الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة : نسمات من الحرية

فضيلة معيرش

2018 / 10 / 9
الادب والفن


تكاثرت نبضات الخوف بقلبها ،وامتدت أصوات الرجاء بصدرها كما تمتدّ سيقان نبات البامبو في الماء ليعيش فيه عمره ، تمتمت ببعض كلمات مهدئة وقالت :أتراني لم أعتني به بالشكل الصحيح فلم يعمر الحنين بقلبه طيلة عشر سنوات من ارتباطنا ؟
وما ذنب طفلتينا رميسة وريمة .وأكملتْ: اليوم سأوقفه عند حده ...تمادى في إذلالي ، بلا مواربة بقت جملة في حلقها ، علقت كشوكة مستعصية النفاذ ، وهو يلج البيت ويرتمي على الكرسي المركون في زاوية غرفة الجلوس الخالية من مظاهر الثراء ...
جاهدت في إخماد ما اعتراها حين تأملت زوجها هارون ، كان شعور طارئ لم تعهده من فبل وهي تستمع لبنات الجيران عند زيارتهن منذ أيام لها ، ليسردن عليها نزواته في مطاردتهن، إحساس جديد ينبت بصدرها كالفطر السَّام، أرخت حبال صوتها المرتعش وهي تتأمله ، وكيف تغير منذ عرفته خرجت كلماتها باردة لتصب بوجعها الطافح على سلوكه قالت : أهملتُ تفاصيل حياتي، مرتبي تصرفه دون أن أدري عليهن .
تألمتُ حتّى تفجرتْ من روحي الآهات .
أصبحت لامبالاته تصيبها بزخات مكثفة من مطر المواسم العابرة ، ما يقوم به تنتشر رائحة شَواطِه لتزكمَ الأنوف ، فكرتْ في فتق عين تمرده وقد انطفأت كل مصابيح الأمل بقلبها تهديداتها المتوالية برفع قضية الخلع لم تثنيه، بأحراش التذمر تضاعفت شكواها . ما زاد في تألم العاقلة أن جل من يقطن في مدينتها رأس الواد المكتظة بسحاب الفضول .يعرف بقصص هارون على مرأى من عيون الكلّ وهو يتمادى .
مع برودة آخر أيام الربيع وهو يسحب أنفاسه رويدا عن خدّ الأرض معلنا بقدوم نسمات دافئة للصيف ، كاشفت أهلها بعزمها الذي لن تتراجع عنه وهي ماثلة أمام القاضي ، تجاسرت وفتحت جراب سهام الحقيقة كاملة . واصل هارون جولته في المراوغة متمتعا بالمبلغ الذّي ناله من الخلع قبضت العاقلة على أول نسمات الحرية المعبقة بالأمل وهي تستقبل لفحات الصيف...

* فضيلة معيرش / الجزائر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز


.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن




.. هنا تم دفن الفنان الراحل صلاح السعدني


.. اللحظات الاولي لوصول جثمان الفنان صلاح السعدني




.. خروج جثمان الفنان صلاح السعدني من مسجد الشرطة بالشيخ زايد