الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شتات الصهيونية - تعددية الواحد

موسى راكان موسى

2018 / 10 / 9
القضية الفلسطينية


المسألة الصهيونية قطب و القضية الفلسطينية قطب ، هكذا يُراد أن يكون الوضع ، فالتناقض لا يكون إلا بين متساوين .. بين قطبين .. كلاهما فراغ و في آن امتلاء ، إذ يفرغ أحدهما ينبثق الآخر منه فيمتلئ فيه منه .

التعصب و التطرف ليسا من الفكر نفسه ، الفكرة لا يمكنها بذاتها أن تكون متعصبة أو متطرفة ، كما لا يمكنها أن تكون معتدلة أو وسطية أو متسامحة .. أو مفرطة ، لذا فمحاربة الفكر ذاته بإعتباره متطرف عبث دونكيشوتي .. كما أن الدعوة لتبني فكر معتدل متسامح ليس بأقل عبثية .

لذي يوسم بالتطرف أو الاعتدال أو التفريط ليس الفكر إنما صاحبه ، و يمكن أن يكون للفكرة الواحدة ذاتها أصحاب متطرفون و معتدولون و مفرطون دون أن يطالها كبير اختلاف ؛ فالمرء يكون متطرف و ليس فكره من يكون ــ و حتى مع إدعاء المرء تبنيه لفكر و اعتناقه لمبادئ معينة تكشف سلوكياته و أفعاله دوما عن شيء آخر و أعمق .

فإن كان لدينا 100 شخص في غرفة يقرأون المشهد (الإسرائيلي ـ الفلسطيني) قراءة تناقض بين قطبين ، إلا أن 20 منهم من المتطرفين و 50 من المعتدلين و البقية من المفرطين ، فذلك لا يعني أن الوضع سليم لأن التطرف في قلة ، فلا أحد يضمن أن الأعداد لن تتغيّر ؛ فالناظر في معظم الأدبيات العربية في قراءة المشهد (الإسرائيلي ـ الفلسطيني) سيدرك أن لغتها كانت شبه معتدلة في أول الأمر ثم تحوّلت مع المد القومي (الناصري/الوحودي/البعثي) إلى لغة وحشية ، حتى انتهينا اليوم إلى ما يشبه التفريط ، إلا أن تلك الأدبيات [من الاعتدال مرورا بالتوحش إلى التفريط] .. كانت تتبنى القراءة ذاتها .. قراءة التناقض بين قطبين [اللهم إلا بعض القراءات (منها ماركسية) تبنت قراءة أخرى مختلفة ، إلا أنها هامشية أو اعتباطية من حيث موقعها الاجتماعي و الثقافي] .

هناك قراءات أخرى للمشهد (الإسرائيلي ـ الفلسطيني) .. قراءات ترفض التناقض .. تعادي الاستقطاب .. بمتطرفيه و معتدليه و مفرطيه ، إلا أن للتناقض قوة عجيبة في نفوس أصحابه إذ يختزل القراءات كلها في واحدة التناقض .. بل يختزل ما لا يقبل الاختزال [كالعلم مثلا] في تعددية قطبي التناقض ، تعددية التناقض ترفض قبول وجود تعددية خارج التناقض .. بل ترفض الخارج فلا وجود لخارج دون أن يكون ضمن التناقض ؛ هذا إله سبينوزا الذي روّضه هيجل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص