الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فراس عوض يكتب: لذة الحب

فراس عوض
كاتب وباحث سياسي واجتماعي، ماجستير في دراسات الجندر، نقابي وناشط حقوقي

(Feras Awd)

2018 / 10 / 9
الادب والفن


انك تملك الحب اذا اهديته، تملك الدنيا و ما فيها، بالحب عرفت نفسي وبالحب عرفت الله، عرفت الكون والعالم والانسان، ان ما يجعلنا نرى الجمال في هذا الكوكب هو الحب، بالحب وحده ترتقي لعوالم اجمل وحيوات احلى و مراتب أعلى، ،انك تغوص في اغوار الكون، وثنايا الارواح ومخابئها وو تفاصيلها، حب الله وحب الانسان وحب العقل، حب الشجر والحجر والحيوان؛ حيث الحب على اشده، يزداد رقيك وجمالك عمقا ، احب بلا حدود، ولا تقف عند شكل او لون او دين او عرق او جنس، احب كل شيء، بكل تفاصيله، أحب الكون من حولك بكل ما فيه، من حياة وجماد وماء، ليس الحب لاسرتك وحبيبتك وابنائك واصدقائك واصحابك وللانسان فحسب.
ان سمو روحك تدعك تحب الارض وما عليها وما حولها، وتشتبك بروحك وحواسك وجسدك مع الشجر والورد والزهر والحيوان والتراب والجماد، هنا تكمن اللذة، هذه الشجرة تمنحك حبها بالثمر والوانها الجميلة النابضة بالحيوية والجمال والطاقة، كأنما انسان جميل يبتسم لك، انك تستظل بها وتلتقط منها وتاكل ممنها بلذة فريدة، انها حبيبة وصديقة وام و وطن، تلك الوردة التي تمنحك الحب برائحتها وجمالها وعطورها، تغمض عينيك وتشتمها، فتغور تلك الرائحة في اعماق روحك، فتنتشي ..انها لذة، وهذه النبتة تمنحك هي الاخرى حبا بلا تكلف ولا مقابل، تجعلك تتلذ بجمال ما حولك من بساتين و حدائق فكيف لا تمنح حبك لمن يهديك ذلك الحب النقي الشفاف ، أحب الحيوانات حولك ، ان الكلب صديق وفي ، وفاءه عظيم، ربما لا تجده في كائنات اخرى، ان الحيوان الذي تربيه يبث في نفسك حبا، تمسكه وتحضنه وترعاه، كما لو كنت تمسك طفلا، امنحه حبك هو الاخر، يمنحك حبه، و لحمه ولبنه، فكيف لا تحبه وتحتضنه، احب بيئتك ومحيطك، انها تمنحك دفئا وهواء و نورا وماء، اشبه بدفئ الحب، انها اجمل لذة، تكمن فيها كل الملذات..الطبيعة وسحرها، أحب بلا نهاية، أحب الليل، فهمسات العاشقين في الليل تزلزل الارض زلزالها، انظر لتلك النجمات الليلية اللامعة كعيون العشاق، وذلك الغروب، والشفق الذي يضفي على كل شيء ألق الحنين ،حتى على المقصلة، أحب الكتب و نصوصها، انها لذة ليست كأي لذة ، ان تغور في النص تكتشفه وتفككه، تتجول به، وتسير في اغواره وبين كلماته و متاهاته وصوره التي تظهر في خيالك كما تطفوا بالفنتازيا، يا لها من لذة، احب العلم و احب العقل، فلا شيء اجمل من لذة اكتشاف واختراع وكتابة، اعمل ما تحب واحب ما تعمل.. ان ما يجعلنا نتقن ما نعمل هو الحب، احب الفن والموسيقى، تلك اللغة الوجدانية التي تجعلك ترتحل معها لعوالم الروح الخفية واعماقها، تتغلغل في خلاياك وثنايا روحك كأنما تطير بخفة وتحلق ويمتلئ صدرك بنشوة، ويالها من لذة.
أبحر بحبك إلى ما لا نهاية، انك تتذوق معنى الحياة بالحب، بالحب نحيا ونرقى بمراتب إنسانية أعلى وأجمل..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر


.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة




.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با