الرجعية نفسها اليوم ‏تعترف بها ولكن دون قدرة على حلّها.‏
‏ سؤال : كيف ترون في ظل هذا الوضع الذي أشرتم إليه سبل التجاوز ؟ ‏
جواب: لمّا هبّت جموع الكادحات والكادحين وانتفضت ضد حكم بن علي وسياسته التي ‏أوصلت الأوضاع إلى حالة انسداد لم تكن تريد مجرد ترقيع لثوب اهترأ بقدر ما كانت تهدف ‏إلى تغيير النظام السياسي في اتجاه التحرر من الامبريالية وإرساء الديمقراطية الشعبية وتوفير ‏الشغل لطالبيه واسترجاع الفلاحين لأرضهم والسيطرة على الثروة الوطنية. وهو ما عبرت عنه ‏شعارات من قبيل: الشعب يريد اسقاط النظام ولا لا للطرابلسية اللي نهبو الميزانية والأراضي ‏تباعت والأهالي جاعت.‏
‏ وتلك المطالب لا تزال على جدول الأعمال ولن تتحقق دون انتظام الجماهير ثوريا لذلك ‏يتوجب العمل على توحيد صفوف الشعب في اتجاه تحقيق تلم الأهداف فهو ان اتحد وهب الى ‏الثورة فلن تتمكن أية قوة من الوقوف في طريقه ولأجل هذا فقد دعا حزب الكادحين سائر ‏القوى الثورية من منظمات وأحزاب وجمعيات ونقابات الى توحيد صفوفها عاجلا وهو ما فتئ ‏يجدد نداءه في كل مناسبة في سبيل تحقيق تلك المهمة لإدراكه أن قوة الرجعية والامبريالية ‏مستمدة دوما من انقسام قوى الثورة .‏
سؤال : هل هناك استجابة لندائكم هذا ؟
جواب : نعم كانت هناك استجابة من طرف البعض ولامبالاة من طرف البعض الآخر ربما ‏بسبب أزمات داخلية وقد نجحنا في طور ما في تأسيس عمل جبهوي تحت مسميات مختلفة ‏مثل ملتقى مقاطعة الانتخابات و الجبهة الثورية وتم تنظيم فعاليات ميدانية مشتركة وإمضاء ‏بيانات موحدة ولكن التقدم بطئ وأحيانا هناك تراجعات، ولا يستجيب المنجز حتى الآن لما ‏تتطلبه تحديات الوضع العام ونحن نجري منذ مدة حوارات مع بعض تلك القوى للتغلب على ‏معضلة الانقسام تلك ونرى أن حملة مقاطعة الانتخابات البلدية قد ساهمت في توضيح عدد من ‏المسائل النظرية والسياسية وبلورة جملة من الأفكار والأطروحات التي يمكن أن تشكل قاعدة ‏لتنظيم مجموعة واسعة من الثوريات والثوريين الذين طرحوا هم أنفسهم تلك المهمّة.‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الولايات المتحدة: ما الذي يجري في الجامعات الأمريكية؟ • فران




.. بلينكن في الصين: قائمة التوترات من تايوان إلى -تيك توك-


.. انسحاب إيراني من سوريا.. لعبة خيانة أم تمويه؟ | #التاسعة




.. هل تنجح أميركا بلجم التقارب الصيني الروسي؟ | #التاسعة