الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وطني ... الى الوراء در

محمد السيد محسن

2018 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


لست نادماً لأني عبرت عمّا يجول بخاطري ورفضت ان تتحول قبة البرلمان العراقي في اول جلسة لها الى مهاترات طائفية تعود بِنَا الى قضية لم يتوقف الجدل بها منذ اكثر من الف وخمسمئة عام .
لكن ما يؤلمني ان بعض العراقيين ما زالوا لم يدركوا بعد الفارق الواضح بين الوطن من جهة والمذهب والدين من جهة اخرى .
الوطن أصل والبقية قرائن . وتمييع الحدود بين الوطن والدين والتداخل المريب الذي نعيشه يجعلنا امام واجب كبير ربما لن نستطيع ان ننجح فيه اذا كان هناك من الزاحفين نحو النكوص يتكاثرون ويستنسخون المواقف ويقلدون يشكل اعمى.
هل نحن نعيش مرحلة الانحطاط؟
هل هي مسؤولية الحكام واصحاب القرار؟
هل يعرف البعض ان الرجوع الى الوراء بهذا الشكل يمثل سقوطا في هاوية سحيقة وربما سندفع ضريبة ما نحن فيه ، لان الوطن واحد والأديان والمذاهب شتّى ، من حقك ان تختلف معي في الدين ولكننا يجب ان نعيش تحت سقف الوطن ، ليس لدينا إِلَّا هذا الوطن .
اذا خرج احدهم من بلاده ما هو اول سؤال يواجهه؟
انه من اَي بلد انت؟.
وبعد ان يطمئن السائل يبدأ يفكك القرائن الاخرى فيسأل عن معتقدك وعن ثقافتك ، وربما لن يحتاج لأي سؤال في حال فتح اَي حديث بين اثنين.
علينا ان نفكر بشكل جدّي هل نحتاج لان نختلف في القضايا التي لم تحسم نتائجها منذ دهور مضت؟
ما يجري الْيَوْمَ في العراق ان نخباً سياسية تعتاش على عودة المواطن الى الوراء كي لا يتقدم ، وربما هو سعي خارجي كي تستمر الفوضى في العراق وان لا يقوم العراق قريباً ، لذا نجدنا نعيش مرحلة ما ورائية ونستاء لأننا ما زلنا متخلفين ولا نتقدم خطوة للأمام .
نحن فعلاً بحاجة الى مرحلة مراجعات ومراكز بحثية تقف بالضد من إشاعة العودة للوراء وعدم التفاخر بالماضي دون ان يدفعنا هذا التفاخر لبناء المستقبل وان نستطيع ان نتسامح بوازع وطني ، وان نتعايش وفق منظومة الوطن ونترك المهاترات الطائفية وطرح الشروط لممارسة المواطنة ، نحن نحتاج لان نتقدم من بَعضِنَا البعض وان نتسامى فوق بعض الخلافات الاعتقادية ، كي لا نتحول الى داعش بعد ان بذلنا الغالي والنفيس من اجل ان نتحرر منه.
وهناك اشكالية اخرى تفرز بعض التساؤلات ربما من أهمها : هل لدينا الإرادة لدراسة واقعنا الحالي بتجرد دون ان ننتمي للمذهب أو للمنطقة أو للعشيرة؟
ربما ستنحسر يوماً على جمع شملنا بعد ان ينخر بِنَا التفكك ولن نستطيع ان نجتمع تحت سقف واحد .
حين نستذكر الهزات التي عصفت بالعراق وبغداد بالذات نكتشف ان العراق كالعنقاء تنفض عنها غبار الموت وتعيد ديباجة الحياة بصيغ جديدة ، بيد اننا نخشى هذه المرة على العراق لان الخطر اصبح يمس وجودنا كشعب ، وهذه الخشية هي التي تستدعي المخلصين للوقوف بمسؤولية جادة وعدم الاعتماد على اصحاب القرار لان أجنداتهم ربما لا تتناسب مع طموح البناء الجاد للعراق كبلد وشعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة