الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علاقة سرية أبوح بها

ماجدة منصور

2018 / 10 / 1
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


علاقة سرية
إنه الوقت المناسب لي...للإعتراف.
لدي علاقة سرية.
هذه العلاقة كانت منذ طفولتي الأولى و ما زلنا ( أنا و علاقتي) متمسكتان ببعضنا لغاية هذه اللحظة...وحسب ظني فإن علاقتنا السرية ستستمر الى حين إننقضاء الدهر.
ففي داخلي إنسان يجتاح وجودي نفسه.
و صوت هذا الإنسان سيخرج إليكم من جوف الأرض و بطن النار و عين الشمس و قلب الله.
أحذركم أيها السيدات و السادة من جنوني...فقد بلغ بي الجنون مراتبه العليا.
احذروا من قراءتي...فهي قد تؤذيكم.
إني لا أود الأذى...في معظم فترات حياتي.
الحق الحق أقول لكم: أنا خلقت في موطن العتمة و حارات النار المتقدة...فإحذروا ناري.
أنفاسي تتوهج بالماس و النار.
وتذكروا جيدا: أنا لا أحفل ببصاقكم و براز أقوالكم...لأنني حرة.
أتعلمون لما لا أحفل ببصاقكم و براز أقوالكم؟؟
لأني شبح!!!!!
شبح نفوسكم الدنيئة...أيها المحترمون.
لأحدثكم قليلا عن علاقتي السرية.
إني على علاقة, لا ادري إن كانت علاقة آثمة...مع كائن ما.
هذا الكائن قابع في أعماقي...منذ طفولتي...و غصبا عني.
أحبه...أعشقه...أعبده...أرتمي في حضنه...يقبلني و أقبله...يحتويني و أحتويه...أعريه و يعريني...يلامس جسدي و روحي بكل رقة و هدوء و خشوع...يصلي في معبدي و أصلي في معبده...يحفظ تفاصيل جسدي و روحي و قلبي..يغوص في تلافيف
دماغي و يجتاح كياني...
أعشق لمساته و أذوب في تفاصيله...و يبهرني توهجه في ذراتي.
إنه عشيقي السري الذي ألجأ إليه ..كل ليلة.
عشيقي ينام الى صدري و يذوب بي عشقا...و يأخذني معه الى مطرح الوجع و الخيبة و الهزيمة.
يأخذني دائما...الى مطرحه و موقعه ...و ينتشي معي بخمرة الحب الصافي .
أندفع معه بعواطفي الى موقع النجوم و نكتشف معا ..سر الله.
نحن نطلع على أسرار الله سوية.
يا له من عاشق ...و يا حظي العظيم بأن أكون عشيقته السرية.
إن عشيقي من سلالتي...
أنا من سلالة عشاق الحرية.
و عشيقي مثلي...عاشقا للحرية و متعبدا في محرابها.
فنحن نتعرى سوية في محراب الحب و العشق و الغرام.
أبوح لعشيقي بكل أسراري و أخطائي و ذنوبي و دنائتي و فحشي و نذالتي و بؤسي و عذابي و شقاوتي و قبحي و جنوني و زلاتي الإنسانية و خيبتي الوجدانية ...و لكنه يصر على حبي و عشقي!!!
من أجل عشيقي....يجب أن أكمل.....إكتمالي.
عشيقي يسعى جاهدا لإنصهاري به.
إنه الآوان قد آن الآن...كي أتحدث إليكم عن عشيقي.
لا يجدر بي أن أخفي علاقتي به و قد طغى حبه على خلايا جسدي و لب فؤادي.
إخفاء العشق جريمة لا تغتفر بحق الإنسان.
الحب قيمة عليا...ينبغي علينا المجاهرة بها.
فأنا حرة...بالمعنى الحرفي للكلمة و لا أخضع لأي ملكية....أتدرون لماذا؟؟؟
لأني أمتلك أساسيات عيشي أيها المحترومون.
خذوها نصيحة مجانية مني: من منكم يقدر أن يتحرر من إحتياجاته المادية...فليتحرر الآن....الآن الآن و ليس غدا...أيها المحترمون القابعون في ذل الحاجة و رغبة الإمتلاك.
فهذه الحياة لنا نحن...و قد خلقنا كي نحياها....لا كي نعيش...لأن الحيوانات تعيش أيضا...و كذلك الجراثيم.
أن تعيش في نبش سيرة اللذين ماتوا و اندفسوا و أصبحت عظامهم مكاحل...فأنت بلا شك ميت.
عش عشقك...حتى الثمالة...كما أفعل أنا مع عشيقي.
الحاضر يناديني بكل قوته أن قولي و إعترفي و إظهري عشيقك للملأ الأعلى.
ولا بد لي من أستجيب لحاضري...فأنا لا أملك غيره...فالماضي قد مات و ليس بإمكان أحد ما إستعادته و المستقبل هو وهم خالص...إذا...أنا لا أمتلك سوى لحظتي تلك التي أخاطبكم بها.
في هذه اللحظة يتملكني شبق مجنون تجاه عشيقي.
ولكنه قد غادرني منذ برهة.
يا إلهي: إني أطير بنفسي اليك...وهاهي روحي المجنحة تهفو إليك...فإجعلني أختفي في لجة أنوارك...و بهاء إشراقك..وعين قلبك النابض.
فأنت وقود أرواحنا التي تهفو إليك...و تلجأ لحنانك...و ترجو حبك..في عمق هذا العالم المليئ بأولاد الفاسقين و أولاد الحرام و قتلة الشعوب ما ظهر منهم و ما بطن.
ها قد عاد عشيقي الآن و هو يراودني عن نفسي!!!
هل ينبغي علي أن أستجيب له؟؟
لأدعه ينتظر قليلا.
قال لي: أنا متشوق لإحتضانك...و لكنني ما زلت أتمنع عليه...تمنع الأنثى.
هل تباركون علاقتي السرية مع عشيقي؟؟؟
(هذه الحرية..و هذه البهجة السماوية وضعتها مثل ناقوس لازوردي فوق الأشياء كلها عندما علمت أن لا إرادة خالدة فوقها أو داخلها...تريد)
هكذا تحدث زراداشت...أيها الملتحفون بقيم السابقون.
أنتم السابقون..ونحن لسنا بلاحقون...لأننا سنبقى في قلب الله و ضمير الكون الى حين إنقضاء الدهر.
هنا أقف
من هناك أمشي
للحديث بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الزمن وهم
nasha ( 2018 / 10 / 1 - 07:43 )
في انتظار البقية لاتمكن من فهم الغاية من هذا المقال
تقولين:
(لا بد لي من أستجيب لحاضري...فأنا لا أملك غيره...فالماضي قد مات و ليس بإمكان أحد ما إستعادته و المستقبل هو وهم خالص...إذا...أنا لا أمتلك سوى لحظتي تلك التي أخاطبكم بها.)
استاذة ماجدة لا وجود حقيقي للوقت للحاضر ... الوقت اما ماضي وانقضى او مستقبل متوقع قد ياتي او قد لا ياتي.... الزمن وهم.
تحياتي واحترامي


2 - معك حق مستر ناشا
ماجدة منصور ( 2018 / 10 / 1 - 12:12 )
معك حق...وجودنا ذاته وهم بوهم...لكني أحاول أن أضفي معنى لوجود بلا معنى0
أحاول أن أعبر عن نفسي بالكتابة و عزف الموسيقى فأنا عازفة بيانو...وأكتب أحيانا و لكني لا أعتبر نفسي كاتبة أو أديبة أو ما شابه0
أكتب كلما وصلت لمرحلة الإختناق فالكتابة تخفف من الضغط النفسي كما أكد لي طبيبي0
شرفت صفحتي و وجودك يسعدني و رأيك يهمني0


3 - أنتى تخطين لون من الأدب لم نعهده فى ساحتنا العربية
سامى لبيب ( 2018 / 10 / 1 - 12:49 )
تحياتى عزيزتى ماجدة
عهدناكى قوية جريئة إنسانية القلب والوجدان وهاأنتى تكتبى لون من الأدب لم تعهده الساحة العربية عن أدب الإعتراف بكل زخمه وجرأته .. أنتظر منك المزيد.


4 - أستاذ سامي لبيب المحترم
ماجدة منصور ( 2018 / 10 / 2 - 05:40 )
...
الإعتراف هو فعل طهارة بالدرجة الأولى....كي أتطهرمن أخطائي..علي بمصارحة نفسي بها0
أثمن زيارتك لصفحتي و تشجيعك لي على الدوام0
احترامي بروف

اخر الافلام

.. قميص -بركان- .. جدل بين المغاربة والجزائريين


.. مراد منتظمي يقدم الفن العربي الحديث في أهم متاحف باريس • فرا




.. وزير الخارجية الأردني: يجب منع الجيش الإسرائيلي من شن هجوم ع


.. أ ف ب: إيران تقلص وجودها العسكري في سوريا بعد الضربات الإسرا




.. توقعات بأن يدفع بلينكن خلال زيارته للرياض بمسار التطبيع السع