الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة الفكر وتفشي العقيدة الجاهلة بالمبادىء

عبدالله عطية

2018 / 9 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الفكر والعقيدة من متطلبات القضية الناجحة، فالافكار بدون ايمان القلب بها لا تتعدى كونها تنظير لا يقدم ولا يأخر والعكس صحيح، ونحن نعيش هذه الايام ذكرى عاشوراء، وجدت ان اغلب اتباع ال البيت عليهم السلام عقائديون عاطفيون اكثر من كونهم متبعين لفكر قضية الامام الحسين عليه السلام، ربما هذا جهل متعمد او غير متعمد الا ان النتيجة واحدة، وهي ان اغلب اتباع هذه القضية حسينيون زاهدون داخل الحسينيات والمساجد ومجالس العزاء، الا انهم في الحياة الاعتيادية لا يمارسون مبدىء الحسين وثورته.
ذكر لي احد الاصدقاء من التدريسين في احدى الكليات هذه القصة، وانا اود ان انقلها لكم كما هي يقول " في احدى المحاضرات كنت اتكلم عن الاقتصاد العراقي ومايعانيه من مشاكل، والمعروف ان الاقتصاد هو من يحرك السياسة، لذلك تكلمنا في السياسة فجأة رن هاتف احد الطلاب بصوت حسيني نشاز جداً على القضية الحسينية، فطلبت منه ان يسلمني الهاتف، فسألته لما لم تضع الهاتف على الوضع الصامت؟ فقال اني نسيت واعتذر، فرجع الى مكانه وبقى الهاتف على الطاولة، فسألته من هذا المنشد صاحب هذه النغمه التي تضعها كنغمة اتصال لهاتفك؟ قال بالحرف ان اسمه سيد فاقد، سالته عما يقول في القصيدة؟ فاجاب بكلمات طائفية وتحريض على العداوة واختتم قوله بأنه حسيني للنخاع، فسألته ان كان يحفظ او يعرف حديثاً واحداً للامام الحسين فأنه اجاب بالصمت، فقلت لماذا تصمت؟ قال لا اعرف، هذه القصة تعود للعام الماضي، والان تذكرتها كي اثري الذي اكتبه الان.
الحادثة التي ذكرتها تمثل اغلب اتباع الحسين من العقائدين، فالعقيدة هي ما يعقد عليه القلب دون العقل وهي صفة يشترك بها ابناء هذه البلد، لو نرى طريق السير على الاقدام الحسين في الاربعينية وعدد الزائرين الذي يفوق نصف سكان العراق بأجمعه تثار في الرأس اسئلة كثير من يسرق؟ من يكذب؟ من يرمي النفايات في الشوارع؟ من يرتشي؟ وغيرها من الاسئلة عن الاسباب التي جعلت ارض العراق ارضاً للخراب، الجواب بسيط جداً ولا يحتاج الى تفكير بل الى ملاحظة، وهي ان اغلب هؤلاء حسينيون في المظاهر، حجم الطعام المطبوخ، كبر راية الامام على سطح المنزل، الثياب السوداء، تطبير الرأس، وكبر السلاسل في الزنجيل الذي يضرب به ظهره في مواكب العزاء، لا فكر الحسين وابيه سلام الله عليهم.

وهذا ما يوضح الفرق الشاسع بين الفكر والعقيدة عند اشياع ال البيت، والسبب يعود ان اغلب رجال الدين والمنشدين يتعمدون على اثارة العواطف عند الاتباع عن طريق القصص التي لا يمكن للمنطق ان يتقبلها، اضف الى ذلك ما يحملونه من رياء الذي حذر الامام نفسه منه، فأغلب هؤلاء يطلب بلسانه المبلغ الذي يريدة من اجل احياء مجلس من ساعتين الى ثلاثة يتكلم به عن قضية الحسين، فهل من الممكن ان هؤلاء يتكلمون عن حقيقة واهداف ثورة الحسين؟ ام انهم يجهلون المجتمع من اجل ان يبقون في سلطتهم الكهنوتية التي تدر عليهم الارباح وتجهل اكثر هذا المجتمع.
اود ان اقول لكل من يقرأ ان الحسين خالداً امد الدهر ولا يحتاج منك الحزن، او توزيع الطعام، الحسين اعظم من ان تدمي رأسك، وتلطخ رأسك بالتراب، استشهد الحسين ليحق الحق، ليعلم الانسانية التضحية من اجل ترسيخ المبادىء والعدل والوقوف بوجه الظالم وعدم السكوت عن الباطل، يا عزيزي الحسين لا يحتاجك بقدر ما انت تحتاجه، وهؤلاء الجلاوزة من اصحاب الرياء يضحون على الذقون ويتعمدون التجهيل بك من اجل المصالح الشخصية وانهم في الرياء غارقون، عليك يا عزيزي ان تعرف ان شعائر الحسين هي العمل الصالح الذي تعمله بصمير حي، دون ان تخبر احد، الا تكون عنصرياً ان تحب لاخيك ما تحبه لنفسك، ان تنشر الخير لا تقتله، ان تصلح حال المسلمين لا تدمره، هذه ابسط صورة لمبادىء الحسين والعبرة لمن يتعض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا هو الهدف من اقامة الشعآئر الحسينية
سمير آل طوق البحراني ( 2018 / 9 / 30 - 05:24 )
لقد كتب الاخ وليد الحسيني مقالا بعنوان (ثورة الاحسين ) تحت الرابط الآتي :
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=612147
وكان لنا تعليق عليه بعنوان:( الحقيقة بلا رتوش ) وهو كاف للتعليق على هذا المقآل. اخي الكريم الحقيقة شيء والادعاء شئ آخر . لو ان الهدف من اقامة هذه الشعارات هو التمسك باهداف الثورة لما رايت حاكما ظالما وبالاخص في بلاد الرافدين ولما رايت قاذورات ونفايات في الشوارع ولا غيرها من اعمال لا تمت الى الانسانية باي صلة.اليك الكذب المتعمد والمتقول على لسان الحسين والحسين بريء منه الذي يلقيه بعض الروزخونية لاجل تضليل المغفلين وهو: لما سقط الحسين على الارض ناجى ربه قآئلا: ربي ارضيتك وبقي عليك رضاي ورضاي غفران الذوب لشيعتي اوعدتها الحسنى وانت ضميني. من هم الشيعة التي وعدهم الحسين بغفرآن الذنوب ومتى كان هذا؟؟. اليس هو القآئل : خرجت لاجل الاصلاح في امة جدي؟؟. ان هذا النضليل غيض من فيض ولكن العتب على من ؟؟. العتب على الشيعة انفسهم لانهم سلموا عقولهم لدهاقنة الدين.نتمنى ان ياتي اليوم الذي فيه يعي الشيعة حقيقة الثورة الحسينية واهدافها الحقة.

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد