الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تؤثل نصاً؟

المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)

2018 / 9 / 29
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



1- في طبيعة "التأثيل":

"التأثيل" شكل نظر /قراءة/ معرفة، وتفكير إنتقادي يستثار ضد أي خطاب فيه أداة التعريف "الـ" أو نسب كيان إلى آخر (إتجاه إسلامي، حركة شعبية، تحرر وطني، مجتمع مدني، إلخ) وذلك بالنظر إلى وضعين جدليين للإصطلاحات المُخدّمة في الكلام/الخطاب الجاري تأثيله:
الأول، التاريخ الجدلي لتكون الإصطلاح، والثاني، التاريخ الجدلي لتخديم الإصطلاح، في شتى تنوعاته ((الخصوصي والعام)، (العالمي والإقليمي وفي نطاق الدولة)، وكذا في حالات (المركز والهامش)، و (الميسم الطبقي العام لتخديمه وكذا وفق ميسم الفئة وميسم الشريحة)، وفي (تقاسيم الذكورة والأنوثة)، وفي تجلياتهم أو تجليات الإصطلاح في السياسة والإقتصاد، وفي المجتمع، وفي الثقافة)). في هذا الاطار تقوم عملية التأثيل على فحص جذور وتكوينات الإصطلاحات وطبيعة تخديمها حسب المعالم أو الإحصاءات الطبقية، وكذا وفق إمكانات تحديد معالم الجدل يين ذائقة الشعور الفني والأدبي والحس السياسي أو الثوري لتكوين الخطاب ولقراءاته.

2- بعض فوائد التأثيل:
قراءة النصوص قراءة بحث وتمحيص تخرج الذهن من طور التفكير النمطي ذو الخط الواحد القليل والمتتابع النقاط إلى طور "التأثيل" الذي ترتبط كينونته وفائدة تخديمه كبنية فحص وانتقاد للمقولات أو النصوص بإوضاح جدلين أو تطورين متداخلين، في آن واحد هما:
1- التطور الجدلي لتكون الاصطلاح والوضع المحوري أو الهامشي لوجوده في النص.

2- التاريخ الجدلي لتخديم الاصطلاح وطببعة تنوع أو واحدية دالاته في النص موضوع التأثيل.

3- حركة التأثيل:
تبدأ عملية تأثيل الكلام/الخطاب وسبر أصوله والمغازي التي يتجه اليها بـ1- النظر إلى تاريخ وجدل ولادة الإصطلاح ووضعه، وتخديماته، ثم تتجه عملية التأثيل إلى 2- تناول طبيعة إنتاج الموضوع ومعالم التفكيك الذي واشح ذلك الإنتاج الفكري قبل أو بعد تخديم الاصطلاح، ثم بعد ذلك الفحص والتمحيص التاريخي لإصطلاحات النص وجدل وجودها ينتقل الشخص المؤثل إلى 3- قراءة/تقليب/تمحيص، تفتيش، أو قياس طبيعة البضاعة المنتجة (=الفكرة/المقالة/الكتاب/النص/المقولات)، التي يريد كمؤثل لسبب ما تأثيلها. 4-آخر شيء يهتم به المؤثل لكنه لايهمله هو طبيعة أو تاريخ شخصية الكاتب السياسية أو مكانته، بفحص الثابت والمتغير فيها وظروفه.

النظام العام لحركة التأثيل هو أخذ وفحص الاصطلاحات، وفحص طبيعة وضعها في الكلام/الخطاب، والظروف العامة والخاصة لتكوينها وتخديمها ولتنوع استقبالها ونتائج تخديمها في الحالات الواقعية أو المفترضة 1و 2 و 3، و...10 إلخ، وصولاً بذلك الفحص إلى تحديد أو شرح تكوين/تاريخ الإصطلاح، وطبيعة تخديمه، أو إفتراضه، في رأي معين أو في قراءاته.

