الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في مذكرات نصير الجادرجي ج2(التمرد)

احمد سامي داخل

2018 / 9 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


((ميلاد كل منا مغامرة مع القدر .سلامة موسى )) 
ادب المذكرات ادب مهم خصوصآ عندما يصدر من شخصية عامة سواء في المجال الثقافي او السياسي وهو يتضمن سرد لوقائع  عاشها كاتب المذكرات .دورنا نحن مع هذة الوقائع ان نأخذها بالتحليل و التعليق لنستخلص منها الدروس والعبر . ادب المذكرات ادب مهم لتقيم مرحلة سياسية بعينها اذكر من ادب المذكرات (البحث عن الذات انور السادات ) و(مذكرات ونستن تشرشل )و(مذكرات جورج بوش )و(مذكرات هاشمي رفسنجاني) و (مذكرات محمد حديد مئة عام من الصراع من اجل الديمقراطية في العراق ) 
ومذكرات (كامل الجادرجي وتاريخ الحزب الوطني الديموقراطي ) (وكتاب تربية سلامة موسى الذي يقرب من المذكرات ) و( سيرة حياة سلام عادل في جزئين ترويها زوجتة )الخ . من ادب المذكرات .مما يلفت الانتباة في 
مذكرات الأستاذ نصير كامل الجادرجي هو نزعة التمرد التي رافقتة منذ بداية حياتة تلك النزعة التمردية الحداثوية اللبرالية ذات النزعة  اليسارية التي اثرت بحياة جيل كامل برمتة وقتها يقول نصيرالجادرجي (كنت اعيش النقيضين في حياتي الترف من جانب وحياة الكادحين الشعبية من جانب اخر ) مذكرات نصير الجادرجي صفحة 47ثم يقول في صفحة 48 (لم اكن وحدي متمردآ في تلك الفترة المبكرة من حياتي بل نشأت وسط جيل ساخط على الاوضاع متمردآ عليها حيث كانت تلك الاجواء في بغداد تشير الى ولادة جيل من الشباب المتمرد على واقعة من كل جانب لكنة ليس بال (منفلت ) ) .الواقع اننا اليوم ونحن نقيم تجربة العهد الملكي نرى ان تلك الفترة شهدت بروز جيل جديد في بغداد والمحافظات هذا الجيل يمكن عدة جيل ابداع ريادي في مجال الادب والفن والمسرح والنحت والسياسة برز من رحم الواقع العراقي التقليدي وتبنى قيم عالمية التوجة حداثوية النزعة متأثرآ بأجواء السياسة العالمية ومارافقها من تيارات فكرية في تلك الفترة فتبنى قيم معينة مثلت النقيض للقيم التقليدية الرجعية المسيطرة على العقلية العراقية ...  جيل تأثر بالحضارة العالمية واعتبرها حضارة انسانية واحدة موحدة القيم جيل ظهر منة علي الوردي صديق نصير الجادرجي ووالدة والقاص عبد الملك نوري و المهندس رفعة الجادرجي واحمد سوسة وغيرهم من رواد البدايات العراقية في مختلف مناحي الحياة المدنية . نزعة التمرد نزعة عالمية اقترنت بتبني قيم الحداثة وقد شهد العالم عدة صرعات وموجات للتمرد اقترنت باليساروية والحداثة والتمرد على انماط الحياة التقليدية والنظم التقليدية في ميدان العادات والتقاليد الاجتماعية يمكن ان نعد ثورة الستينيات الشبابية في فرنسا 1968 وكذالك الولايات المتحدة وحركات الاحتجاج ضد حرب فيتنام والمطالبة بحقوق السود كلها حركات تحررية لها ابطالها وشخوصها ورموزها حتى هذة الحركات لم تكن في جوهرها عمالية بل كانت حركات طلبة في فرنسا وانظم العديد من البيض في الولايات المتحدة وحتى الطبقة الوسطى والعليا الى دعم الاحتجاجات والحقوق المدنية . على نفس المناط اجتماعيآ برزت هذةالنزعة التمردية الحداثوية في العراق على غرار مصر حيث برز جيل متمرد على القيم التقليدية المتخلفة فكان طة حسين وسلامة موسى وقاسم امين ونجيب محفوظ وعبر عنة سياسيآ سعد زغلول والنحاس .نصير كامل الجادرجي تكونت بدايات الوعي عندة بثورة 1936 حركة بكر صدقي الذي قاد انقلاب متأثرآ بتجربة كمال اتاتورك في وزارة قادها حكمة سليمان ودعمتها جماعة الاهالي في البداية وشارك فيها جعفر ابو التمن من جماعة الاهالي وكان زعيمها و كامل الجادرجي وزيرآ للأقتصاد والمواصلات قبل انسحاب الجماعة منها . ثم يذكر حادثة عن ثورة مايس 1941 (بات في منزلنا لفترة معينة وزير الدفاع في حكومة رشيد عالي الكيلاني السيد ناجي شوكت والذي كان عديلأ لوالدي (زوج خالتي ومن منزلنا غادر العراق الى تركيا مذكرات نصير الجادرجي  صفحة 44) هذة هي البدايات السياسية الاولى .ملاحظة للتاريخ لم يكن كامل الجادرجي ميالا للفكر القومي الفاشي  والهتلري النازي او الفاشستي الايطالي او العنصرية القومية وكان يفرق بين التعاطف مع حركة التحرر العربية ويدعوا الى الديمقراطية في البلاد العربية ويرفض التعصب والاستعلاء والعنصرية القومية ويدعوا الى التعاون الاممي الانساني مع دعم حقوق الانسان والديمقراطية والتحرر الوطني في البلاد العربية راجع سلسلة المقالات التي كتبها كامل الجادرجي بعنوان ((بعث الفاشية في العراق وهي مقالات كتبت عام 1946 في جريدة صوت الاهالي راجع كتاب كامل الجادرجي في حق الممارسة السياسية والديمقراطية افتتاحيات جريدة الأهالي 1944-1954 مع مقدمة رائعة للدكتور المهندس     رفعة كامل الجادرجي بعنوان تنشئة النظام الديمقراطي  واحباطة في العراق منشورات دار الجمل )) . لنعود الى مذكرات الأستاذ نصير الجادرجي وعند اندلاع انتفاضة وثبة كانون الثاني عام 1948 كانت لة مشاركة فعالة فيها رغم صغر السن 15سنة وكذالك في ظل تداعيات محاكمة كامل الجادرجي على خلفية مقال كتبة في جريدة الاهالي لسان حال الحزب الوطني الديموقراطي حيث حادثة كاور باغي حيث اضرب عمال شركة النفط في كركوك في 3-7-1946 مطالبين بزيادة اجورهم وتهيئة دور سكن وتخصيص وسائط نقل واعطائهم اكرامية فكتبت صوت الاهالي مقال جاء فية ((اننا نستنكر هذا العمل الفضيع من الحكومة أكبر استنكار ونحتج علية اشد الاحتجاج فالحكومة برهنت مرة اخرى على انها ليست فقط لا تحترم الحقوق الديمقراطية بل تسترخص أرواح أفراد ألامة ...) فأقامة الحكومة ثلاثة دعاوى على جريدة صوت الاهالي وصاحبها كامل الجادرجي عن المقال الاول (الغاية الخفية وراء خطة الحكومة الحاضرة )و الثانية بخصوص المقال المعنون (الحادث المؤسف في كركوك بيان الحكومة يكشف عن اعمالها الاعتدائية و المقال الثالث (اطلاق الرصاص على المتظاهرين ) راجع مذكرات كامل الجادرجي وتاريخ الحزب الوطني الديموقراطي . على اية حال شارك نصير الجادرجي في تلك المظاهرات وتلقى انذار من المدرسة بعد عودتة الى الدراسة لمشاركتة فيها . تعجبني مقال افتتاحي كتب في صحيفة صدى الأهالي لسان حال الحزب الوطني الديموقراطي بتاريخ 26-1-1951 بعنوان ((دروس من الوثبة )) في الذكرى الثالثة للوثبة هذا المقال يستحق الدرس والتأمل الى اليوم واخذ العبرة منة ولطول المقال سوف اقتبس فقرات منة فهي تصلح لوصف حال اليوم كما الأمس القريب يقول بعد ان يخلص النتيجة فكوفحت مظاهر الديموقراطية بشتى الاساليب و ان الاحزاب كانت تقوم على اساس شخصي و استخدام اساليب الاغراء و الترهيب في تهديمها يصل الى ان يقول (( ولما اخذ الفساد يدب في جهاز الدولة بنتيجة التدخل الاجنبي وتصرفات الفئة الحاكمة التي كونت لتنفرد بأدارة شؤون المملكة فكانت بطبيعة الحال معارضة مصطنعة لا تستند الى مساومات مع السلطات العليا مدة من الزمن وكان لا بد من ظهور خلاف بين افراد تلك الفئة بشكل تطاحن حقيقي على الكراسي وأن لم يكن في بدايتة خلافآ جوهريآ فأخذت المناورات والدسائس تحل محل المساومات واستغلت بعض العناصر تذمر الشعب فنشأت الاضطرابات والثورات واخذ الشعب يؤيد كل حركة ضد النظام القائم بأعتبار انة كان يجد فيها مايعبر عن شعورة العميق بضرورة تغير الاوضاع الفاسدة ولكن استمرار تلك الحركات دون نتيجة جعل الرأي العام يعرض عنها ويضيق بها ذرعآ فحلت محلها الانقلابات العسكرية كتعبير عن الاستياء ..................ثم يقول وكانت مكافحة الحياة الحزبية والنظام الديموقراطي على يد الفئة الحاكمة .....ثم يقول فأستمر الفساد في جهاز الدولة  واخذ يتفاقم شيئآ فشيئآ بينما اخذ الشعب يفقد الثقة بكل دعوة للأصلاح ...ثم يقول ولا شك في ان تلك الفترة كانت فترة عصيبة بالنسبة الى الفئة الحاكمة في العراق اذ كان الاتجاة الديمقراطي الصحيح في العالم مما يفقدها مركزها في   اذا سرى في العراق وادى الى تأسيس نظام ديمقراطي صحيح فية )) انتهى الاقتباس للمزيد راجع كتاب كامل الجادرجي في حق  ممارسة السياسة والديموقراطية افتتاحيات صحيفة الاهالي 1944-1954 صفحة 298 مقال دروس من الوثبة . 
                                                                          ( يتبع) 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير من الحرس الثوري الإيراني في حال هاجمت اسرائيل مراكزها


.. الاعتراف بفلسطين كدولة... ما المزايا، وهل سيرى النور؟




.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟


.. إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟




.. طهران تواصل حملتها الدعائية والتحريضية ضد عمّان..هل بات الأر