الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديوانية حبيبتي

نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)

2018 / 9 / 30
الادب والفن


الديوانية حبيبتي
لن أسمح لأحد أن يزاحمني في حب معشوقتي (الديوانية), فهي حبي الأول وعشيقتي, وزاد ميعادي وماء منتهاي. أعيد الذاكرة إلى الوراء, حيث المكان الأول والأثير على القلب, محلة الجديدة ومقهى الحاج سعيد, ومقهى صنگر, والصوب الصغير, والسوق الكبير, وشارع العلاوي ومكتبة مطرود ومكتبة هاشم المگصوصي, والعم جاسم يفترش كتبه لبيعها على رصيف مدخل السوق.
مقهى الحاج سعيد تجمع الأدباء والشعراء والفنانين, كزار حنتوش وهو يغادر دار إقامته, ألمحهُ متأبطاً كتبه وجرائده ومجلاته, وهناك استاذنا في متوسطة الجمهورية الرسام رسمي كاظم الخفاجي الخالد, وبشير مهدي الفنان التشكيلي الأممي صاحب المسيرة المعطاء وأحد اقطاب جماعة السبعينيات, والناقد الأدبي منير ياسين, نتابع كتاباته المنشورة في جريدة طريق الشعب, والروائي علي عبد العال, والقاص سلام إبراهيم حاملاً زوادته الممتلئة بقليل من زاد الروح, حيث كتب تجلياته الواقعية وصور عبث الحياة ولامبالاتها القاسية, وخطاه الحميمية.
علي الشباني خطواته الأولى المثقلة بأشواقه الحالمة بهدم الجدران المقيتة, الحالم بهدم كل الجدران من خطوات سجنه السياسي الأول, التي تفصل الإنسان عن أخيه الإنسان, لقد شغف بحب شجرة الانسانية وسقاها بماء الصبر لتزهر بكلمات العاشقات, ولتعجن ارغفة القلب, وأن يكون جسراً على نهر الديوانية, كي يُعيّن الناس على اجتياز النهر إلى فصائل الأنصار, كان يسخن الزاد ليلاً في انتظار الفقراء والمغلوبين والمطاردين, إلاّ أنه كان نهراً خافقاً ليسقي حقول الفقراء, لكن الماء هجر مجراه, فكتب قصائده الزاهرة المشرقة, ونصوص تترنح بأصوات الغسق الهابط على الديوانية, وأفاريز الطرقات تطلق اصواتها احتفاءً منك لأنك المعطي كلماته المجنحة, ولأنك المانح أوراقه المخلّصات, فصنعت ووهبت قلباً, وسعنا جميعاً وغمرتنا بتلك الاشراقات التي لن ينسدل عليها الستار اعواماً واعوام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع


.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر




.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته