الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- الصباح الاحمر بالمغرب - : تجارب ثورية

منظمة الصباح الاحمر

2018 / 9 / 30
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تاريخ حزب العمل الالباني
اعداد معهد الدراسات الماركسية اللينينية التابع
لللجنة المركزية للحزب
الفصل الأول
- النضال من أجل تأسيس الحزب الشيوعي الألباني
(1929 – 1941 )
الحلقة الثانية والثالثة : ترجمة الصباح الاحمر






2 ـ ولادة الحركة الشيوعية





في يناير 1925 ، أعلنت زمرة " زوغو" الجمهورية ، برئاسة أحمد زوغو, وفي سبتمبر 1928 ، تم تحويل الجمهورية إلى ملكية ، وتوج زوغو نفسه ملكا على ألبانيا .
الوضع الاقتصادي والاجتماعي المأساوي في ظل النظام الزوغوي

كان النظام الزغوري دكتاتورية لاديمقراطية شرسة لملاك الأراضي والبرجوازية الرجعية , اعتمد في الداخل على القوى الرجعية والبورجوازية التجارية والريفية والبايراكتر بالمناطق الجبلية وشكلت هذه القوى القاعدة الاجتماعية لهذا النظام خلال فترة حكمه التي بلغت 15 سنة .
نهج زوغو سياسة داخلية وخارجية لاشعبية ولاوطنية وعزز استغلال الملاك والراسماليين وخلق منظومة كاملة لنهب الجماهير وتعطيل التنمية الاقتصادية والثقافية وترك البلاد في حالة من التخلف والجهل والامية و قمع جميع المؤسسات والحريات الديمقراطية ،حظر إنشاء الأحزاب السياسية والمنظمات ،خنق حرية التعبير و الفكر والتنظيم وحكم من خلال أساليب الرعب ، وتحت راية مناهضة الشيوعية جرمت وحوربت كل الافكار التقديمة التحررية .
وساد الفساد الجهاز القمعي للنظام بالكامل الذي اعتمد على وجه الخصوص على القوات المسلحة للمرتزقة - الدرك والشرطة. وشكل الجيش اللاشعبي المنظم باحكام وبقيادة الاجانب وكلاء الامبريالية من اجل حماية السلطة السياسية لملاك الأراضي والبرجوازية وقمع ثورة الجماهير العمالية.
وعيا لزمرة زوجو بزعزعة سلطتها ، طالبت مساعدة الدول الإمبريالية . في البداية ، عوضت الحكومة اليوغوسلافية عن الدعم الذي قدمته لنظام زوغو ، بالتخلي لها عن جزء من الأراضي الألبانية ، ومن بعده ارتبطت بإيطاليا وإنجلترا ، وهما من القوى الإمبريالية الكبرى التي كانت مهتمة وطامعة أكثر بالبلقان بشكل عام واستغلال ثروات باطن الأرض الألباني على وجه الخصوص , فيما يتعلق بالقوى الرأسمالية الأجنبية ، مارس زوغو سياسة "الباب المفتوح" تدريجيا وتحقق هذه السياسة من خلال إقامة روابط وثيقة ، سياسية واقتصادية
مع إيطاليا الفاشية ، التي لم تدخر جهدا لإخضاع ألبانيا بالكامل لنفوذها. هذه الروابط مهدت الطريق للاستعمار الفاشستي. كأداة للإخضاع الاقتصادي والسياسي للبلاد ، أنشأت المجموعات المالية الإيطالية "البنك الوطني لألبانيا" و" شركة التنمية الاقتصادية لالبانيا " سفييا
التي وضعت أيديها على المناجم الرئيسية ، ومعظم الأشغال العامة ، والجمارك ، وعمليا جميع التجارة الخارجية للبلاد, وتوغل الرسمالي الايطالي أيضا في الصناعات الخفيفة, في عام 1938 ، بلغت الاستثمارات الإيطالية في ألبانيا 280 مليون فرنك ذهبي ، في حين كانت الميزانية السنوية للبلاد تزيد قليلاً عن 28 مليون فرنك ذهبي واغرقت البلاد بديون القروض واستعملت فائدتها المرتفعة لميزيد من ابتزاز حكومة زوغو تحقيقا لاهداف الفاشية الايطالية ولزيادة الثروة الشخصية الملك وحاشيته . واصبح الرسمال الايطالي القائد الحقيقي للاقتصاد الوطني الالباني وتحولت البلاد الى سوق لمنتجاته الصناعية ومصدرا للمواد الخام لاقتصاده .
كانت الاتفاقات الاقتصادية التي مهدت الطريق لاختراق الراسمال الايطالي مصحوبة بمعاهدات سياسية ، بما فيها تلك التي أبرمت في تيرانا في 1926-1927 ، والتي اعترفت بحق إيطاليا في الدفاع ، حتى بالأسلحة ، عن نظام زوغو ضد أي هجوم قادم من الداخل أو الخارج, وضعت هذه اللاتفاقيات زمرة زوغو وراء قاطرة إيطاليا الفاشية وتحولت ألبانيا إلى شبه مستعمرة للإمبريالية الإيطالية .
فرض هيمنة وسيطرة رأس المال الأجنبي في ألبانيا طابعًا أحاديًا على اقتصاد البلاد.
كانت السياسات الاستعمارية الإيطالية ، والاحتياجات الإقطاعية الملحوظة ، وغياب سياسة اقتصادية وطنية محفزة ، كلها أسباب تركت البلاد دون صناعة, ففي عام 1938 ، كان هناك حوالي 300 من المصانع واوراش عمل صغيرة في ألبانيا ، معظمها من مطاحن الدقيق ، ومصانع النفط ومصانع التبغ ، التي تعمل بشكل رئيسي في تصنيع المنتجات الزراعية يشغل نصفهم تقريبًا أقل من 10 عمال. هذه المصانع واوراش العمل ، وكذلك المناجم ، وظفت حوالي 7500 عامل. لقد نمت الطبقة العاملة وأصبحت الآن حوالي 15000 ، لكنها ظلت مشتتة ومُلحقة بأشكال الإنتاج البدائية. جزء كبير من العمال كانوا حرفيين مبتدئين ومستخدمي وعمال التجارة. سمحت البطالة الهائلة وغياب أي قانون للشغل للشركات والرأسماليين ، بدعم من جهاز الدولة ، باستغلال العمال بكل وحشية ,ففي الشركات التي تستخدم العمال الألبان والأجانب ، تعرض الألبان للتمييز في الاجر بالنسبة للعمل المتساوي .
في الزراعة أيضًا ، شهدت العلاقات الرأسمالية تطوراً معينًا. أدى التشظي الحاد لملكية الأرض الكبيرة واستمرار إفقار صغار الفلاحين إلى تقوية الفلاحين الأغنياء باستمرار,ومع ذلك ، لم تنجح في أن تصبح برجوازية زراعية متقدمة وتطورت العلاقات الرأسمالية بشكل رئيسي في المزارع المملوكة للدولة وتلك التي أنشأتها الشركات الرأسمالية الإيطالية التي توظف الاف العمال المياومين مع مصادرة ملكيات اراضي عشرات العائلات الفلاحية .
في ظل نظام زوغو الردعي ظلت ألبانيا البلد الزراعي الأكثر تخلفا في أوروبا. في عام 1938 ، كان ما يقرب من 87 في المائة من السكان العاملين في الإنتاج يعملون في الزراعة ، وكان 13 في المائة فقط يعملون في الصناعة وغيرها من فروع الاقتصاد الوطني ؛ ولم يشكل الإنتاج الصناعي والحرفي سوى 9.8 في المائة من الناتج العام ، وشكلت إيرادات الصناعة 4.5 في المائة من الدخل القومي, ولم ينجح شكل الاقتصاد الرأسمالي ، الذي كان له قاعدة خاصة في قطاع التجارة ، في أن يصبح الشكل الغالب في الاقتصاد الوطني الألباني, كانت الضرائب تثقل وتدمر الجماهير العريضة من الشعب واحتدم الفقر والبؤس في جميع أنحاء البلاد .
كان التخلف الاقتصادي مصحوبا بحالة من الانحدار والتارجع الثقافي العميق, أكثر من 80 في المئة من السكان أميون. كان عدد المدارس منخفض للغاية ، التعليم العالي والمؤسسات الثقافية والعلمية مفتقرة بالكامل. لم يكن هناك قلق على صحة الشعب المهددة باستمرار من قبل الأمراض الفتاكة والقاتلة .

تشكيل المجموعة الشيوعية في كورسي

أثارت سياسة "زَّوْغو" اللاشعبية و اللاوطنية استياءً عامًا بين الجماهير الشعبية. كان النضال من أجل تحقيق المهام الديمقراطية المناهضة للإمبريالية مدرجا مرة أخرى على جدول الأعمال. إن الإرهاب الزوغوي الذي نشأ في جميع أنحاء البلاد قد جعل من الصعب للغاية حدوث أي نهوض جديد في الحركة الديمقراطية. لكن النضال ضد نظام زوغو لم يتوقف مع ذلك من طرف القوى الديمقراطية المعارضة باشكال مختلفة .
مقاومة القوى الديمقراطية عبرت عن نفسها على وجه الخصوص من خلال الأعمال الثورية للفلاحين والعمال. في العديد من المناطق ، انتفض الفلاحون ضد كبار ملاك الأراضي الذين كانوا يحاولون إجبارهم على الخروج من أراضيهم أو تجريدهم منها بالقوة ، وكذلك ضد الضرائب الثقيلة اتسم هذا النضال في بعض الحالات بالمواجهات الدامية مع الدرك الملكي .
استمر دور الطبقة العاملة في النمو. لقد كانت تضخم صفوفها من الفلاحين الذين أجبروا على ترك أرضهم وخربوا الحرفيين. وجد الكثير منهم أنفسهم يعملون في الأشغال العامة الممولة من الصناديق الأجنبية (الإيطالية) وشركات البناء ، منذ عام 1925 ، بدا النهوض العمالي ضد المظالم التي كانوا يعيشونها ؛ احتجوا وأحياناً إضربوا عن العمل للمطالبة بسداد مرتباتهم المنتظمة ، وغالباً ما تم تأجيل دفعها لمدة شهر أو أكثر. في عام 1927 ، انضم عمال شركة النفط الإنجليزي الامتياز وعمال مناجم سيلينولي الذين كانوا يطالبون بزيادة اجورهم الى عمال البناء والانشاءات , وغالبا ما كانت الجماهير العمالية تجبر بالعودة الى العمل دون انتزاع وتحقيق المطالب النقابية بقوة التدخل القمعي لقوات الدرك الملكي لنظام الملك احمد زوغو .
خلال هذه السنوات التي شكلت بعض المنظمات العمالية "اتحاد العمال" في جيروكاسترا (1925)، ورابطة الخياطين في برباريمي بتيرانا واتحاد عمال الخياطة سنة 1927 في كورسي وكانت عبارة عن جمعيات تهدف الى تطوير التضامن وتنظيم المساعدة المتبادلة بين العمال وحل النزاعات بين العمال والباطرونا الخ . "فاتحاد كورسي" مثلا ضم في صفوفه العمال وارباب الحرف وسعى الى التوفيق بين مصالح الطرفين . ولذلك لم تستطع هذه الجمعيات ان تلعب دورا مهما في تنظيم الحركة العمالية .
نضال الفلاحين والعمال اتخد من البداية المحتوى والمضمون المعادي لنظام زوغو الذي وضع جهاز الجيش والدرك والشرطة في الموادهة الدموية لكل حركة معارضة له او تسعى لتحسين الاوضاع الماساوية , لكن هذا النضال بسبب عدم وجود قيادة ثورية كان غير منظم ومتقطع .

