الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أجل التخطيط لرفع القدرات الانتاجبة للقوى العاملة لكوردستانية /3

صلاح الدين عثمان بيره بابي

2018 / 9 / 23
الادارة و الاقتصاد


من أجل التخطيط لرفع القدرات الانتاجبة للقوى العاملة لكوردستانية /3

السمات الديموغرافية للسكان في اقليم كوردستان
سيماي ديمؤكرافي دانشتوان له هه ريمي كوردستان
Demographic Features of Kurdistan Population

السبب في التطرق الى السمات الديموغرافية للسكان ونحن بصدد الكلام عن واقع العمالة والاستخدام فيها ، لوجود علاقة دالية طردية بين السمات الديموغرافية وواقع العمالة، لايمكن ايجاد نموذج او مثال لدولة تتسم سكانها بصفات متخلفة في حين حالة الاستخدام ومواصفات عرض العمل فيها متطورة.ولانه على المدى البعيد والاستراتيجي لابد من اتباع سياسات وخطط تهدف الي تطوير وتنمية مواصفات السكان ليتسنى تحسين واقع العمالة والاستخدام وزيادة كفاءتها وانسجامها مع متطلبات التنمية والتطور التكنلوجي وتغير واقع سوق العمل المتغير باستمرار لصالح زيادة الطلب على الايدى العاملة الماهرة والفنية مقارنة بغير الماهرة . كما ان دراسة صفات وخصائص السكان من مختلف الجوانب تدخل ضمن اهتمامات متخذي القرارات والمخططين والبرلمانات ومنظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية والجامعات ومراكز البحوث الاستراتيجية، ومتابعة التغيرات التي تطرأ عليها لان السمات والصفات السكانية هي حالات غير ثابتة بمرور الزمن ، بل هي ديناميكية متغيرة تتبع حركة التغير والتنمية الاقتصادية والاجتماية المتحققة والتي من المفروض ان تؤثر ايجابا على تحسين وتطوير السمات والصفات السكانية المكتسبة. وبالعكس فان الاخفاق في عملية التنمية والازمات والحروب ستؤدي الى زيادة تدهور السمات والصفات السكانية كحالة عاكسة لتراجع مسيرة التنمية والتطور . لهذا فلا غرابة من اهتمام الدول جميعها بالتعدادات السكانية ومحاولة اجرائها بصورة دورية وفي اوقات منتظمة ، ومن سمات السكان في كوردستان هي:
1. ارتفاع معدلات النمو الطبيعي للسكان اذ يبلغ اكثرمن 3% ، وهي من المعدلات المرتفعة النمو الطبيعي في العالم مما سيؤدي الى مضاعفة السكان كل 20 سنة، وهذا ماتؤكده مؤشرات النمو السكاني خلال العقود الاخيرة في كوردستان والعراق.
وما يترتب عن ذلك من اثار سلبية على عملية التنمية وحجم الاستثمارات الواجب توفيرها لتحقيق معدلات مناسبة سنويا للنمو الاقتصادي والاجتماعي.هذه المسالة تعتبر من التحديات والمعوقات الكبيرة التي تقف امام الخطط والبرامج التنموية للعديد من البلدان النامية ذات المعدلات المرتفعة للنمو السكاني والسبب في ذلك يعود الى
أ‌- الحاجة الى تمويل استثمارات اضافية سنوية كبيرة لتوفير المستلزمات الحياتية الضرورية للزيادة السكانية عند المستويات المعيشية السائدة، اضافة الى التمويل الضروري اللازم لاستثمارات اضافية سنوية لتحقيق زيادة معينة من نمو الناتج المحلي كضمان لتحقيق نسب معينة من التنمية.
ب‌- الجانب الاخرمن المشكلة والتي لاتتوقف عند حد العجز في توفير المال اللازم لتمويل الاستثمارات الضرورية كما ورد اعلاه ، وهي حالة واقعية بالنسبة لبعض البلدان التي تصدر سلع استراتيجية مثل النفط . بل بسبب عدم القدرة على استيعاب الاستثمارات السنوية الكبيرة االضرورية وذلك لكون هذه البلدان لاتزال في مرحلة متخلفة من التطورالاقتصادي والاجتماعي وفي بنيته التحتية كما ونوعا ، وتتسم بادارة عامة اكثر تخلفا وغير كفؤة لادارة الاقتصاد على اسس و قوانين اقتصاد السوق الصحيحة والشفافة . كما ان القدرات والخبرات والمعارف والمهارات الهندسيبة والادارية والمعرفية في مجال الاستثمارات والاعمال لدى الادارة الحكومية والقطاع الخاص ضعيفة . ناهيك عن النقص في اامؤسسات المالية والبنكية والمراكز الهندسية والاستشارية والبحثية الداعمة ، وفي البنى الارتكازية الاقتصادية والاجتماعية المهمة ، كل هذه تشكل عقبات امام الخطط والبرامج التي تتطلبها عملية التنمية في ظل التخلف وتلبية الحاجات المتزايدة للسكان ذات النمو المرتفع.
2. الهرم السكاني المنتظم والتي صنف بموجبه سكان كوردستان ضمن الشعوب الفتية . ان التوسع في قاعدة هرمه السكاني بسبب ارتفاع نسبة صغار السن والمعالين من قبل غيرهم والانخفاض التدريجي المنتظم للسكان الذين هم في سن العمل، على عكس الحالة السكانية في البلدان الصناعية المتقدمة اذ ترتفع نسبة السكان في سن العمل وكبار السن مقارنة بالفئة العمرية دون سن العمل ، لذلك يكون شكل الهرم غير منتظم ،ذو قاعدة ضيقة مقارنة بوسط الهرم ، وتبدا تضيق مرة اخري عند حود الفئات العمرية فوق سن العمل(سن التقاعد)، ومن اثار الضغط السكاني في كوردستان :-
أ‌- زيادة حجم النفقات العامة والخاصة المطلوبة ( النفقات المعيشية والصحية و التعليم والتدريب بمستوياتها المختلفة، وكذلك السكن، والخدمات البلدية والبنى الارتكازية).
ب‌- ان ارتفاع نسبة المعالين يؤدي الى انخفاض متوسط دخل الفرد .
ت‌- انخفاض نسبة عرض العمل بالقياس الى حجم السكان
ث‌- ازدياد عدد العاملين من الاطفال القاصرين في العمر والعزوف المبكرعن التعليم والنتائج السلبية المتعددة التي سوف تنجم عن هذه الظاهرة مستقبلا .
ج‌- زيادة الطلب على السلع الاستهلاكية ووجود بون شاسع بين الطلب الفعلي للسكان وبين القدرات المحلية للانتاج على تلبية واشباع تلك الحاجات من الناتج المحلي، مما يفسر اسباب زيادة توجه العراق وكوردستان للاعتماد على استيراد حاجة السوق المحلية السلعية والخدمية، وتمويل ذلك من العوائد النفطية (بترودولار-petro- dollar) ،مما يكرس صفة الاقتصاد الريعي والاصابة بالمرض الهولندي ( Dutch Disease) الذي يصيب الدول المعتمدة على العوائد النفطية ومن نتائجه :
 الارتفاع النسبي للمستوى المعاشي والاستهلاكي للسكان بما لايتناسب مع انتاجية الفرد العامل في القطاعات الاقتصادية وبالذات القطاعات السلعية باستثناء قطاع النفط.
 حصول النسبة العظمي من السكان لدخلهم ليس من المرحلة الاولى لتوليد الدخل في القطاعات الانتاجية بل في المرحلة الثانية من اعادة توزيع الدخل من قبل ميزانية الحكومة التي تشكل النسبة العظمى من الدخل القومي، وبالتالي فان تنميتها وانتعاشها مرهون بزيادة دخل الحكومة وميزانيتها المعتمدة اساساً على تصدير النفط الخام واسعاره في الاسواق الدولية.
 نمو القطاع التجاري وبالذات التجارة الخارجية في جانب الاستيراد فقط دون الصادرات (باستثناء صادرات النفط الخام) وضخامة قطاع الادارة العامة الحكومية بصورة اكبر من بقية القطاعات من حيث تشغيل قوة العمل وبالذات من الخريجين واصحاب الشهادات، فلا غرابة ان ترفد البطالة سنويا بألاف الباحثين عن العمل وغير القادرين على ايجاده(انظر الى/ صلاح الدين عثمان- بطالة الخريجين في اقليم كوردستان(1) .
3. الانفجار السكاني للمدن وبالذات مراكز المحافظات الكردستانية:
يقدر سكان المدن باكثرمن90% من مجموع سكان كوردستان هذا التفاوت الكبير ادى الى نتائج سلبية للغاية وبالذات على الاقتصاد الريفي الكوردستاني الذي انهار بدرجة كبيرة ، اضافة الى ازاحة السكان من مناطقهم، مما أدى الى زيادة معاناة هؤلاء السكان انفسهم والمدن التي تسربوا اليها لضعف الامكانات الاستيعابية وتخلف ونقص في البنى الارتكازية والانشطة الاقتصادية فيها مما ادى الى بروز ظاهرة ترييف المدن ( المناطق العشوائية ) بدلا من العمل على تنمية الريف، وان المدن الكوردستانية تعاني من ازمات كبيرة منها :
أ‌- التوسع العشوائي الافقي للمدن مع عدم التقيد بتصميم اساسي لها ( MASTER PLAN ) يحدد بشكل علمي وظائف اجزاء المدينة واستعمالات الارض فيها بموجب الضوابط والقوانين والاستغلال الامثل للاراضي مراعيا في ذلك الجدوى الاقتصادية والاجتماعية والتنمية المستدامة ومصالح الاجيال القادمة.
ب‌- ان الكثافة السكانية ضمن الحدود الحالية للاقليم مرتفعة اذ تبلغ (128) في حين في بقية مناطق العراق لايتجاوز 57.6 ، مما يجب اخذ هذا المؤشر من قبل القيادة السياسية الكوردستانية وحكومة الاقليم ووزارة التخطيط عند وضع الخطط والاستراتيجيات المستقبلية لعملها ، وعلى راسها السياسة السكانية وضبط الهجرة الخارجية ،وخطة استراتيجية للتنمية الاقليمية لتقليل الهجرة الداخلية وتنمية الاقاليم والمناطق المهمشه ذات الركود الاقتصادي والطاردة للسكان، بالرغم من امتلاكها لموارد طبيعية مهمة.

يتبع (الحلقة الرابعة-الوضع التعليمي للسكان ومشاكلها)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحد أبرز المباني التاريخية في كوبنهاغن.. اندلاع حريق كبير با


.. تضامنا مع غزة.. متظاهرون يغلقون جسر البوابة الذهبية بسان فرا




.. اندلاع حريق في مبنى البورصة التاريخي في الدنمارك


.. ا?سعار الذهب اليوم الثلاثاء 16 ا?بريل 2024




.. اندلاع حريق في مبنى البورصة التاريخي في كوبنهاغن وانهيار برج