4- كيفية التأثيل: يتحقق جزء كبير من عملية تأثيل خطاب معين من خلال تأثيل الإصطلاحات والكلمات المفتاحية أو التحويلية الواردة فيه وذلك بفحصه: 1-(الحالات الأربعة العامة للوجود الإجتماعي لظروف الخطاب: الحالة السياسية، والحالة الإقتصادية، والحالة الإجتماعية، والحالة الثقافية) و2- (وضع هذه الحالات داخل الخطاب والظروف الزمانية لقراءتها: في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل)، 3 -(الجغرافيا السياسية لاصطلاحات الخطاب في الوضع العالمي، وفي الوضع الإقليمي، وفي الوضع الوطني، وفي الوضع المحلي)، و 4- (وضع الاصطلاح مركزاً وهامشاً)، و 5- (تنوع تكوين واستعمال واستقبال الإصطلاح في كل طبقة وفئة، وشريحة)، و6-(جناسته ذكوراً وإناث)، و 7-(طبيعة اللون أو الأسلوب التقني/الفني لصياغته)، و8- (الظروف والمناخات السياسية ودرجة التفاهم أو الصراع التي بلورت الخطاب)، و9-( تنوع قراءات تكوين أو لتخديم الإصطلاح في فترات الحاضر القريبة والوسط، والكبير، ومدى اضمارها أو وضوح هذه القراءات أو اتساقها أو تناقضها في كل فترة)، و10-( توقعات ثبات أو نمو الخطاب أو تآكله في مستويات المستقبل الثلاثة: المنظور، والآتي والقريب). ويترك ما يسمى "المستقبل البعيد" كونه خيال.

5- ضبط التأثيل:
تنضبط عملية التأثيل بجدول لقراءة الإصطلاح "×" في الحالات العشرة الانف ذكرها مع الإنتباه إلى انه كلما زادت خانات وحالات الفحص كلما كانت القراءة أدق تأثيلاً أي إنها قد تعطي ضبطاً محدداً وشرحاً مفصلاً، وافتراضات أكثر واقعية، وإحتمالات قوية، كذلك يتعمق فهم الخطاب بتعدد أسئلة التأثيل عن طبيعة الأعمدة أو المواد أو الآلات أو الطريقة المٌخدّمة في بناء الخطاب أو في تفكيكه، أو في تكوين هدفه، وفي قراءة الخطاب لموضوعه، وقراءة المؤثل للخطاب، وقراءة الآخرين لجدل القراءتين معاً.

6- الجزء الفني من التاثيل:
يرتبط بالجدل المثلث بين الأسلوب الفني المخدم في الخطاب، وتنوع ذائقة وقراءة الخطاب لموضوعه، والحس الجمالي أو السياسي أو الثوري لأوزان الخطاب أو لقراءات وضعه من الخارج.

7- التاثيل كتفكير جديد:
بشكل احمالي عام تؤدي بنية التأثيل التمحيصية بكونها شبكة من المحددات الضابطة/ والشروح المفسحات مهمة إنتاج أو دعم أسلوب تفكير يناسب بتكوينه المتنوع الخصائص والمهمات الحالة العامة لتعدد وتنوع وتشابك الخطابات والقضايا وتغيراتها كما يناسب تنوع مكونات وأهداف وأدوات وأساليب الخطابات التي يتناولها لهدف الحفاظ على صحتها أو لهدف تقويتها أو لتغييرها إلى وضع أفضل، أو لهدف تكوين أساليب نظر وفحص جديدة لطبيعة هدم أو بناء بعض التقديرات النظرية أو إمكاناتها.

الخلاصة:
ان التأثيل كعملية انتقادية تتسم بتنوع وترابط جدول مباحثها ومقارناتها، يولد إمكانات معرفة أكثر، وينقل الذهن وقراءاته للخطابات إلى حال أكثر فاعلية ونشاطاً من حالة التفكير السلبي الإنطباعي ذو السبر والتحليل والتوليد الضعيف. وبهذا الثراء في التكوين والنشاط يمهد التأثيل كتفكير حديد لتكوين نظام معرفة جديد. قبل هذا الأفق المعرفي فان للتأثيل في عصر لنشاط الكتابة المفردة ونشاط الإعلام يزيد ويحسن إمكانات تحليل وتمحيص الخطابات كما ان تساعد عملية التأثيل في تحديد معالم أسلوب التفكير المنتج للخطاب ولأخطاءه، وبالتالي تساعد في الانتقال من مرحلة جدل التقاليد والثورات الأدبية والفنية والعلمية -المتقطعة بقصورها وضعفها النسبي- إلى أحوال جديدة تنمي "الوعي" وتزيد إمكانات الانتقال إلى "ما بعد الوعي".


مع النسبية

المنصور جعفر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس


.. قتلوها وهي نائمة.. غضب في العراق بعد مقتل التيكتوكر -فيروز أ




.. دخول أول دفعة من المساعدات الإنسانية إلى خانيونس جنوبي قطاع


.. على وقع التصعيد مع إسرائيل .. طهران تراجع عقيدتها النووية |#




.. هل تتخلى حركة حماس عن سلاحها والتبعية لطهران وتلتحق بمعسكر ا