الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شكر واجب الى المترجم هاشم صالح

فاطمة الحصي

2018 / 9 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


شكر واجب الى المترجم هاشم صالح

حول ترجمات كتب أركون إلى العربية

د.فاطمة الحصي

على الرغم من أن أركون لجأ إلى عدد ليس قليل من المترجمين لكتاباته مثل عادل العوا وجمال شحيد ومحمود عزب، إلا أن كتبه ارتبطت ارتباطا قويا باسم المفكر السورى هاشم صالح، الذى كان طالبا للدكتوراه بجامعة السوربون تحت إشراف أستاذه د.محمد أركون، ولذلك نجد أن الغالبية العظمى من كتابات أركون ترجمها من الفرنسية إلى العربية المفكر السورى هاشم صالح.

" إنّ ما بذله هاشم صالح في نقل فكر أركون وتعريب مصطلحاته في غاية الأهمية،  ذلك أنّ مثل هذا العمل يحتاج إلى التفرّغ والإلمام الدقيق بفكر الرجل من جهة،  وتبيّن مسارات التشكل الدلالي للمصطلحات في اللغة المترجم عنها واللغة المُترجم إليها،  "([1])

وقد عبّر المترجم في أكثر من موضع عن كم الجهد والتعب الذى يبذله للوصول إلى تعريب جيد للمصطلحات التى يستخدمها محمد أركون فى كتاباته حتى تصير جزء لا يتجزأ من نسيج التراث والمعلوم لدي القارئ وقد بذل هاشم صالح مجهودا كبيرا فى نقل فكر أركون وتعريب مصطلحاته.([2])

وقد قدم أركون نفسه شكر خاص للمترجم الأساسى لكتبه د. هاشم صالح الذى ترجم كتاباته إلى اللغة العربية، واصفاً إياه "بالصديق والزميل"، شاكلاً جهده في نقل أعماله إلى الفكر العربى المعاصر، واجتهاده وجهده بالتعليقات والشروحات لتقريب المفهومات الخاصة لإفهام القراء([3]).

كما وصفه في موضع آخر بكونه (رفيقى في الاجتهاد والصبر الجميل) ([4]). وهو ما يعكس الألفة والتوافق الذى كان بينهما في هذا العمل.

ومن المهم لفت الانتباه إلى كون المترجم فى هذه الحالة  لم يكتف بالترجمة ولكنه توغل إلى شرح وإيضاح بعض ما قد ينغلق على القارئ،  وذلك بطريقه مبسطه وسهله، وهو ما يدفع البعض إلى التساؤل حول مدى التماهى الذى حدث فيما بين فكر أركون وفكر هاشم صالح (مترجمه)، وحول مدى تأثر المترجم (هاشم صالح)بفكر أركون !

والحقيقة أن هاشم صالح –حسبما أظن –قد تأثر وآمن بفكر أركون إلى الحد الذى جعله يردد أفكار محمد أركون بمنتهى الإيمان والثقة، وظل وفيا له حتى بعد مماته،  وهو ما ننحنى له احتراما ومازال يدافع عنه حتى هذا اللحظة.

ومن الممكن القول أنه لولا هاشم صالح وترجماته المهمة لفكر أركون لصار أركون نسياً منسياً فى العالم العربى، وهانحن نرى كيف يزداد عدد الباحثين العرب المهتمين بفكر أركون يوماً بعد يوم.يرى البعض أن إذا كان أركون قد مثّل الوساطة بين الثقافتين العربية -الإسلامية و الثقافة الغربية فإن هاشم صالح يمثل هو الآخر الوساطة بين أركون والقارئ العربى، ولولا العمل الذى أنجزه هاشم صالح لما عُرف أركون وانتشر فكره فى الساحة العربية "([5]).

يقول هاشم صالح:"كانت نقطة إنطلاقى الأولى هى أعمال محمد أركون فى مجال الفكر الإسلامى..فعندما ابتدأت بترجمة محمد أركون واجهتنى عدة صعوبات ليس أقلها كيف يمكن نفل مصطلحات العلوم الإنسانية الحديثة كعلم الاجتماع والتاريخ والأنتربولوجيا والألسنيات والسيميائيات والإبستمولوجيا وعلم الأديان المقارن وعلم اجتماع الأديان والفلسفة..إلى ساحة اللغة العربية"([6]). ويؤمن المترجم هاشم صالح بأن لقاءه بالمفكر الجزائرى محمد أركون قد أثر فى فكره وشخصه،  معبرا عن كونه مر بنفس تجربة أركون الحائرة حيث انتمى كلاهما إلى تراثين هما التراث العربى -الإسلامى ([7]) وقد رأى هاشم صالح أن ترجمته لكتابات أركون جعلته يقدر على الدخول إلى أجواء العلوم الإنسانية الحديثة بالإضافة إلى  تعرفه على منهجيات وأدوات ومفاهيم علمية تنتمى إلى كافة المجالات،  والتعرف عليها من خلال تطبيقها على التراث العربى واللغة العربية والدين الإسلامى، بالإضافة إلى اكتشاف حجم التعديلات التى يجريها عليها أركون لكى تتأقلم مع تراث غير التراث الأوروبى يقول هاشم صالح:"اجبرتنى ترجمة أركون على السياحة فى مختلف العلوم الإنسانية والاجتماعية " ([8]).

وبذلك تكون للاستفادة متبادلة من أركون الذى استفاد ترجمه متميزة سهلت وصول فكره إلى العالم العربى، واستفاد هاشم صالح بالتغلغل داخل الفكر الغربى والتعمق فيه وفهمه.

واليوم اذ ينتشر فكر أركون ومريديه والباحثين المهتمين بدراسته في العالم العربي فإن الفضل في ذلك يعود الى ترجمات هاشم صالح التي وفق فيها بإشراف مباشر من أستاذه أركون ، علينا أن ننحني احتراما لهذا الرجل ونقدم له  جميع انواع التقدير والامتنان

المراجع:

([1]) http://www.mominoun.com- محمد إدريس (أغسطس 2015): قراءة فى كتاب اين هو الفكر الإسلامى المعاصر.

([2]) محمد أركون (1993):اين هو الفكر الإسلامى المعاصر، مرجع سابق،  ص 15

([3]) محمد أركون (1998): قضايا في نقد العقل الدينى، مرجع سابق، ص 10.

([4]) محمد أركون (1993): أين هو الفكر الإسلامى المعاصر، ص XIII.

([5]) Hwamsh.net فارح مسرحى (2016)،  حوار مع هاشم صالح.

([6]) محمد أركون (1993):أين هو الفكر الإسلامى المعاصر، مرجع سابق،  ص2.

([7]) المرجع السابق،  ص3.

([8])  محمد أركون (1991)أين هو الفكر الإسلامى المعاصر،  مرجع سابق.

**********************

*كاتبة ورئيس تحرير مجلة هوامش ثقافات معاصرة /مصر 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل يبرئ الأنروا، وإسرائيل تتمسك باتهامها


.. بتكلفة تصل إلى 70 ألف يورو .. الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل ي




.. مقتل شخص في قصف إسرائيلي استهدف سيارة جنوبي لبنان


.. اجتماع لوكسمبورغ يقرر توسيع العقوبات الأوروبية على إيران| #م




.. استخراج طفلة من رحم فلسطينية قتلت بغارة في غزة