لقد أوجدت حركة القوى الديمقراطية ، والحيوية المتجددة للحركة العمالية ، والسخط العام على النظام ، الأساس لحركة شيوعية منظمة. لعبت الكتابات الماركسية المتداولة في الطبقة العاملة والحرفيين والمثقفين دورا هاما في هذا الاتجاه. تم جلب هذه المنشورات إلى البلاد من قبل الألبان الذين يدرسون أو يعملون في الخارج ، الذين اعتنقوا الأفكار الشيوعية وعملوا على نشرها .
في عام 1928 ، تم إنشاء اول خلية شيوعية من طرف العناصر الحرفية والعمال المتقدمين بكورسي على الرغم من ان اغلب اعضاءها يفتقرون الى الاعداد النظري والسياسي الجيد فان وعيهم بضرورة تنظيم الحركة الشيوعية يعتبر شرطا اساسيا لتطوير الحركة العمالية ونضال الجماهير ضد نظام الملاكين العقاريين والبرجوازية .

وتسارع إنشاء خلايا أخرى في كورسي واقتضت هذه الحالة الجديدة إعادة تنظيم العمل , تحقيقا لهذه الغاية ، عقد اجتماع لممثلي الخلايا الشيوعية في يونيو 1929, خلاله تم إنشاء لجنة التوجيه برئاسة الحرفي " ميهال لاكو " . تم اتخاذ القرار للعمل على إنشاء خلايا جديدة. لنشر الأفكار الشيوعية من خلال مجموعات تكوين سياسية أيديولوجية. قرر الاجتماع أيضا أن واجب هذه الخلايا تعميق الروابط مع الجماهير والحركة العمالية من خلال الجمعيات العمالية القانونية. وتحقيقا لهذه الغاية ، تم اقرار مهمة تشكيل جمعيات العمال الثورية للنضال من أجل تلبية المطالب الاقتصادية والسياسية للعمال .
اجتماع يونيو 1929 سجل انشاء المجموعة الشيوعية لكورسي وبداية الحركة الشيوعية المنظمة .

بتوجيه من اللجنة اقيادية ، نمت الحركة الشيوعية بكورسي وتسارع نموها حيث بلغت 08 خلايا بمجموع 40 مناضلا يناضلون بالمدينة وتقود كل واحدة منهما 03 اى 04 حلقات للتكوين النظري و السياسي.
كانت المجموعة الشيوعية في كورتشي أول منظمة سياسية ثورية للطبقة العاملة الألبانية في خطواتها الاولى ولا تزال ضعيفة ، وغير منظمة بشكل كاف وخالية من التجربة و لم تكن كتابات الشيوعية التي درسها أعضاء الخلية والمتعاطفون معها كلها ماركسية. كانت هناك أيضا مواد تروتسكية وفوضوية تزرع الاضطرابات الأيديولوجية بين قرائها. الأكثر انتشارا كانت منشورات " الارشيف الماركسي "
( الارشيف الماركسي اسم لمنظمة تروتسكية يونانية )
مفاهيم الارشيف الماركسي النظرية اعتنقها العديد من مناضلي مجموعة كورسي ومن بينهم عضو لجنة القيادة نيكو كوكسي الذين اعترفوا بالماركسية قولا في حين نقضوا اطروحاتها وناهضوا تطبيقها بجميع الطرق .
حدث تشكيل مجموعة كورسي الشيوعية تزامن مع بداية الأزمة الاقتصادية العالمية للرأسمالية ، والتي كان لها عواقب وخيمة على ألبانيا كذلك حيث سعى ملاك الأراضي والرأسماليون إلى وضع الثقل الكامل للأزمة على ظهور الفلاحين والعمال. كما أن انخفاض أسعار المنتجات الزراعية أدى إلى تفاقم الظروف القاتمة بالفعل للفلاحين. أجبرت هذه الحالة العديد من الفلاحين على التخلي عن أراضيهم والبحث عن سبل العيش في المدن. أدت الصعوبات المتزايدة في بيع السلع إلى تدمير العديد من الحرفيين وصغار التجار. وفي الوقت نفسه ، أوقفت العديد من المصانع وورش العمل إنتاجها أو خفضته. كل هذه الظروف مجتمعة زادت عدد العاطلين عن العمل إلى أقصى الحدود وأدت إلى انخفاض الأجور. أيضا ، اتخذت إجراءات الإضراب من العمال للدفاع عن حقوقهم حجم كبير. في عام 1929 اندلعت سلسلة من الاضرابات في يناير 1930 شملت عمال البناء في تيرانا عمال المقالع بشنغجين عمال اوراش بناء الطرق كريج وبيريادين وفي صيف نفس السنة اضرب عمال اوراش فو جي بشكودر وتبعهم عمال التنقيب عن النحاس ببيكي وعمال الجلد وعمال بناء قنوات الري بكافاج وعمال انشاء القناطر بريبك وسيناج قرب تيبلان والبحارة والصيادين بالمراكب الوطنية الخ .
وزاد تفاقم الوضع العام الاقتصادي وندرة المواد وتفقير قطاعات واسعة من الجماهير الى ازدياد حدة الاستياء من النظام
ولقد أتاحت قوة الحركة العمالية فرصة جيدة للمجموعة الشيوعية في كورسي لتوسيع نشاطها وإقامة روابط مع الجماهير. ولكن بسبب ضعفها الأيديولوجي والتنظيمي الملحوظ ، فقد ابتعدت عن هذه الحركة. وقد قادت المجموعة إلى إحداث نقطة تحول مهمة في نشاطها بفضل عمل المناضل الشيوعي البارز علي كلمندي .

الحركة الشيوعية الألبانية والكومنترن

أيضا في الخارج - تبذل الجهود لتنظيم الحركة الشيوعية الألبانية
قدمت الأممية الشيوعية الثالثة (الكومنترن) ، من خلال الاتحاد الشيوعي البلقاني ، مساهمة قيّمة في تنظيم الديمقراطيين الثوريين الألبان ، الذين أجبروا على مغادرة البلاد بعد قمع ثورة يونيو. لتأسيس ديكتاتورية زوغو
الدروس التي تعلموها من أحداث عام 1924 سمحت للديمقراطيين الثوريين الألبان بتحديد توجههم السياسي بشكل صحيح في الساحة الدولية حيث كانت قوتان عالميتان معاديتان - الإمبريالية والاشتراكية – تصارعان بعضهما بعضاً. حولوا نظرتهم إلى الاتحاد السوفييتي ، والتي اعتبروها "المدافع الطبيعي عن كل الشعوب المضطهدة" والحركة الشيوعية العالمية. في مارس 1925 شكلوا في فيينا ، النمسا ، المنظمة الديمقراطية التي تسمى " اللجنة الوطنية الثورية ـ كونار " في حين تمكن مجموعة من الشباب وهم اعضاء سابقين في اتحاد باشكيمي من كسب ثقة الاتحاد السوفياتي وبدا عدد منهم الذين اعتنقوا الشيوعية في حضور مدارس الكزمنترن والدورات السياسية من أجل دراسة الماركسية اللينينية. في أغسطس 1928 ، شكلوا المجموعة الشيوعية الألبانية في الاتحاد السوفييتي ، الذي كان مركزها في موسكو.
في نفس العام اجتمع المؤتمر الشيوعي الثامن للبلقان وأصدر تعليماته إلى الشيوعيين الألبان للقيام بأعمال تحضيرية واعية و طويلة الأمد بهدف خلق مجموعات شيوعية في بلادهم مهمتهم هي " تنظيم وتوحيد العناصر الأكثر تقدما من العمال والفلاحين ، من أجل أن يؤدي في نهاية المطاف إلى تشكيل الحزب الشيوعي الألباني. [رسالة من جورج ديمتروف موجهة إلى الكومنترن ، 12 سبتمبر 1929 )

قامت المجموعة الشيوعية الألبانية في الاتحاد السوفييتي بتطوير قوانينها الخاصة التي وافق عليها الكومنترن. بموجب هذه القوانين ، كانت المهمة الرئيسية للمجموعة هي العمل من أجل تأسيس الحزب الشيوعي الألباني فرع الكومنترن بالبانيا )
بعد ابريل 1927 انشات المجموعة تيارها / فصيلها الخاص داخل لجنة التحرير الوطنية وهو الاسم الجديد لكونار والذي سعى الى الحفاظ على الروح الثورية للمنظمة ولسانها المركزي " ليريا كومبيتر " ( الحرية الوطنية ) .

نص النظام الأساسي للمجموعة الشيوعية الألبانية في الاتحاد السوفياتي على المهمة الأساسية لتنفيذ نشاط ثوري ملموسة داخل ألبانيا ، وبالتالي مساعدة الحركة الشيوعية. وانتدب "علي كلمندي " بشكل خاص من بين الشيوعيين الذين عادوا إلى وطنهم لهذا الغرض في عام 1930

بالعودة إلى ألبانيا ، بدأ علي كلمندي العمل على إنشاء مجموعات شيوعية سرية جديدة. وهكذا قام بتشكيل خلية شيوعية في تيرانا ونظَّم الجزء الشيوعي في تجمع الخياطين "برباريمي". بناء على مبادرته ، تم إنشاء خلايا شيوعية أيضًا في فلوره وكرو والباسان. كانوا بوجه عام ضعفاء وغير مستقرين ، معظمهم عناصر من أصول بورجوازية صغيرة - من معلمين وموظفين مدنيين قليلين وجنود وحرفيين بدون إعداد أيديولوجي وسياسي قوي .

كما اسس روابط مع المجموعة الشيوعية في كورسي حيث لم يكن الوضع مرضيا. وقد تراجعت المجموعة في نفسها وبدأت العناصر المناهضة للماركسية في صفوفها تخربها من الداخل وتشل نشاطها وساعد المجموعة على الخروج من هذا الوضع بالجمع بين العمل القانوني واللاقانوني والمشاركة بنشاط في الجمعيات القانونية للعمال الحرفيين وتحويلها الى منظمات ثورية وتوسيع نشاطها الى مدن اخرى لاسيما في مراكز العمال وترجمة الاعمال الماركسية من اجل رفع التكوين الايديولوجي للشيوعيين .
وعلى الرغم من اعتقال علي كلماندي من قبل السلطات الزوغية في عدة مدن وعلى التوالي فانه استغلا ذلك في الحفاظ على علاقته بالمنظمات الشيوعية ومساعدتها وسمح له الاحتجاز الذي تعرض له سنة 1932 بكورسي بالتعاون المباشر مع المجموعة المحلية . خطابه في الاجتماع الموسع للجنة التوجيه في يوليوز 1932 فتح للمجموعة منظورات اكثر وضوحا ونتيجة لذلك اعتمدت المجموعة ارضية سياسية وتنظيمية صلبة وبداية مرحلة جديدة من التطور .

أول منظمات عمالية يقودها الشيوعيون

وضع الشيوعيون على عاتقهم مهمة القيام بعمل مثمر قدر الإمكان بين الجماهير. خلق استمرار الأزمة الاقتصادية ظروف مواتية لمثل هذا العمل. إضرابات العمال نجحت الواحدة تلو الأخرى. وظل عمال البناء في طليعة حركة الإضراب. ولذلك كان من الطبيعي أن تركز المجموعة الشيوعية لكورسي أولاً وقبل كل شيء على هذه الفئة من العمال. بمبادرة منه ،بكورسي في سبتمبر 1933 ، تم تشكيل جمعية "بونا" . ليس فقط العمال ولكن أيضا عمال من مختلف فروع البناء ، كلاهما تم استغلالها من قبل رجال الأعمال الرأسماليين تم توجيه جمعية "بونا" من قبل الجزء الشيوعي. وكان رئيسها بيلو بيريستيري ، وهو عضو في لجنة مجموعة كورسي . بسرعة ضمت الجمعية في صفوفها حوالي 500 عضو. توفر طبيعة عملهم غير الموسمية أساسًا ثابتًا للمنظمة. من أجل التهرب من ملاحقة الدرك ، نصت جمعية "بونا" ، في قوانينها التي أقرتها الحكومة ، انها جمعية للمساعدة ، دون أهداف سياسية واعتمدت برنامجها الحقيقي في اجتماع شبه سري نظمه الشيوعيون. ووفقاً لهذا البرنامج ، فإن جمعية "بونا" في الواقع منظمة ثورية كانت أهدافها الدفاع عن حقوق العمال وفي نفس الوقت النضال ضد النظام الملكي الزوغي و من أجل الحرية والديمقراطية .
شجع هذا النجاح الأول الشيوعيين من مجموعة كورسي لتوسيع نشاطهم بعد تجربة "بونا" وبمبادرة من الشيوعيين ، تم إنشاء منظمات مهنية من صناع الأحذية والخياطين والسائقين ، وما إلى ذلك ، في عام 1934
كما وسعت المجموعة الشيوعية لكورسي نفوذها بين طلاب المدارس الثانوية في المدينة ، الذين كانوا يظهرون مشاعرهم الوطنية التقدمية. تم إنشاء خلية شيوعية حتى مع العناصر الأكثر ثورية منهم .
ومع ذلك ، استمر انحصار المجموعة في مدينة كورسي وكانت الروابط مع المنظمات الشيوعية الأخرى ضعيفة أو غير موجودة. في اجتماع أغسطس 1934 ، تقرر تمديد النشاط الشيوعي إلى مدن أخرى في البلاد, لكن لم يتم تسجيل أي نجاح ملحوظ في هذا الاتجاه

امتد النشاط الثوري لمجموعة كورسي من خلال التشديد على النضال الأيديولوجي في صفوفها. خاضت العناصر التروتسكية الصراع بشراسة ضد الخط الذي اتبعه علي كلمندي والجزء السليم من المجموعة وسعوا بكل الوسائل لمنع تأثير الشيوعيين من الانتشار بين الجماهير وكان ممثلهم الرئيسي ، نيكو كوكسي ، يهدف إلى تولي قيادة المجموعة وإجبارها على التمسك بآرائه التروتسكية. من أجل تبرير عمله العدائي ، قام على نطاق واسع بنشر "نظرية الكوادر" المستعارة من "الماركسيين" اليونانيين. ووفقًا لهذه "النظرية" ، لم يكن الشيوعيون يتصرفون ، ليخترقوا الجماهير وينظموها ، ولكنهم يظلون محبوسين في خلاياهم ولا يتعاملون إلا مع التكوين النظري
لم تتمكن مجموعة كورسي من القيام بمهامها بنجاح دون ضرب وتصفية التروتسكي نيكو كوكسي لذلك قرر اجتماع موسع للجنة القيادة استبعاده من صفوفها مع الابقاء على عضويته بالمجموعة وقد مكن هذا التدبير الجزئي عناصر الارشيف الماركسي الاخرى من تكثيف نشاطها المعادي داخل المجموعة وضمن الجمعيات العمالية . فقط العمل التثقيفي العظيم للجزء الاكثر صحة من الشيوعيين نجح في عزل نيكو كوكسي نهائيا من المجموعة .

مشاركة الشيوعيين في الحركة الديمقراطية المعادية لنظام زوغو الرجعي .

انتشرت الحركة الشيوعية في ألبانيا منذ ذلك الحين إلى عدة مدن. في السنوات 1934-1935 تم تأسيس منظمات شيوعية جديدة في تيرانا ، شكودر ، فيير ، فلوره ، إلباسان وجيروكاستر. لكن هذه المنظمات لم تكن تتألف أساسًا من عمال ، وكانت ضعيفة عدديًا ، وعممت بشكل عام دون تضافر عملها. إذا ما قاموا بنشر الأفكار الشيوعية ، فإن دعايتهم لم تكن أقل من ذلك ، بشكل متقطع ومنفصل عن المشاكل السياسية والاقتصادية التي تواجه البلاد. المنظمات الجديدة ، لا سيما في تيرانا ، شملت أيضا بعض الضباط ذوي الميول والأفكار الشيوعية .

كانت ألبانيا آنذاك أرضًا خصبة جدًا لتطور الحركة الشيوعية ، التي كانت كما كتب علي كلمندي في ذلك الوقت :
" من جهة لحيوية وفعالية النضال من جانب الشعب الألباني ضد النظام ، ومن جهة أخرى لخيانة وسلبية الساسة من قادة الاتجاهات الاخرى " .( علي كلماندي التقرير الموجه للكومنترن بتاريخ 14 دجنبر 1936 )

في ظل هذه الظروف ، يمكن ضمان تقوية الحركة الشيوعية من خلال إقامة روابط متينة بين مختلف المنظمات الشيوعية وبإنشاء حركة ديمقراطية قوية ومعادية للإمبريالية ومعادية للإمبريالية بين العمال والفلاحين ، الجنود ، والشباب ، الذين شكلوا الغالبية العظمى من الشعب وشعروا بعمق عواقب سياسات زوغو اللاشعبية واللاوطنية

إن لجنة التحرير الوطنية ، التي وضعت لنفسها هدف تنظيم الحركة المناهضة للفاشية والفيودالية ة ، رغم أنها نفذت أعمال دعاية مثمرة من خلال تداول الصحف والمنشورات ، ظلت منظمة لاجئين سياسيين و لم تثبت نفسها في ألبانيا نفسها. كان العمل السري في ظل نظام زغو القمعي يتطلب تضحيات ، ولم يبد قادة هذه المنظمة الكثير من الميل إلى الموافقة. من ناحية أخرى ، لم يكن الشيوعيون في ألبانيا ، بسبب آفاقهم السياسية المحدودة عموماً ، على دراية بالحاجة الملحة إلى إنشاء حركة ديمقراطية قوية ومناهضة للإمبريالية. لقد كانت كراهيتهم للنظام ووطنيتهم هي التي دفعت الشيوعيين ، ومنظمات تيرانا بشكل خاص ، إلى المشاركة بنشاط في الحركة المناهضة لزوغو خلال سنوات 1934-1935

في عام 1934 ، تدهورت العلاقات بين ألبانيا وإيطاليا بشكل حاد. حكومة روما ، رغبة منها في جعل ألبانيا شبه مستعمرة في أقرب وقت ، ومن أجل إجبار زوغو على الاستسلام ، أرسلت أسطول الحرب من دوريس. أعطى تسليم زوغو للضغوط الإيطالية بعض الزخم للحركة المناهضة له. في وقت مبكر من أبريل عام 1934 ، أنشأت مجموعة من الضباط السابقين والمثقفين البورجوازيين منظمة سرية وضعت لنفسها هدف إسقاط النظام الملكي الزوغي ، وإنشاء النظام الجمهوري والقضاء على التدخل الإيطالي في ألبانيا. لقد حدّت هذه المنظمة من نشاطها أمام الدوائر العسكرية والفكرية البورجوازية. وكلاء الفاشية إيطاليا ، الذين سعوا إلى الاستفادة من هذه الحركة لصالح الفاشية ، نجحوا في التوغل في صفوفها. المنظمة الشيوعية في تيرانا وبعض الضباط الشيوعيين الذين عرفوا باسم المناضلين المعادين للزوغية انتظموا في منظمة سرية .

قررت المجموعة الشيوعية في كورسي ، في اجتماعها في أغسطس 1934 ، مسألة إمكانية مشاركتها في هذه المنظمة السرية ، الاستفادة من هذه الفرصة في مصلحة الحركة الديمقراطية المناهضة لنظام زوغو ، وإذا اندلع التمرد المشاركة كقوة مستقلة مع برنامجها الخاص. وينص هذا على: إعلان الجمهورية الشعبية الديمقراطية ؛ إلغاء جميع اتفاقات الاستعباد التي حدت البلاد إلى إيطاليا الفاشية ؛ إلغاء الاحتكارات والتنازلات ؛ العفو عن السجناء السياسيين. ومع ذلك ، فإن مجموعة كورسي
لم تعبأ لتوسيع هذه الحركة وممارسة نفوذها على ذلك وبقيت في الانتظار واقتراح العمل ال برنامج عندما تنتصر الانتفاضة ، وتستولى على السلطة في مدينة كورسي ، حيث كانت المجموعة تتمتع بأقوى تأثير بين الجماهير

ساعد الشيوعي ريزا سيروفا ، الذي عاد من الاتحاد السوفياتي في مارس 1935 ، في تقوية صفوف الحركة المناهضة للنظام . بذل جهودا خاصة لحشد الفلاحين من شكرابار وملاكشار .
اكتشفت حكومة زوغو وجود الحركة وبدأت في اتخاذ إجراءات. اضطر قادة الانتفاضة إلى وضعه في 14 أغسطس 1935 ، في فيير ، قبل الموعد المحدد. لكن تم قمع الانتفاضة بسرعة من قبل القوات الحكومية. وقد أدى الافتقار إلى التنظيم والاندلاع المبكر للثورة إلى تعريض نجاح الخطة العملية للخطر. لم يصل المتمردون بقيادة ريزا سيروفا إلى هدفهم. لقد قُتلت ريزا سيروفا في القتال من قبل رجال الدرك زوغو ، مع الاقتناع ، كما كتب لشعبه ، أن الناس لن يصبحوا أحرارا إلا عندما يطيحون بالطبقات المستغلة " فشل تمرد فييرا
.ولقد كانت متجها إلى مثل هذه النهاية لأنه كان يفتقر إلى قيادة ثورية سليمة ، ومنظمة جيدة ، ولأنها ظلت منفصلة عن الجماهير الشعبية الحضرية والريفية ، التي لم تكن مستعدة للانتفاضة. كانت المعارضة البورجوازية المعادية لزوغو عاجزة تماما عن تنظيم وقيادة حركة شعبية كبرى. بالإضافة إلى ذلك ، شاركت عناصر رجعية فاشية في الحركة التي حاولوا استغلالها لتحقيق أهداف إيطاليا الفاشية في ألبانيا. إن الشيوعيين الذين شاركوا في الحركة ، رغم أنهم مصممون على تحملها ، فشلوا في أخذ زمام المبادرة ، وإعدادها في جميع المجالات على برنامج سياسي واضح المعالم. تسببت كل هذه الظروف في حدوث انقلاب في التمرد . ومع ذلك ، كان ذلك تعبيراً عن الغضب وعدم الرضا العام على النظام القمعي لملاك الأراضي الكبار والبرجوازية , وكان له مغزى سياسي وتداعياته تجاوزت حدود ألبانيا. ارتفع الرأي الديمقراطي ، في الداخل والخارج ، ضد إجراءات الإرهاب التي اتخذها زوغو لقمع الانتفاضة. من ناحية أخرى ، كان هذا الانتفاضة ، كما كتب علي كلمندي ، "معمودية النار ، سرير اختبار" للشيوعيين الألبان. "هذه المحاكمة ،" وتابع ، "الشيوعيين الألبان قد تخطوا شرفاً ، أظهروا أنفسهم جديرين بالزعماء الشيوعيين من دول أخرى." [علي كلمندي ، تقرير للكومنترن ، 14 ديسمبر ، 1936




























3 ـ توسيع الحركة الشيوعية والنضال ضد التدخل الفاشي في 1935-1939










تميزت السنوات 1930-1940 بتحولات كبيرة في الحياة الاقتصادية والسياسية للاتحاد السوفييتي والعالم الرأسمالي. بالنسبة للاتحاد السوفياتي ، كانت هذه فترة صراعً من أجل بناء المجتمع الاشتراكي. حول الشعب السوفياتي ، بقيادة الحزب الشيوعي برئاسة ج ستالين ، بلدهم إلى قوة صناعية كبيرة بزراعة جماعية متقدمة. كان لانتصار النظام الاجتماعي الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي أهمية تاريخية عالمية
من ناحية أخرى ، هزت الأزمة الاقتصادية الخطيرة في الأعوام 1929-1933 العالم الرأسمالي في أساساته ، وزادت من حدة التناقضات التي قضمت في الداخل. للخروج من هذا الوضع الصعب ، بدأت البرجوازية الإمبريالية في العديد من الدول في دعم انتشار الفاشية وإنشاء أنظمة فاشية ، وبعبارة أخرى دكتاتورية اكثر رجعية وارهابية وشوفينية الراسمال المالي .
مع انضمام النازيين إلى السلطة في عام 1933 ، تم انشاء اخطر خزان حرب بالمانيا . هاجم الفاشيون بشدة الحركة العمالية والشيوعية والديمقراطية وكانوا يستعدون بحماسة لحروب العدوان. أصبح خطر نشوب حرب عالمية جديدة أكثر تهديدًا عندما قامت اليابان بالعدوان عسريا على الصين في عام 1931 وإيطاليا الفاشية في عام 1935

الخطر الفاشستي من حرب عالمية ثانية يهدد العالم. إن القوى الغربية "الديمقراطية" المسماة ديمقراطية ، مثل إنجلترا وفرنسا والولايات المتحدة ، بعيدة كل البعد عن اتخاذ تدابير فعالة ضد هذا الخطر ، دعمت عسكرة البلدان الفاشية ، ومن خلال سياسة "عدم التدخل". في ذاكرة حزينة ، قاموا بتشجيع العدوان الفاشستى بهدف توجيهه ضد الاتحاد السوفيتى فقط الحكومة السوفييتية والأحزاب الشيوعية قاتلوا بكل قوتهم لقمع المعتدين
المؤتمر السابع للأممية الشيوعية

إن الوضع الجديد الذي أوجده التهديد الفاشستي شكل مهام جديدة للأحزاب الشيوعية في جميع أنحاء العالم. أكد المؤتمر السابع للاجتماع الدولي الشيوعي في موسكو في يوليو 1935 على الحاجة إلى توسيع جبهة النضال ضد هجوم رأس المال والفاشية. في هذا المجال ، حدد المؤتمر مهمة إنشاء جبهة موحدة للطبقة العاملة ضد الفاشية ، وتحقيق وحدة عمل العمال وتشكيل ، على هذا الأساس ، جبهة شعبية واسعة مناهضة للفاشية. لتنفيذ هذه المهام والنفاذ إلى اوسع جماهير العمال ، على الأحزاب الشيوعية التغلب على عدد من نقاط الضعف، مثل رواسب التقاليد الحرفية، تغيير مناهج واساليب التحريض والدعاية ، التي في كثير من الحالات ذات خصائص تجريدية ، وجعلها ملموسة بقدر الإمكان عن طريق ربطها بالاحتياجات المباشرة والمصالح اليومية للجماهير. ودعا المؤتمر ايضا جميع الشعوب إلى حشد قواتها لمساعدة الدول التي تكافح من أجل الاستقلال ضد نير الإمبريالية .

شكلت قرارات المؤتمر السابع للكومنترن مرحلة جديدة في تطوير الحركة العمالية الشيوعية والدولية. لقد جعل تطبيقها الخلاق في الظروف الملموسة لكل دولة الشيوعيين على طريق قيادة الجماهير العريضة من الشعب ، وأصبحوا القوة الرئيسية لتوجيه الحركة العمالية والحركة الديمقراطية والمعادية للإمبريالية

جذبت هذه القرارات انتباه الشعوب إلى خطر الفاشية وأظهرت لهم الطريق لمنع وصولها إلى السلطة ولقد كانت ذات أهمية كبيرة لجميع البلدان ، وخاصة بالنسبة لأولئك الذين ، كانوا مهددون بشكل مباشر بالفاشية مثل البانيا .

الشيوعيين على رأس الحركة الثورية المتنامية

أدى الضغط الفاشي الإيطالي على ألبانيا وتنازلات زوغو إلى إبرام الاتفاقيات الإيطالية الألبانية في مارس عام 1936 ، والتي كانت بمثابة خطوة كبيرة نحو إخضاع البلد كليا لإيطاليا الفاشية .

في ظل الظروف التي الناشئة في ألبانيا ، مع السعي إلى النضال ضد الاستغلال الرأسمالي والنظام الزوغيه ، أصبح الكفاح ضد الاحتلال الفاشي يتزايد أهمية. ترتبط البرجوازية الألبانية ارتباطًا وثيقًا بنظام زغوري ، وعلى الرغم من التناقضات الاقتصادية بينها وبين الراسمالية الاحتكارية الايطالية ، لا يمكن أن تقود النضال من أجل الحفاظ على حرية واستقلال البلاد. حتى القوى البرجوازية الديمقراطية التي ، في أعقاب فشل تمرد الفصيل ، واصلت النضال ضد النظام الزوخي وضد الخضوع لإيطاليا ، لم تعد قادرة على ذلك ، بسبب افتقارها إلى الحزم والتنظيم ، لتوجيه حركة مناهضة نظام زوغو و الفاشية .

إن القوة الثورية الوحيدة القادرة على قيادة الجماهير الشعبية في النضال من أجل الحقوق الديمقراطية والدفاع عن حرية واستقلال بلاد الآباء هي الآن قوة الشيوعيين .

كان تمرد فاير قد هز النظام الزوغوي وفقد سياسته. لقد أجبر الملك ، كما كتب علي كلمندي ، "على القيام بمناورة ديماغوجية لكسب الوقت ، والتنفس بعد الضربة التي قام باستيعابها ، وإعداد هجوم جديد ضد الشعب". في أكتوبر 1935 ، نصب في السلطة حكومة جديدة ، "ليبرالية" هذه المرة ، والتي قدمت وعودا صاخبة بالإصلاحات .

في الواقع ، كانت سياسة الحكومة الجديدة تهدف إلى تعزيز نظام زوغو . ومع ذلك ، فقد استفاد الشيوعيون من الحريات المعلنة ، وإن كانت محدودة للغاية ، في اتخاذ مبادرات جديدة من أجل المزيد من تنظيم الطبقة العاملة وتوسيع نفوذها لدى الجماهير الشعبية العريضة.

في خريف عام 1935، أكبر مركز عمال بالبلد ، كيوكوف المدار من طرف الشركة الإيطالية للنفط في ألبانيا ( الامتياز ) بدا في التحرك. كان هناك حوالي 1600 عامل ألباني يعملون في قطاعات استخراج النفط والقطاع المساعد. بحلول منتصف عام 1934 ، تم تشكيل نواة سرية لتنظيم نقابة عمال النفط في كوكوفيتش. في أكتوبر 1935 أسست جمعية "بونا" (العمل). في البداية كان لدى الشركة حوالي 700 عامل ، ولكن بعد مرور عام كان لديها أكثر من 1500 عامل. في نوفمبر ، تم الاعتراف بها من قبل الحكومة. على الرغم من أن الجمعية ، من أجل تجنب العقبات التي تقيمها السلطات لتحول دون تاسيسها وقيامها ، نصت في قوانينها الأساسية أن إنشاؤها "للدفاع عن كرامة ومصالح أعضائها ، ومنحهم مساعدة معنوية ومادية. تحولت على الفور إلى منظمة عمالية ثورية مناهضة للعمال ومكافحة الفاشية .

قبل أن تحصل الجمعية على موافقة رسمية ، قدمت "بونا" كوسوفيتش إلى الحكومة والبرلمان عريضة تطالب يوم العمل بـ 8 ساعات ، وتبني إجراءات لتحسين ظروف السكن ، الغذاء والنظافة ، فضلا عن تدابير الضمان الاجتماعي. كما طالب العمال ألا يجبرهم الرؤساء ألاجانب على الترحيب بالطريقة الفاشية. أرسل ممثل الحكومة إلى كوسوفيتش ، بعد رفضه لمطالبهم ، احتج العمال بتنظيم إضراب قصير ومظاهرة. " أ. أ. با" المدعومة من الحكومة ، طردت القادة وغيرهم من نشطاء الجمعية . وفي نية علنية معادية للألبان ، قررت أن يوم 28 نوفمبر ، عيد الاستقلال ، سيكون يوم عمل , في ذلك اليوم ، نظمت جمعية "بونا" مظاهرة قوية موجهة بشكل رئيسي ضد الفاشيين الإيطاليين
في ديسمبر 1935 ، شهدت المنظمات التي تم إنشاؤها بمبادرة من الشيوعيين وقيادتها ، تضخما في صفوفها "رابطة العاملين في القطاع الخاص في كورسي" ، والتي شملت العمال والموظفين في التجارة ، المطاعم والمخابز والبنوك وغيرها ، وبدأت العمل بطريقة شبه سرية بعد رفض الحكومة الاعتراف بها .
أخذ الشيوعيون قيادة الحركة العمالية والحركة الشعبية المعارضة ، التي دخلت عام 1936 إلى مرحلة جديدة من تطورهم
في يناير 1936 ، قررت جمعية "بونا" كوسوفيتش اللجوء إلى الإضراب لمطالباتها بالحصول على الترخيص . أول من توقف العمل كان 400 عامل يعملون في بناء خط الأنابيب في " أوجيت " و"فطوهتي " بالقرب من " فلورا "
وأعقب إضرابهم العمال في محطة كوجوفو لتوليد الطاقة في 11 شباط / فبراير, بتكليف من وزير الداخلية نفسه , أرسلت الحكومة العديد من قوات الدرك لقمع الإضراب، اعتقل على اثره 60 من العمال الأكثر تقدما وتم إبعاد 300 آخرين من كوسوفي الى مدن مختلفة وتم سحق الإضراب العام وقمعه بعد ثلاثة أيام من قبل الدرك, وتوقفت بعده جمعية بونا نهائيا عن العمل والوجود .

على المدى البعيد الإضراب العام ، وعلى الرغم من فشله ،. كان مدرسة ثورية للعمال . و من ناحية أخرى ، أجبرت الحكومة على مطالبة رجال الأعمال ، ولو بطريقة رسمية بحتة ، بتوفير ظروف عمل لائقة للعمال .

جنبا إلى جنب مع الإضراب ، انتشرت حركة شعبية قوية ضد المجاعة والنظام الزغوي في جميع أنحاء البلاد. في خريف عام 1935 ، بلغ البؤس ذروته. هدد آلاف الناس بالجوع. نما جيش العاطلين عن العمل بشكل كبير. كان السخط والغضب اللذين استحوذت عليهما شرائح اجتماعية مختلفة ، لا سيما فقراء المناطق الحضرية والريفية ، يظهر بشكل أساسي ضد المضاربين في الحبوب ، الذين كانوا مرتبطين بمسؤولين كبار في النظام. لعب الحرفيون ، المهددين بالخراب من منافسة الإنتاج الصناعي ، دوراً نشطاً في هذه الحركة. كان نضالهم محفوفاً بالأوهام البورجوازية الصغيرة حول إمكانية حماية الإنتاج الصغير ومنع نمو الإنتاج الصناعي. على الرغم من الطابع الطوباوي لهذه الادعاءات ، فإن حركة الحرفيين كانت في الأساس حركة ضد البؤس الذي اجتاح البلاد
تمكنت المجموعة الشيوعية في كورسي من الاستفادة من الوضع الذي خلق ، وقيادة الجماهير الشعبية وإعطاء نضالهم صفة سياسية. الفروع والشعب الشيوعية في الجمعية
"بونا" ، وعمال البناء ، وشركات صناعة الأحذية ، والخياطين ، وما إلى ذلك ، كثفوا نشاطهم لتنظيم الحركة ، وجعلها أكثر قوة وأكثر إحكاما ، وتوجيهها ضد النظام الزوغي .
في 21 فبراير 1936 ، اندلعت المظاهرة العظيمة ضد زوغو في كورسي ، التي دخلت التاريخ تحت اسم "مظاهرة الخبز". لم تمنع الاشتباكات الدامية مع قوات الدرك العمال والحرفيين ، الذين انضم إليهم طلاب المدارس الثانوية ، من تنظيم ، بعد ظهر اليوم نفسه ، مظاهرة جديدة حيث المواجهات مع الدرك أكثر عنيفا وضراوة .

كانت "المظاهر من أجل الخبز" في كورسي أول عمل شعبي معادي لزوغو نظمه ويقوده الشيوعيون. على الرغم من قمعها ، كان لها تداعيات كبيرة في جميع أنحاء البلاد. نشرت الرعب بين السلطات والطبقات الحاكمة. أصبحت مثالا ومصدر إلهام للجماهير الشعبية في المناطق الأخرى. كما جرت مظاهرات ضد الجوع في غيروكاستر ، وساراندي ، وليسكوفيك ، وبليشت ، وبوغراديك ، وبرات. كما تم التعبير عن استياء الجماهير الشعبية ضد نظام زوغو في المظاهرات العظيمة التي وقعت في فلوره في يوليو عام 1936 وفي إلباسان في أكتوبر من نفس العام

في سبتمبر 1936 ، تم طرد علي كلمندي من ألبانيا من قبل الحكومة الزوغية . قبل مغادرته البلاد ، تواصل بجيروكاستر مع أنور خوجة ، الذي كان قد عاد لتوه إلى ألبانيا كمناضل شيوعيً نشيط .

الصحافة الشيوعية

تشهد أحداث عام 1936 على امتداد التأثير الشيوعي بين الجماهير ، ولكن على المستوى الوطني كانت هذه النجاحات محدودة للغاية. لم يقم الشيوعيون بعملهم السياسي في شجب النظام الزوغي وسياسته المعادية اللاشعبية واللاوطنية ، إلا عن طريق التحريض الفردي. لم تسمح لهم الرقابة الصارمة للنظام بالتعبير عن آرائهم صراحة في الصحافة. ومع ذلك ، تمكنوا من نشر كتابات ديمقراطية متقدمة في الصحف البرجوازية. وقد نشر الجزء الشيوعي من لجنة التحرير الوطنية كراسين في 1934 و 1935 كشفا عن كل تعفن النظام الزوغي واستنكر طابعه الرجعي. وعرضا برنامج جديد للحركة الشعبية في ألبانيا، والدعاية والعمل لتنظيم الانتفاضة المسلحة للجماهير بقيادة الطبقة العاملة للاطاحة بالنظام وإقامة جمهورية شعبية .
من جانبها ، مجموعة الشيوعيين الألبان في ليون بفرنسا بدأت بنشر الصحيفة المناهضة للنظام والفاشية "الشعب" ، والتي كانت في وقت لاحق تخلف صحيفة "سازاني". ومع ذلك ، كانت هذه المواد متفرقة للغاية في ألبانيا وقرأت في معظمها في دوائر محدودة من المثقفين

إن الحاجة إلى نشر الأفكار الديمقراطية المناهضة للاقطاعية و للإمبريالية على نطاق واسع داخل البلاد تتطلب من الشيوعيين على الإطلاق اللجوء إلى أشكال جديدة من العمل. لقد بدأوا بنجاح في اختراق في الجمعيات الثقافية والفنية.
"جمعية بيسا شكيبتار" (الاخلاص لألبانية)، التي أنشئت في عام 1929 من قبل الطلاب في المدرسة الثانوية شكودر، وفرقة مسرحية من جمعية "بونا" كورسي اصبحت اكثر شعبية لعروضها الوطنية والديمقراطية والمناهضة للإمبريالية . بالإضافة إلى ذلك ، اتخذت المنظمات الشيوعية المختلفة خطوات لنشر صحف قانونية التي اصبحت منبرا لها وللعناصر التقدمية بالبلاد. استفاد الشيوعيون بمنظمات تيرانا وكورس على الفور من الظروف التي أحدثها ظهور الحكومة "الليبرالية" ، لتوسيع الهيئات التي انتشرت على نطاق واسع في جميع أنحاء البلاد

الأكثر دواما من هذه المنشورات مجلة "بوتا ري" (العالم الجديد)، التي بدأت تظهر في كورسي في أبريل عام 1936. أصبحت بوتاري سلاحاً قوياً في ايدي الشيوعيين في نقد النظام القائم في السلطة وضد امراض المجتمع الألباني, قادت النضال ضد ألايديولوجية الرجعية الفاشية وعالجت بروح ديمقراطية ثورية المشاكل الاجتماعية والسياسية الأساسية التي تواجه الشعب، ودعوة الرأي الديمقراطي الألباني للنضال من أجل حلها " بوتاري" كانت محل تقدير كبير من طرف المثقفين الشباب والديمقراطيين الذين تربوا في حب الشعب العامل والحقد على الطبقات المستغلة .
توسع المنظمات الشيوعية. المجموعة الشيوعية لشكودر

كانت الأحداث الثورية في الأعوام 1935-1936 بمثابة نجاح هام للحركة الشيوعية. لكنها في نفس الوقت قد كشفت سلسلة من نقاط الضعف في تنظيم حركة العمال ومعارضة النظام . كانت المهمة الأولى في هذه الظروف هي توسيع الحركة الشيوعية في جميع أنحاء البلاد ، لإقامة روابط أقوى بين المنظمات وتنسيق أنشطتها

ولتحقيق هذه الغاية ، اختارت المجموعة الشيوعية لكورسي في ديسمبر 1936 لجنة قيادية جديدة ، كانت مسؤولة عن نشر عملها في جميع مناطق البلاد. هذه اللجنة تهدف إلى أن تصبح المركز الرئيسي للحركة الشيوعية الألبانية ، لكنها فشلت في تحقيق هذا الهدف. تم فقط في بيرات وتيرانا ، حيث تم تشكيل جمعية عمال الطباعة أيضا. كان العمل الذي قامت به هذه المجموعة انشاء منظمات جديدة في مختلف مناطق البلاد وتم تنفيده بشكل متقطع

في ذلك الوقت ، كان هناك مركز جديد ومهم للحركة الشيوعية الألبانية يتشكل في شكودر. تأسست أول منظمة شيوعية في هده المدينة سنة 1934 وتم انشاء خلايا ومجموعات المتعاطفين وامتدت الى تيرانا والباسان وجيركاسترو وكورسي وانشات اللجان الاقليمية المسؤولة عن ادارة المنظمات في 1937 في شكودر وتيرانا , كانت المجموعة بقيادة زيف مالا وهو مفكر ذي وجهة نظر نظرية خاطئة ووجهة نظر سياسية مشوشة للغاية .


انحصر نشاط المجموعة بين الجماهير في المدارس والحرف وبعض مراكز العمال. وكان إنشاء منظمات شبابية في شكودر وتيرانا ، وجمعية النجارة في العاصمة ، من بين النجاحات الهامة التي حققتها .

كانت مجموعة شكودر تفتقر إلى خط سياسي واضح ودقيق ، وشكل تنظيمي واضح المعالم ، ونظام قوي ومراعاة صارمة لسرية حياة المنظمة. كانت الخلايا ، المكونة عادة من ثلاثة أعضاء ، مهتمة أساسًا بالتكوين النظري. الكتابات المستخدمة لهذا الغرض ، والتي شملت سلسلة من الأعمال من كلاسيكيات الماركسية اللينينية ، عملت على نشر الأفكار الشيوعية. ومع ذلك ، وكما هو الحال في مجموعات أخرى ، فإن المنشورات التروتسكية والفوضوية قد عممت أيضًا بين منظمات مجموعة شكودر
في سياق تطورها ، كان على الحركة الشيوعية الألبانية أن تواجه عقبات خطيرة أثارها التروتسكيون. في بداية عام 1937 ، من أثينا إلى ألبانيا - و تحت الاسم المستعار زجاري ـ ( النار ) ادعى اندريا زيسي انه زعيم الحزب الشيوعي الالباني الذي تشكل في اليونان وحاز اعتراف الكومنترن وهو كان في الواقع قائد مجموعة تروتسكية انشئت في اثينا سنة 1936 وتعرف باسم مجموعة الزجري .
وضع اندريا زيسي لنفسه مهمة دمج المجموعات الشيوعية الالبانية في "حزبه" الخاص واجبارهم على تبني خطه المعادي للماركسية , مجموعة كورسي لم تعترف بحزب الزجري لكنها اعلنت استعدادها للتعاون معه في حالة التزامه بارضيتها السياسية , في غضون ذلك اقام اندريا زيسي روابط مع نيكو كوكسي الذي سرعان ما وجد له لغة مشتركة ونسق كل نضاله ضد المجموعة الشيوعية بكورسي .

من جانبه ، بدأ أريستيد تشيندرو في تيرانا نشاطًا عدائيًا ضد الحركة الشيوعية. كانت عضويته في كورس شكلية محضة ، كما سمح له انعدام سيطرة القيادة على الاعضاء المجموعة بتجنيد عدد من الأعضاء في تيرانا الذين تأثروا بارائه المناهضة للماركسية. في عام 1937 ، تدهورت هذه الأمور تماماً إلى مجموعة تروتسكية .

في ذلك الوقت ، قامت مجموعة شكودر بمحاولة اولى للارتباط بمجموعة كورسي وعرضت في رسالة سنة 1937 المساعدة في حل المسائل التنظيمية وكانت مجموعة كورسي على استعداد للتجاوب مع الرسالة الا ان مناورات كوكسي خربت المحاولة بعد ان اعلن نفسه ممثلا للمجموعة الشيوعية بكورسي وانشاء ما سمي بالحزب الشيوعي الالباني في اليونان ومجيء لجنة مركزية لالبانيا واتهام قادة مجموعة كورسي وعلى كلماندي بانهم قوميين ويريدون تقسيم الحركة الشيوعية ووجدت افكاره في صالح قادة شكودر الرئيسيين . حيث ساد الارتباك الايديولوجي وتقوض التقارب بين المجموعتين الشيوعيتين .

أصاب هذا الانشقاق الحركة الشيوعية ، وبالتالي ، الحركة الديمقراطية الثورية برمتها. في هذه الظروف ، تم إطلاق حملة دموية عنيفة ضد الشيوعية بعد أن تولت حكومة رجعية جديدة السلطة في نوفمبر 1936. ضاعفت هذه الحكومة ملاحقة الشيوعيين وكل العناصر التقدمية و أمرت بحل الجمعيات العمالية ، وتم منع تكوين جمعيات جديدة ، وسمح بإنشاء جمعيات عمالية فاشية تحت الإشراف المباشر للسلطات الحكومية. تم حظر الصحافة التقدمية ، في حين تم تأسيس رقابة صارمة على جميع الكتب والصحف والمجلات ، المنشورة في البلاد أو من الخارج. في عام 1937 ، اعتقل زوغو معظم الضباط الشيوعيين

من ناحية أخرى ، سهلت الحكومة الزوغية انتشار واسع للفاشية في ألبانيا. تعيين مبعوثين خاصين من موسوليني للعمل على تنظيم الشباب الألباني وفقا للنموذج الفاشي. وأنشأوا "لجنة عمل" في كورسي تتألف من عناصر فاشية ألبانية ، وفي جميع أنحاء البلاد ، شبكة واسعة من الوكلاء كانت مهمتهم هي تمهيد الأرض لاستعباد البلاد بالكامل من قبل إيطاليا. لقد حقق رجال الدين الكاثوليك الرجعيون مهمة خاصة لتحقيق هذا الهدف

لقد دعم زوغو بثبات الثورة المضادة للثورة التي اندلعت عام 1936 في إسبانيا واعترف بحكومة فرانكو الفاشية

أثارت سياسة زوغو المؤيدة للفاشية في الأساس القلق بين الشيوعيين والوطنيين الألبان فيما يتعلق بمصير استقلال البلاد. من يوم لآخر ، أصبحوا أكثر إدراكا للخطر الذي تمثله الفاشية لألبانيا ولجميع الشعوب ، وقرارات المؤتمر السابع للكومنترن ساعدت بشكل مباشر على رفع هذا الوعي. واعتبر الشيوعيون الألبان النضال العادل للشعب الأسباني كفريق يدافع أيضا عن مصالح ألبانيا. أظهر الشيوعيون والفاشيون في ألبانيا بقسوة خاصة كراهيتهم للفاشية وأمميتهم البروليتارية من خلال حرصهم على المشاركة كمقاتلين متطوعينباسبانيا . في وقت مبكر من عام 1936 ، أرسلت الجماعات الشيوعية بعضا من أعضائها للقتال إلى جانب الشعب الإسباني.

الخط الجديد للحركة الشيوعية الألبانية

الظروف الناشئة عن تعميق الخطر الفاشي المقدمة ضرورية للغاية لألبانيا ليس فقط للتعاون الوثيق بين الجماعات الشيوعية، ولكن أيضا إعادة تنظيم كل العمل بروح قرارات المؤتمر السابع للأممية الشيوعية .

أول الجهود لتطبيق الخط الجديد للكومينترن كان من قبل الشيوعيين الألبان في الخارج. بمبادرة من الفصيل الشيوعي للجنة التحرير الوطنية ، التي كانت مقرها في باريس ، تم إنشاء "الجبهة الديمقراطية" للمنظمات السياسية الألبانية في المنفى في مارس 1936. ومع ذلك، البرجوازية المعادية لزوغو بالمنفى، ممثلة في هذه الجبهة من قبل اشكيمي كومباطر لم تكن قادرة على القيام باعمال وطنية وثورية ونتيجة لذلك سرعان ما انحلت هذه الجبهة .

وبسبب عدم وجود حزب معترف به رسمياً من الكومنترن ، لم تكن الجماعات الشيوعية في البلاد قد أقامت روابط منتظمة معه. ومع ذلك ، فقد أخبر علي كلمندي والشيوعيين الألبان الذين يقيمون في فرنسا بنشاط الجماعات الشيوعية في ألبانيا .

في كانون الأول / ديسمبر 1936 ، قدم علي كلمندي تقريراً لاجتماع الجموعات الشيوعية الألبانية العاملة في الخارج. وقد عقد هذا الاجتماع في موسكو بمبادرة من قسم البلقان من الكومنترن من أجل تحليل وضع الحركة الشيوعية الألبانية وتحديد المهام أمامها في ضوء قرارات وتعاليم المؤتمر السابع الكومنترن. وطالب علي كلمندي بتكثيف العمل من أجل تنظيم وإنشاء الحزب الشيوعي. يجب أن تكون الخطوة الهامة في هذا الاتجاه هي إنشاء مركز تنظيمي في ألبانيا ، والذي سيعتمد على المجموعات الموجودة ، أولاً وقبل كل شيء في كورسي. وتتمثل مهمة المركز في "تعزيز وقيادة الجماعات الشيوعية القائمة ، وتنظيم الحركة الشيوعية في جميع أنحاء ألبانيا ، وعقد مؤتمر تأسيسي للحزب الشيوعي الألباني علي كلمندي اعتبر أنه من الضروري وجود منظمة شيوعية مستقلة لتوجيه الحركة النقابية والحركة المعادية للفاشية وبمبادرة وتحت قيادة الشيوعيين، من المهم إنشاء منظمة سرية ومركزية دات طبيعة ديمقراطية ومعادية للفاشية، للنضاال ضد النظام والإمبريالية الإيطالية،ومن اجل الجمهورية الديمقراطية وإلغاء الاتفاقيات المعاهدات المذلة مع إيطاليا الفاشية , وعلى هذا الاساس تشكل وتبنى الجبهة الشعبية .

وبعد النظر في التقرير ، اعتمد الاجتماع مقررات وافق عليها الكومنترن ايضا . ووفقا لهذه القرارات :
إنشاء منظمة سرية ذات طابع ديمقراطي معاد للفاشية في ألبانيا. تقودها لجنة مركزية ، بما في ذلك الشيوعيين والقوميين الوطنيين. كان من المقرر أن تتألف النواة الشيوعية لهذه اللجنة من خمسة أشخاص يعملون داخل البلاد ، ومنظمة لدعم إنشاء الجبهة الشعبية.
وحول وضع المنظمات الشيوعية ، بدأت الكومنترن من حقيقة أن الخلايا القديمة كانت منفصلة عن الجماهير ، مطوية على نفسها ، ونتيجة لذلك ، هي غير قادرة على تطبيق الخط الجديد. كما يجب حل هذه الخلايا وهيئاتها الإدارية مؤقتًا وإعادة تنظيمها على أساس قواعد الحزب والى حين وضع أسس قوية من خلال العمل بين الجماهير وفي الجمعيات المعترف بها قانونًا. كان على الشيوعيين الحفاظ على روابط فردية مع بعضهم البعض. سوف تتولى النواة الشيوعية للجنة المركزية وظيفة مركز تنظيم شيوعي حتى تشكيل الحزب. وجاء برنامج الحد الأدنى للشيوعيين ا , البرنامج السياسي في الوقت نفسه للمنظمة الجديدة وصولا الى مهمتين رئيسيتين:
أ) النضال من أجل الدفاع عن الحقوق الوطنية .
ب) النضال من أجل الدفاع عن الحقوق الديمقراطية، تأخذ كأساس المطالب الأساسية للجماهير الشعبية. للدفاع عن الاستقلال الوطني، وكانت منظمة جديدة للعمل مع جميع الطبقات، والفئات الاجتماعية وجميع العناصر التي كانت في المعركة ضد الاستعباد الفاشي. كان ينبغي أن يتم نشر الخط الجديد عن طريق صحافة سرية ،ينشرها الشيوعيون .
وكان علي كلمندي وكوشو تاشكو مسؤولين عن نقل هذه التعليمات إلى ألبانيا. ذهب علي كلماندي إلى فرنسا في محاولة للحصول على تصريح لدخول بلاده ،وهناك اضطر إلى القيام بنشاط مكثف لتطبيق الخط الجديد في صفوف الشيوعيين والمهاجرين الألبان. ويرد وخاصة لكشف النقاب عن نشاط لازار فوندو، وهو عضو في الفصيل الشيوعي للجنة التحرير الوطني، الذي عمل على تقويض كل العمل الذي قام به الشيوعيون الألبان في فرنسا. تخريب لازار فوندو الجهود الألبانية إرسال متطوعين إلى إسبانيا لمحاربة الفاشية، والدفاع عن ، التروتسكيين والبوخاريين وغيرهم من الاعداء الذين أدانهم الحزب الشيوعي (البلشفي) في الاتحاد السوفيتي، وأعلن في نهاية المطاف علنا العداء للاتحاد السوفياتي. لقد تم ت ادانته على أنه معادي للشيوعية وعميل للإمبريالية واستبعد من صفوف الحركة الشيوعية الألبانية
المرض منع علي كلمندي من العودة إلى ألبانيا لإنجاز المهمة التي كان مسؤولا عنها, و سيموت في باريس في 11 فبراير / شباط ، 1939

جهود لتطبيق الخط الجديد في ألبانيا

في خريف عام 1937 ، كانت مجموعة كورسي أول من أخذ بتعاليم ومقررات الكومينترن الجديدة. بعد دراسة الخط الجديد، قادة المجموعة، وعلى الرغم من الترحيب الحذر بالتوجيه بشأن حل الخلايا الشيوعية واللجان، وعلى الرغم من التردد الأولي للقيام بها، شكل هذا الخط ارضية لنشاطها اللاحق . عين ممثله الخاص في النواة الشيوعية للجنة المركزية وقرر تنفيذ التعليمات الجديدة بتوسيع العمل بين الجماهير والمنظمات القانونية ، مثل جمعيات الحرفيين ، ومجالس الأحياء ، ومجلس المدينة ، ومجلس غرفة التجارة ، والمجموعات العسكرية ، وجمعيات الشباب غير الممدرسين ، وكذلك في الصحافة القانونية ، إلخ

وقد عارض انتشار الخط الجديد في المنظمات الشيوعية الأخرى في البلاد منذ البداية زعماء وقادة مجموعة شكودر . في الواقع زيف مالا وكوكسي نيكو لم يقبلا ، الخط الجديد، زاعمين أنهما من حيث المبدأ مع الثورة الاجتماعية وليس الثورة الوطنية، وكانوا ضد الإمبريالية، لكنها لا يان ريد التعاون مع القوميين ، انهم من أجل أعمال مباشرة ، في الوقت المناسب ، وليس من أجل اتخاذ إجراءات طويلة الأجل أو غير مباشرة

كما أثار الخط الجديد معارضة منظمة تروتسكية بتيرانا برئاسة ارستيد كيندو كما الشان زيف مالا ونيكو كوكسي اعتبر التنسيق مع الوطنيين وتشكيل الجبهة الشعبية خيانة للطبقة العاملة .

الوضوح السياسي والأيديولوجي للشيوعيين ، ادانة التروتسكيين وتوحيد المجموعات القوى الشيوعية في حزب شيوعي الباني واحد ، يتطلب عملا دؤوبا ومستمرا. لكن أولئك الذين كلفوا أنفسهم بهذه المهمة تراجعوا أمام الصعوبات.
النواة الشيوعية داخل اللجنة المركزية للمنظمة الجديدة المزمع إنشاؤها ، لا تتصرف على هذا النحو. لم يكن لدى أعضائها روح التضحية. أثبت كوسو تاشكو نفسه ، حامل المبادئ التوجيهية الجديدة و المسؤول عن تطبيقها ،هو نفسه أنه غير قادر على الإطلاق على المستوى السياسي والتنظيمي لتنفيذها .
من جانبها ظلت مجموعة كورسي محصورة في مدينتها. في مارس 1938 , قرار حل الخلايا. أثار هذا الإجراء بعض الفوضى والتردد في صفوف الشيوعيين ، الذين اعتبروا الخلية هي الشكل الأكثر ملاءمة لتثقيف أنفسهم وفق الأيديولوجية الماركسية والدراسة بطريقة جماعية لمسائل الحركة العمالية. ومع ذلك ، بعد حل الخلايا كما كان من قبل ، حارب الشيوعيون من المجموعة في كورسي لتطبيق الخط الجديد وحققوا نجاحات مهمة في هذا الاتجاه . أخذوا قيادة الحركة الديمقراطية وتوسيع نفوذهم على الجماهير الشعبية ، الذين رأوا في الشيوعيين أقوى المدافعين عن مصالح الشعب. هذا هو ما سلطت عليه الضوء انتخابات مجالس الحي ومجلس غرفة التجارة ، ومنظمة غير الممدرسين " رينيا كوركاس " الخ وخاصة الانتخابات البلدية .
بالنسبة لانتخاب المجلس البلدي الجديد ، قدم الشيوعيون قائمة بالمرشحين من الكتلة الديمقراطية ، وهي قائمة تضمنت عناصر برجوازية تقدمية. في انتخابات يونيو فاز الشيوعيون بنصر لامع. حصلت قائمة الكتلة الديمقراطية على 86 في المائة من الأصوات ، متفوقة بذلك على
القائمة التي تقف وراءها المجموعة الرأسمالية " الشركة العامة للكهرباء " والتي انفقت في حملتها ملايين المبالغ وتقف وراء دعمها اجهزة الدولة الرجعية
فبفعل نشاطهم وعملهم ، هز الشيوعيون جمهور الناخبين من اللامبالاة واللامبالاة السياسية التي غمروا بها حتى ذلك الوقت وجعلتهم يشاركون بنشاط في الحياة السياسية. اعتمد مجلس مدينة كورسي الجديد بقيادة الشيوعية سلسلة من التدابير الديمقراطية ، لم يسبق لها مثيل في ممارسة المجالس البلدية في البلاد. قرر عقد اجتماعاته بشكل علني للسماح للناخبين بالسيطرة على نشاطه ، وتطهير الجهاز الإداري للبلدية من المسؤولين الرجعيين واستبدالهم بالشيوعيين والديمقراطيين. وقد خصص جزءًا من أموال البلدية لدعم الفقراء ، وبناء الشوارع ، وأنابيب المياه في الأحياء الفقيرة في المدينة. أحضر دعوى ضد " الشركة العامة للكهرباء " من أجل إلغاء امتياز خدمات الكهرباء التي حصلت عليها من خلال الرشاوى ، إلخ

كما فازت قائمة الكتلة الديمقراطية التي قدمها فرع المجموعة الشيوعية لكورسي في دوريس في الانتخابات البلدية التي جرت هناك في يوليو من نفس العام. كانت القوائم الديمقراطية في ريجيروكاستير وبيكان هي الناجحة ايضا .

تفاقم الخلافات بين مجموعة كورسي ومجموعة شكودر

اعطت مجموعة كورسي أهمية خاصة لمكافحة الفاشية ، التي هددت حرية البلاد واستقلالها. كان هذا الكفاح المهمة الاستراتيجية الأساسية للشيوعيين. الصحيفة السرية بيربارا " (الى الامام ) ، الذي بدأت المجموعة نشره في خريف عام 1937 من أجل تثقيف أعضائها ونشر الخط الجديد ، ادانة الفاشية كقاعدة للاستغلال والقمع و الحرب ، كشف النقاب عن وجه العدو الحقيقي للشعب . مروجي الحركة الفاشيّة في ألبانيا ومدافعيهم - ملاك الأراضي الكبار ، التجار الأغنياء والسماسرة والوكلاء . حذرت المجلة الشيوعيين من الخطر الفاشي الذي يهدد البلاد وطالبتهم بتعبئة الجماهير في المعركة ضد هذا الخطر. المجموعة الشيوعية في كورسي ، إلى جانب الدعاية التي قادها لخلق حركة واسعة معادية للفاشية ، مرت أيضا للفعل المباشر . في عام 1938 ، اشتبك الشيوعيون في شوارع كورسي مع أعضاء "اللجنة الفاشيّة" العاملة في ألبانيا. لقد أحبطوا محاولة تنظيم الشباب وفقا للنظام الفاشيي الإيطالي .
اتبعت مجموعة كورسي فيما يتعلق بالمشاكل الداخلية للبلاد ، خطا صحيحا بشكل عام. اعتمادًا على قرارات المؤتمر السابع للكومنترن ، يؤيده الحجج النظرية ، في صفحات مجلة "بيربارا" ، والحاجة إلى إقامة روابط وثيقة بين الشيوعيين والجماهير العريضة من الشعب ، لتوجيه هذه الكتلة من قبل الشيوعيين في النضال اليومي من أجل تلبية المطالب السياسية والاقتصادية الأساسية وخلق جبهة شعبية وحشد الجماهير في الكفاح ضد الخطر الفاشي. على هذا الأساس ، قدمت المجموعة برنامج الحد الأدنى الذي يتوخى:
(أ) النضال من اجل للحقوق الوطنية للشعب ضد الإمبريالية.
(ب) الحقوق الديمقراطية للشعب ضد انتهاك المركز الوطني ومحاولات نشر الفاشية في ألبانيا ؛
(ج) من أجل السلام ، ضد الحرب .
د) الحقوق الاقتصادية الأساسية للشعب .

واشارت بيرلا إلى أن دولة شبه استعمارية مثل ألبانيا عليها ليس فقط حل المسالة الاجتماعية ، ولكن أيضا المسالة الوطنية ، أن القضية الأخيرة ذات أهمية قصوى ، وأن الحركة الوطنية للجماهير يمكنها أن تخدم الحركة الاجتماعية للطبقة العاملة ، لانها الطبقة الوحيدة القادرة على توجيه الجماهير والدفاع عن مصالحها بإخلاص. وان حصر نضال الطبقة العاملة والعمل بين مكوناتها فقط دون تعبئة القوى الوطنية ، يعتبر بمثابة مغامرة محفوفة المخاطر وخيانة كبرى لمصالح البروليتاريا الالبانية .

"وتضيف بيرلا " .. علينا العمل اينما لعمل أينما تتجمع الجماهير ، في المنظمات الحكومية ، المدارس ، النوادي ، المنظمات الدينية ، النساء ، إلخ. برنامجنا وأساليبنا القانونية تسهل علينا العمل في المنظمات القانونية ، التي ترخص لها الدولة أو تنشئها. نحن ملزمون بالعمل بطريقة غير مباشرة لسبب وحيد وهو أننا نريد تجميع القوى للعمل بشكل مباشر. القوة هي الشعب. دون الجماهير الشعبية نحن فقط حفنة من الرجال ... "(الحركة الوطنية والحركة الاجتماعية ... بيرلا سبتمبر 1938)

تعلق المجموعة الشيوعية كورسي أهمية كبيرة على الحركة ضد الإمبريالية الإيطالية ، وهي حركة احتضنت طبقات المجتمع المختلفة ، واعتبرتها أساسًا صلبًا لإنشاء الجبهة الشعبية

حقق تطبيق هذا الخط الجديد من قبل مجموعة كورسي سلسلة من النجاحات ، ولكن فقط في المدينة. حيث كان لدى المجموعة مفهوم ضيق للغاية عن الأساس الذي من أجله يتم تشكيل الجبهة الشعبية في بلد زراعي متخلف ، مثل ألبانيا ، حيث يمثل الفلاحون الغالبية العظمى من الشعب . إذا لم توسع عملها من الطبقة العاملة إلى الطبقات الأخرى من الشعب ، وبذل المجهود لتوطين النضال بالبوادي ،وبناء تحالف الطبقة العاملة والفلاحين، والتي لا يمكن تشكيل الجبهة الشعبية دونه .

من ناحية أخرى ، لم تتعلم مجموعة شكودر الدروس المفيدة من النجاحات الشيوعية في انتخابات المجالس في مختلف المؤسسات في كورسي ودوريس وغيرها من المدن. القادة الرئيسيين للمجموعة، بدلا من النضال من اجل وحدة الشيوعيين في البلاد وتوسيع الروابط مع الجماهير العريضة، اتبعت مسار الانقسام والحرب ضد مجموعة كورسي ، التي اعتمدت خط جديد.
لعب الصحيفة السرية لمجموعة شكود ، "النشرة الخضراء" ، التي ظهرت في النصف الثاني من عام 1938 ، دورا سلبيا بشكل خاص. ونشرت مقتطفات من الأعمال الكلاسيكية للماركسية اللينينية، الكتابات التي أثارت النجاحات التي حققتها الاتحاد السوفياتي المحرز في بناء الاشتراكية وتفوق النظام الاشتراكي السوفياتي على النظام الراسمالي والكتابات التي تدين نظام زوغو الرجعي والفاشية وسياسة الاستعباد الايطالي لالبانيا الخ . ولقد كانت لهذه المواد مساهمة ايجابية مهمة مع ذلك في تعزيز الحركة الشيوعية بالبانيا . من ناحية اخرى حاولت مجموعة شكودر من خلال النشرة الخضراء دعم اسس الخط النظري الذي تتبعه وفضح الاطروحات الخاطئة فيما يتعلق بالمسالة الاساسية لانشاء الجبهة الشعبية لمناهضة الفاشية هذا الموقف اللاماركسي الذي تبناه زيف مالا ونيكو كوكسي .


وكانت وجهات النظر اللاماركسية لقادة مجموعة شكودر تجد أصلها في تصورهم الخاطئ عن دور الطبقات والفئات الاجتماعية في الحركة الثورية الألبانية، والوضع الناشئ في ألبانيا نتيجة سياسة الاحتلال الفاشي الإيطالي. والتصور الذي ينكر وجود البرجوازية والبروليتاريا بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمات، أن الجزء الأكثر ثورية من الشعب تتألف من الحرفيين والفلاحين لن يكونوا حليفا للبروليتاريا الا مع التطور الرأسمالي اللاحق للبلاد ، حينها تصبح الطبقة قادرة على السيطرة على علم الثورة الاشتراكية. وبما أنه لا توجد بروليتاريا أو برجوازية ، وفقا لها ، فلا يمكن أن يكون هناك صراع طبقي حقيقي ، ونتيجة لذلك ، لم يتم بعد تهيئة الظروف اللازمة للثورة. و ذهبوا إلى حد التأكيد على أن الحركة الشيوعية قد ولدت في ألبانيا ليس كضرورة حتمية للطبقة العاملة للنضال ضد الرأسمالية ، بل كنتيجة للتأثيرات الخارجية . في ظل هذه الظروف ، ولأن هذه الحركة ولدت ، على الشيوعيين واجب تثقيف وتكوين الكوادر الذين سيقومون غدا بعمل الدعاية وتعبئة الجماهير الشعبية ، ويأخذها في اتجاه اتجاه الثورة الشيوعية بقيادة البروليتاريا . و مع هذه الكوادر ، المثقفة والمدربة نظريا ، يتشكيل الحزب الشيوعي الألباني .

لم يكن لدى قادة مجموعة شكودر فهم صحيح للتغيرات السياسية التي حدثت في ألبانيا وفي العالم ، وهو الفهم الذي كان سيسمح لهم بالتطور وفقا لهذه الشروط ، كخط ثوري سليم ,ورفضوا توجيهات وتعاليم الكومنترن من أجل إنشاء الجبهة شعبية ، مبررين موقفهم بحقيقة أن ألبانيا كانت دولة شبه استعمارية ، دون طبقات متناقضة ، دون بروليتاريا ، بدون حزب شيوعي ، دون أحزاب سياسية أخرى ، عدم وجود ثقافة معممة ، إلخ. ولم يعارض قادة مجموعة شكود تأسيس نظام ديمقراطي مناهض للإمبريالية ومناهضة للفاشية ، لكنهم سعوا لتوجيه معظم جهودهم نحو تأسيس ديمقراطية اشتراكية بروليتارية. لذا طالبوا بالتحرك على طريق تأسيس اتحاد اشتراكي للبلقان. هذه الآراء فقط زادت من تعميق الفوضى الايديولوجية في صفوف أعضاء هذه المجموعة .

بين الكورشي وباقي المجموعات ساءت الخلافات الإيديولوجية والسياسية المتعلقة بتطبيق الماركسية في الظروف التاريخية الملموسة للبلاد وامتد هذا الخلاف أيضا إلى مجال التنظيم واتخذ طابع الصراع حول المبادئ .

مواجهة العدوان الفاشي

في غضون ذلك ، استمر خطر العدوان الفاشيي الإيطالي على ألبانيا في النمو. في يناير 1939 ، وقع الدكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني خطة الغزو العسكري لألبانيا. لقد شعرت قيادة المجموعة الشيوعية في كورسي بأن الظروف المواتية قد نشأت لتشكيل جبهة عريضة ضد الإمبريالية الإيطالية. وسعت إلى إقناع الشيوعيين من الجماعات الأخرى والقوميين الوطنيين بالحاجة إلى الاتحاد والتعاون في الكفاح ضد العدوان الفاشي. لكن هذه الجهود المثابرة للغاية أدت إلى الفشل .

من ناحية أخرى ، لم يكن لدى زوغو أي نية لتنظيم المقاومة ضد العدوان الإيطالي ، ناهيك عن الشيوعيين. حتى اللحظة الأخيرة كان يأمل في التوصل إلى اتفاق مع الفاشيين الإيطاليين من خلال منحهم تنازلات جديدة لتأمين عرشه. في الوقت نفسه ، نظم محاكمات شرسة ضد الشيوعيين. اكتشف رجال الدرك الزوغي واعتقلوا معظم أعضاء مجموعة شكودر. قادة هذه المجموعة زيف مالا ونيكو كوكسي ، ارتدوا أثناء التعديب وخلال المحاكمة في يناير عام 1939. كشفوا عن نشاط المجموعة وأسماء رفاقهم وحزبهم واعضاء بمجموعة كورسي وتم تقديم خمسة وستين معتقلا بتهم القيام بأنشطة تخريبية ضد النظام إلى المحاكمة .

كان لدى الشيوعي جمال سطفا ، الذي كان في الثامنة عشر من عمره ، مثل الكثير من رفاقه ، موقف شجاع خلال المحاكمة. أعلن أنه كان وسيبقى شيوعياً مقتنعاً وأن الشيوعية ستجلب الخلاص إلى جماهير العمال المضطهدة. أصدرت المحكمة عدة أحكام ضد 52 شخصًا

لقد تضررت الحركة الشيوعية الألبانية بشدة. ويرجع ذلك أساسا إلى عدم الالتزام الكافي بقواعد الصمود وخيانة قادة جماعة شكودر الشيوعية ، الذين لم يروا أنه خطأ خطير الكشف عن أسماء رفاقهم إلى الشرطة والمحكمة. كانت هذه الطريقة بالنسبة لهم اسلوبا لوضع المناضلين على المحك امام تعديب العدو .
الوضع الدولي يزداد سوءا. كثفت الدول الفاشية من استعداداتها للحرب. احتلت ألمانيا النمسا في عام 1938 ، وبعد بضعة أشهر من استسلام القوى الغربية في ميونيخ ، احتلت في مارس 1939 ، تشيكوسلوفاكيا ، بينما في إسبانيا ، انتصرت القوات الفاشية على القوات الجمهورية الإسبانية

في 23 مارس 1939 ، قررت إيطاليا الفاشية غزو ألبانيا بالقوة. سعى زوغو بكل الوسائل لإخفاء الوضع المتوتر الذي نشأ في العلاقات الإيطالية الإيطالية. ومع ذلك ، منذ الأيام الأولى من شهر إبريل ،بلغت الخطط المظلمة للفاشيين لمعرفة الشعب الألباني.واجتاحت موجة عميقةوعارمة من الغضب البلاد باسرها . إن الشيوعيين الألبان ، رغم قلة عددهم ، جعلوا أنفسهم منظمين للمظاهرات القوية ضد الفاشية التي اندلعت في جميع أنحاء البلاد. في تيرانا ومدن أخرى ، تم إنشاء مراكز لتجنيد متطوعين لمكافحة العدوان الفاشي بمبادرة من الشيوعيين والوطنيين الثوريين و طالب الشيوعيون من الحكومة ارسالهم إلى الخطوط الأمامية للعدوان. لكن تم تخريب تنظيم المقاومة الشعبية من قبل زوغو وزمرته. وجد الشعب الألباني بأكمله ، الجاهز للقتال من أجل الدفاع عن حريته واستقلاله ، اعزلا من السلاح ، وتعرض للخيانة من قبل الطبقات الحاكمة ، من قبل الحكومة والملك ،ودون مساعدة أو دعم من في الخارج. في هذه اللحظات الحاسمة لمصير الوطن ، فشلت الجماعات الشيوعية ، المنقسمة والمتصارعة مع بعضها البعض ، في خلق قيادة موحدة وتعبئة الشعب للقيام بأعمال مسلحة ضد المعتدين .

في 7 أبريل 1939 ، هاجمت القوات الفاشية الإيطالية ألبانيا. غادر زوغو وزمرته البلاد ، وتخلوا عن مصيرها. تفكك الجيش الألباني دون مقاومة للعدوان ، الذي أخرجه الأخصائيون العسكريون الإيطاليون وضباطه المؤيدون للفاشية من داخله. ومع ذلك ، خاضت مجموعات من الوطنيين قتالا مسلحا بطوليا ضد المعتدين في دوريس ، وساراندي ، وشنجين ، وشكودير ، وفولوري. لكن قوى العدو القوية سحقت هذه المقاومة, وفي غضون أيام قليلة ، احتل الفاشيون البلاد كلها. ومع ذلك ، لم ينحني الشعب الألباني. وقد أظهر صراحة عداءه العميق والقوي للاحتلال الإيطالين ولم يعترف أبداً بنظام الاحتلال .

كان احتلال ألبانيا نتيجة منطقية للسياسات العدوانية للفاشية الإيطالية ، وسياسات الاستسلاماللاوطنية واللاشعبية التي اتبعها النظام الرجعي لزوغو ، وسياسات "عدم التدخل" للقوى الرأسمالية الغربية ، التي اعترفت بهذا الاحتلال. فقط الاتحاد السوفيتي ، المؤمن بسياسته للدفاع عن الدول المهددة بالفاشية ، رفع صوته ضد هذا العدوانواجتاح طوفان فيضان من الغضب والاحتجاج المستعمرة الألبانية. كما أدان الرأي العام التقدمي في جميع أنحاء العالم العدوان الإيطالي على ألبانيا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي