الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا لو كنا العكس؟

عبدالله عطية

2018 / 9 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كلما عرفت انك تعرف زاد جهلك بما لا تعرف، ربما هذه انسب جملة ابدأ بها الكتابة هنا، فالفكرة التي احملها معقدة الى درجة انا اضيع مع ذاتي وقت التفكير بها، او اني لا اشعر بالوقت وهذا ممتع للغاية ومزعج حينما تأتي في اللحظات التي لا املك الوقت فيها لهذه الفكرة، في الوقت الذي لا استطيع ان اكتب، اما الان فأنا ادخل بحرَ هذه الفكرة بمحض ارادتي كي ادون ما قد يكون فيه نوعاً من الصواب او الخطأ ايضاً.
اغلب العوائل في مجتمعنا تربي الاطفال على النظرة من بعد واحد ربما عن جهل، او هي مرغمة على فعل العادة كي لا تبدوا نشازاً في المحيط، وحتى الاطفال الذين يولدون بموهبة فطرية بالنظرة للامور من اكثر من جانب فأنها تؤد كي لا تثير المشاكل في مجتمع يخاف الاختلاف وكثر التأويلات مثل مجتمعنا الذي يحرص على الجهل والفوضى، وهذا سبب كبير من نقص الفلاسفة في بلداننا، فتموت الافكار قبل ان تولد وان ولدت فلسلطة وبطشها رأي اخر وهذا ليس ما اود الخوض في ولكن..

نقائض الاشياء او نقيضها من تناقض متناقض، دائماً ما افكر في مفردات الضد (معاكسات الكلمات)، وابصراحة هي ما قادتني الى الهوس بهذا الموضوع، وذكرتني به صورة شاهدتها على الفيسبوك وهي لشاب يمثل دور الشمر في حادثة كربلاء الا انه يبكي، فأجتاح رأسي كومة من الاسئلة التي لا استطيع الاجابة عليها لو بقيت يوماً كاملاً مستيقظاً، ابرزها ماذا لو كان الاسود بدل الابيض لوننا المفضل؟ ماذا لو ان طعامنا المفضل هو ما لا نأكله ابداً؟، ماذا لو كان القلب يريد شيء والحياة تريد شيء اخر؟، ماذا لو اننا على عكس مبادئنا؟، ماذا لو ولدنا اخياراً الا ان المحيط من البيئة والمجتمع قد لوثنا؟، ماذا لو سكن الشر انفسنا بدل الخير؟ كيف نكون انذاك؟، وغيرها الكثير من الاسئلة التي لا تعد ولا تحصى، وهي تدخلنا في دوامة لا تنتهي تختصر في سؤال واحد هو هل الانسان مخير ام مسير؟ وانا اقطع هذه الدوامة بجواب بسيط ارجح فيه كفة المخير، ودليلي هو العقل الذي يمتلكه، الا انه لا يكفي وهذا ما يجعلني اسمع واتعلم حتى من الخطأ.
فمثلاً الانسان المجرم والذي يعترف بجريمته ولا ينكر شيء ونحن الاسوياء نسميه مجرم، وهو يقول انه فعل ذلك بمحض ارادته، اي انه اتخذ قراره بنفسه ولم يكون تحت اي تأثير فهذا صحيح من الناحية العملية، الا اننا بم نشاهد الواقع، فالنتيجة الواحدة في اغلب الاحيان تكون بسبب واحد، واحياناً اخرى بأكثر من سبب، فلماذا يكون الانسان مجرماً ؟ اذا توفرت له كل سبل الحياة حاله حال الاسوياء، دائماً نرى الاشياء الظاهرية ولا نتعمق في الاحداث والاسباب، فالجريمة لها اسباب كثيرة وليس سبب واحد، وان الاسوياء من بيئة هذا المجرم ليسوا اقل خطورة منه، الا ان الفرصة لم تسمح لهم لأداء هذا الدور، وهذا يعني ان لكل شخص دوراً في الحياة خارجاً عن ارادته، وهذا ما يبرر التسامح والقبول بأخطأ الاخرين، لكن ليس دوماً، فمن لم يتعض من مرة ويكرر فعلته فقد سلم نفسه للحياة لا لذات عقله وتصحيح هفواته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية


.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس




.. إيران تحذر إسرائيل من استهداف المنشآت النووية وتؤكد أنها ستر


.. المنشآتُ النووية الإيرانية التي تعتبرها إسرائيل تهديدا وُجود




.. كأنه زلزال.. دمار كبير خلفه الاحتلال بعد انسحابه من مخيم الن