الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطة لتحرير لبنان

عصمت المنلا

2018 / 9 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


المرجعية السياسية التي كانت بيد النظام السوري باتت الآن بيد حزبالإرهابالإيراني:
فقد كشفت أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية صراعا سياسيا عقيما وطويلا بين القوى المسيحية، التي تجد نفسها في دائرة «الاستهداف والإقصاء» في عهد جنرال قصر بعبدا قوّاد حزب الفتنة والإرهاب الإيراني.. واتّضح بشكل قاطع أن المصيبة تجمع اليوم أحزاباً سياسية مسيحية رغم خصومتها التاريخية.. كما إن رؤى القوى المسيحية تتباين حيال النظرة إلى تشكيل «جبهة سياسية»، ويقدّم كلّ فريق تفسيره للمرحلة المقبلة من زاوية مختلفة. فالجنرال يصرّ على ممارسة سياسة حصرية بشخصه، وينهج طريق الجشع بوضوح من خلال تشبّثه بنرجسيّة " أنا أو لا أحد" ضاربا عرض الحائط البروبجندا الإعلامية التي زعم فيها يوم وصوله الى الكرسي أنه "بيّ الكل" ليثبت عمليا أنه "بيّ" أتباعه في قطيع التيار (غير الحر) طالما أن حزب الإرهاب يرعاه ويقود خطاه الإنفرادية في السلطة والتحكّم والتدخّل في كل كبيرة وصغيرة في ما يوصف ب"الدولة" التي في حقيقتها تحولت الى "كانتون" أو شبه محافظة إيرانية على غرار ما كانت عليه في عهود وصاية طغاة سورية، وهذه السياسة تفضح إصرار الجنرال وحزب الإرهاب على الإستفراد المطلق بحكم "الحزب الواحد" ومحاولة إلغاء القوى المسيحية الأخرى..!
وضع كهذا يحتاج إلى تضامن مسيحي قوي فالمجتمع المسيحي مصاب بالإحباط، ويعاني من إنعدام حقه بالوصول إلى أي موقع في السلطة، وكل من لا يتبع الجنرال لا يمكنه الوصول إلى مركز أو وظيفة، وهذا الغبن يستدعي إقامة جبهة واحدة قادرة على مواجهة هذا الاستفراد والاستهداف.. كما أن حزب الإرهاب وجنراله ارتكبا خطيئة لا تغتفر بتحجيم وتهميش قِوى التكتّل الإسلامي التي يمثلها رئيس الحكومة المكلّف بأصوات 112نائبا في البرلمان من 128، بينما تروّج إيران أن لديها كتلة تابعة من 74 نائبا يضاف اليهم10نواب جدد يوالون سياستها المتمثلة بحزبها الحاكم الآن والذي يسمح لتيار الجنرال (غير الحرّ) بالهيمنة على كلّ المواقع المسيحية السياسية والأمنية والعسكرية والإدارية، وهذا أمر يحاوله الحزب مع القِوى الإسلامية التي يمثلها رئيس الحكومة المكلّف، ما يجعل توحّد القِوى المسيحية المهضومة حقوقها تتوحد مع القِوى الإسلامية المضغوطة والمحاصرة في مواجهة عهد حزب الإرهاب وجنراله.. وهي فرصة سانحة للمكلّف بتأليف الحكومة أن يقود جبهة معارضة قوية تمثّل غالبية اللبنانيين تفضح إنتهاكات العهد غير الشرعي لأنه نتاج برلمان منتهية مدة صلاحيته الإفتراضية للتصويت واتخاذ أي قرار طالما نوابه جددوا لأنفسهم عدة مرات وفقدوا الشرعية القانونية والدستورية في تمثيل اللبنانيين، ما يجعل أصوات ال84نائبا الذين وافقوا على ترئيس الجنرال باطلة.. وهذا يفتح الباب واسعا للطعن بشرعية رئاسته والعمل على إبطال مفعول الإنتخابات النيابية الأخيرة التي كانت مهزلة وغير نزيهة، والسعي لانتخابات جديدة تنتخب رئيسا شرعيا لا يصل الى كرسي قصر بعبدا بسلاح حزب الإرهاب..!
لكن، كيف يتم ذلك ويتحقق أمل اللبنانيين بالتغيير وبإصلاح ما أفسده الجنرال الذي يؤمن الغطاء السياسي والدستوري لحكم حزب الفتنة والإرهاب الإيراني وسلاحه غير الشرعي..!؟
نهج إستقلال لبنان عن إيران هو ضرورة قصوى اليوم وقبل الغد، وغدا قبل ما بعده، لأن تضافر قِوى المعارضات الإسلامية والمسيحية لديها الآن إمكانية فكّ أسر الوطن المختطف كرهينة بسلاح حزب الإرهاب، في حال قامت الجبهة العريضة السياسية الوطنية، ونشطت بِحراك متواصل دون كلل في تحشيد اللبنانيين للتحرر من هذا العهد المشؤوم، بإعلان العصيان المدني الشامل لكافة المرافق الرسمية والأهلية، على أن يكون عصيانا مفتوحا زمنيا، برعاية وتقديمات خدميّة ومادية لِمن يلزمه الدعم نتيجة العصيان، متواصلا حتى إجراء إنتخابات نيابية جديدة تنتخب رئيسا شرعيا بديلا لجنرال قصر بعبدا غير الشرعي، حتى لو استمر العصيان أشهرا.. ألم يمنع حزب الإرهاب إنتخاب رئيس مدة عامين ونصف العام؟.. ألم يعرقل الجنرال وسيده حزب الإرهاب تأليف الحكومة الجديدة حتى الآن رغم أن التكليف مضى عليه حوالي الأربعة أشهر؟.. ورأينا أمور اللبنانيين تسير شبه عادية، عدا هجرة بعض المستثمرين المحبطين الى حيث لا يوجد نظام فاشل كالذي في لبنان الآن.. وفي مرحلة العصيان المدني لن تكون الأحوال أسوأ مما يمرّ فيه لبنان حاليا، وستظلّ الأمور كما هي مع التذكير بالمثل الشعبي الرائج"أكثر من القرد ما مسخ ربنا".
كل المطلوب أن تتّحد قِوى المعارضات في معارضة واحدة، صفّا مرصوصا بمواجهة الإنتداب الإيراني حتى الوصول الى إستقلال جديد من الهيمنة الكاملة الخارجية.. ولا بد لقِوى المعارضة من إستقطاب بعض حكومات الدول الشقيقة والصديقة لدعمها في مسعاها للتحرر وذلك بزيارات وفود المعارضة الى العواصم التي تتناسب سياساتها مع مطالب اللبنانيين المحِقة، وفي الوقت عينه تجتمع هذه الوفود الى الجاليلت اللبنانية في الخارج بهدف إنخراطها في مشروع الإستقلال الجديد.. وستكون هذه الزيارات واللقاءات في الخارج بمثابة رد ورفض غير مباشر لزيارات المسؤولين المتسلّطين (بسلبطة واضحة) على الحكم الذين حاولوا استجداء الإلتفاف حول العهد في بلاد المهجر..!
إن الإسراع في تنظيم هذا الحِراك الشعبي العام قد ينجز الإستقلال الذي نعنيه ربما بالتزامن ويوم الإستقلال عن إنتداب فرنسا الذي يصادف22 تشرين ثاني.. وسنجد
إن من يصرخ أولا سيكون هو الخاسر، ولا بد أن تعلو صرخة أعداء لبنان حكام هذا الزمان عندما يحين الأوان بنتيجة إستمرار العصيان كخيار وحيد للبنان، لأنه يواجه فعليا 3 خيارات -1-البقاء في وضع إستحالة تأليف الحكومة -2- الإذعان لحكم حزب إيران -3- إعلان العصيان المدني العام وصولا الى التغيير والإصلاح الحقيقي في ظل رئيس حر من التبعية ومن العقد النفسية السياسية ومعافى من أمراض الشيخوخة المتأخرة وأبرزها "الزهايمر".. رئيس غير عسكري، ولا تسوّل له نفسه الجشع المرضي للسلطة.. فالرئيس المرتجى سيكون حقا لكل اللبنانيين دون إقصاء أحد أو حزب أو جهة طالما هم أحرار من موالاة أعداء لبنان.. حتى الحزب الذي يسمى"حزب الله" لن يقصى من المشاركة في أية حكومة إستقلالية جديدة في حال تحول الى حزب سياسي لا إرهابي عسكري، وتخلّى عن سلاحه للجيش اللبناني الذي سيستوعب ما أمكن من قِوى الحزب ويستفيد من خبراتهم وتجاربهم. مع تعهّد إصدار عفو عام على ارتكابات عناصره في لبنان (ولا علاقة لهذا العفو بما ارتكبوه في سورية)، مع شمول العفو المساجين منذ سنين بلا محاكمة.. حتى إن اين الحريري بإمكانه أن يعفو عن المتهمين باغتيال والده (إسقاط حقه الشخصي)، مضحّيا من أجل إنقاذ لبنان في حكومة إنقاذ قد ينخرط فيها رئيس حركة "أمل" عندما يجد موجة الجبهة المعارضة عاتية وجدّية في بلوغ أهدافها، طامعا في حفظ مصالحه، مع عقد الآمال على انخراط بعض الدول الصديقة في مساعي إقناع سلمي لقادة الحزب بالتعاون في بناء دولة ووطن حقيقي لكل أبنائه. وفي الوقت عينه التفاوض مع حكومة إيران لاستقبال اللذين يفضّلون الإنتماء لإيران من مقاتلين أو مسؤولين في الحزب ، وقد ينجو من المساءلة أو المحاكمة العديد منهم كانوا ارتكبوا إجراما.
وبالتأكيد لن يكون لآل سعود أي تدخل في مساعي هذه المعارضة بعد أن سحبت أيديها من لبنان إثر نقض إيران وحزبها إتفاق التسوية التي حملت الجنرال الى قصر بعبدا في مقابل إيعاز إيران لمقاتلي عصابات الحوثيين بوقف إستهداف المملكة بالإعتداء، الأمر الذي لم يتحقق، وتهاوت بذلك الثقة بوعود إيران وحزبها في لبنان، ولم يعد لآل سعود مصلحة الآن بالمقايضة ثانية بخصوص الشأن اللبناني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل دعا نتنياهو إلى إعادة استيطان غزة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تكثف الضغط على الجبهات الأوكرانية | #غرفة_الأخبار




.. إيران تهدد.. سنمحو إسرائيل إذا هاجمت أراضينا | #غرفة_الأخبار


.. 200 يوم من الحرب.. حربٌ استغلَّها الاحتلالِ للتصعيدِ بالضفةِ




.. الرئيس أردوغان يشارك في تشييع زعيم طائفة إسماعيل آغا بإسطنبو