الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصور التعبيرية … هل ستصبح شيء من التاريخ؟

كاظم الحناوي

2018 / 10 / 14
الادب والفن


الصور التعبيرية … هل ستصبح شيء من التاريخ؟
كاظم الحناوي - Kadhum Alhanawi
الصور التعبيرية المسماة البلاغة… هل لازالت رديفا للابداع؟ ام اصبحت عناوين لواقع العالم والحياة والإنسان، الان الصورة هي التي تعبر عن الواقع الاجتماعي. بعد ان هيمنت على مواقع التواصل بين الناس لتزيح اللغة المكتوبة عن مكانتها التي كانت تشغلها منذ اختراع الكتابة في اوروك جنوب العراق، وأفضى ذلك الى ارتباط البلاغة اللغوية بالابداع،فلا ابداع بدون لغة قادرة على الايصال البلاغي المطلوب عبر نقل الحوادث بزوايا تعتمد على اللغة والخطابة وغيرها من وسائل الوصول للمتلقي لاشباع رغبته....
اما اليوم ونتيجة البث المباشر للصورة من اشخاص غير مختصين او مسيسين اهتمامنا ينصب على حقيقة وقوع الحادثة لا دلالتها التي كانت اللغة تهتم بها قديما والتي تختلف من شخص لاخر حسب قدرته البلاغية. لكن هناك من يرى ان اللغة اساس الصورة لانه لايمكن لصورة ان تنال الاهتمام دون عنوان يقدمها، لكشف جوانب للبعيدين عن مكان التصوير.
في تاريخ الكتابة لم يكن لها ان تنجح لولا الصورة، فمما هو معلوم أن الكتابة الصورية التي تأثرت بالصور للتعبير عن المقصود ، فتصور أن الأصل هي الصورة التي نجدها في محاولات الكتابة التي ظهرت مبكراً جداً في حضارة ما بين النهرين.
هناك علاقة متبادلة بين اللغة والصورة، عند الشرح والتحليل نجد أن بنيتهما واحدة، فاللغة هي نظام بناء يعتمد على رموز من الاحرف يعتمد الابداع على البلاغة والصورة الحديثة هي نظام يعتمد على الانعكاس ليعتمد الابداع على الضوء، ومن ثم فإن بنيتهما عبارة عن تقارب بين الرمز والضوء عبر طرف ثالث وهو مكان العرض للوصول للمتلقي فمن ناحية التشابه والاختلاف تماماً كل من اللغة والصورة يعبران عن كثير من الأفكار، فاللغة تعتمد البلاغة عبر مقاربة منطقية تقوم على المجاز، وهو محاولة لايصال صورة، وتكون الجودة من خلال مايسمى ابداع، وكما أن الصورة نسق من الانعكاسات تحاول الوصول بنفس الكيفية التي تتعاطى بها العين مع الاسطح، ومن هنا نجد أن العلاقة ما بين اللغة والصورة علاقة متينة تكاد تبلغ حد التماهي فيما يتعلق بدورهما في الابداع، فالإنسان يعبر عن معانيه العقلية من خلال اللغة لنقل تصورات حسية، فيما تعتمد تقنية الصورة على نقل انعكاس الضوء على الاسطح كما تفعل العين مع العقل.
فالعلامات والصوت في اللغة يقابلهما الشكل والحيز في فن التصوير، والصوت في اللغة والصمت في الصورة ابداع قائم بذاته ، كما العلامة في اللغة عبر الحيز في الصورة يمكن ان يكون ابداع قائم بذاته، ويمكنك ان تصنع علاقات لابداعات اخرى.
فالضوء والظل، والعلامة والصوت، اهميتهما كانت من القدرة في تشكيل الوسائط الأخرى، و خلق التقارب في التواصل وإضفائهما الناحية الجمالية للوصول للابداع.
والابداع يجعل المرء يصوّر من اللغة لوحة، ويتابع تجليات الضوء والظل فيها، ودراسة الصلة بين اللغة والصورة ، تدفع إلى ان الابداع رسالة تعتمد البلاغة في نقل المشاعر الحسية او الصور عبر الاعتماد على العلامات والصوت والشكل والحيز .
فاللون في التصوير، يقابله الشعر في اللغة وهذا يقودنا إلى نتيجة مهمة هي أن فكرة ان تكون اللغة رديف الابداع لم تعد موجودة لانها تعبيرعن غاية واحدة، ومع اختراع الأدوات والوسائط للتعبير عما ينتاب الإنسان من أحاسيس، ويراوده من خيال، ويشغله من أفكار ، اصبح يجيب عنها عبر الابداع بالصورة ...
يقول الباحثان الأمريكيين جورج لايكوف ومارك جونسن : (ان مخزون الصور البلاغية المتوافر يعمل كمرساة تربطنا بطرق التفكير السائدة في مجتمعنا).لذلك تدعيم قبولنا لهذا الواقع يعتمد على مستوى استخدامنا فان ترك الصورة البلاغية الى الصورة العادية نتجه لترك بلاغة اللغة الى بلاغة الصورة والايمائة وغير مما نستخدمه في مجتمع مواقع التواصل الجديد...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير