الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الذكرى الأولى لأكتوبر الاسود عدوان لدودان محتلان للكرد وكردستان

عبدالغني علي يحيى

2018 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


قال السياسي الكردي الجريء مثنى أمين عضو الدورة الثالثة للبرلمان العراقي، والقيادي في الآتحاد الاسلامي الكردستاني (بسبب من عدم تسمية حلبجة محافظة، سنعارض ميزانية عام 2019 لخلوها من تسمية حلبجة محافظة) واضاف: (قلت للعبادي في العام الماضي بأي حق لا تتعامل مع حلبجة كمحافظة؟)
ليست حلبجة وحدها تستحق ان تكون محافظة إنما مدن كردستانية أخرى نتطلع إلى الحق نفسه وتستحق أن تكون محافظة ونتطلع الى ذلك بجدارة مثل: رانية مهد أنتفاضة اذار عام 1991 ومدن سوران وعقرة وزاخو..الخ والتي أتسعت في الأعوام الاخيرة بشكل مدهش وتمتعت بكثافة سكانية عالية، بيد أن سعيها إلى الاستحقاق المنوه عنه يصطدم أبداً بالحقد العنصري الاعمى للحكام العراقيين الحاليين الذين يمضون على عنصريتهم حتى في المجالات الأدارية ولسان حالهم: كيف يجوز ان يكون للكرد اكثر من 3 محافظات؟
وتتجلى عنصرية هؤلاء الحكام في مجالات اخرى كثيرة منها على سبيل المثال تخصيص 37 مليار دينار عراقي شهرياً للبيشمركه ويبلغ المجموع الكلي السنوي 444 مليار دينار عراقي، في حين ان مؤسسة مكافحة الأرهاب العراقية تضم 12.000 منتسباً فقط إلا ان حصتها في الميزانية السنوية المالية العامة لعام 2019 هي 700 مليار دينار و91 مليون و 187.000 دينار سنوياً والكل يعلم ان هذا الجهاز مخترق بشكل فظيع ويشهد الجميع على ذلك وهو ليس بمستوى بيشمركه كردستان فحسب بل أنه دون جهاز مكافحة الأرهاب الكردستاني، اذ حققت جهاز مكافحة الأرهاب في كردستان الأمان والأستقرار والسلم الاهلي في كردستان ويشهد على ذلك ايضاً الجميع في الداخل والخارج ويشاد به بمناسبة وغير مناسبة، بالمقابل نجد كيف ان جهاز مكافحة الأرهاب العراقي فشل فشلاً ذريعاً عن تحقيق الأمن والأستقرار للمواطنين العراقيين، حتى بعد اعلان الحكومة العراقية (لنصرها) الزائف على داعش. ومع ذلك نرى ان ما خصص له (جهاز مكافحة الأرهاب العراقي) من الميزانية العامة يفوق بمقدار الضعفين لما خصص لبيشمركه كردستان رغم العدد الكبير لمقاتليها وتضحياتها الجسيمة ومن بطولاتها العظيمة تحرير 1050 كيلومترا من الأراضي من احتلال داعش وتحرير النصف من مدينة الموصل (الساحل الأيسر) أما الساحل الأيمن منها فقد حررته قوات التحالف الدولي ولم يسجل اي نصر في الحالتين للجيش العراقي وفوق هذا نجد ان حصة وزراة الدفاع العراقية والحشد الشعبي من الموازنة موضوع المقال هي (9) ترليونات و 963 مليار و 575 مليون و 170.000 دينار عراقي.!!
ان حقد الاوسط الحاكمة في العراق على قوات البيشمركه سابق على الموازنة المالية العامة لعام 2019 ويعود إلى عام 2007 عندما قطعوا حصة البيشمركه بالمرة من الموازنة العامة، كل هذا وسط تنامي دور وسمعة البيشمركه في العالم واعتبارها قوة مقاتلة ضد الأرهاب نيابة عن العالم، وهنالك أدلة اخرى للحقد الدفين للنظام القائم في العراق على البيشمركه منها سجنهم للعديد من افراد البيشمركه بعد تحريرهم من سجون داعش ولا يخفى على أحد أن حكام العراق الحاليين كانوا لسنوات طويلة في حماية البيشمركه.
هذا وسجلت على قوات الحكومة العراقية على أمتداد السنوات الماضية حالات أعتداء كثيرة على البيشمركه وبالأخص بعد 16 آكتوبر 2017 من ضرب وتعذيب وقتل ..الخ
العدوان الذي وقع على الشعب الكردي يوم 16 اكتوبر 2017 لم يتوقف ولو للحظة، ففي محافظة كركوك المحتلة تم تشريد نحو 200 الف مواطن كردي فقتل وتعذيب العشرات والمئات، ووصل الحقد العنصري على الكرد حد منع ادخال الكتب و المناهج الدراسية الكردية الى المحافظة للعام الدراسي 2018-1029 حسب كاوه محمد النائب في الدورة الثالثة للبرلمان العراقي عن حركة التغيير، ما يعني أن مصير الدراسة الكردية الزوال في اكبر مدينة كردية الاوهي كركوك والتي اكثرية سكانها من الكرد حسب اكثر من وثيقة فلقد جاء في الصفحة 3846 من دائرة المعارف العثمانية ان الكرد كانوا يشكلون 75% من سكان كركوك عام 1898 وفي الاحصاء السكاني في العراق لعام 1975 كانت نسبة الكرد الى سكان المحافظة هي 52% وبحسب احصائية اخرى وفي العام نفسه كان عدد سكان الكرد فيها178,000 نسمة مقابل 48000 نسمة للعرب و 43000 للتركمان وكان من بين 80 مرشحاً للبرلمان العراقي في العهد المكي 63 كردياً كما كان من بين المرشحين الاخرين البالغ عددهم انذاك 17 شخصاً كرد ايضا، وبعد عام 2003 فان الكثرة العددية الكردية في المحافظة فرضت محافظاً كردياً على المحافظة والى يوم 16-10-2017. لقد بلغت اللااخلاقية حداً ببعضهم ان يقفوا ضد الحقائق التي ذكرتها ويصروا دون خجل على منع البيشمركة من العودة الى كركوك والمناطق المتنازع عليها والتي هي مثل كركوك كان اكثرية سكانها من العهد العثماني وقبله وبعده والى يومنا هذا من الكرد. ومن لا اخلاقيتهم تنصيب محافظ عربي اصالة على كركوك يعد ان وكالة من دون المرور بعملية انتخابية وما شابه وذكر انه عين محافظاً لكركوك بضمانات من جهات متنفذة في بغداد ترسم شكل الحكومة العراقية المقبلة التي لا بد وان تكون من اسوأ الحكومات في تاريخ العراق واضعفها، وستبقى كركوك كردستانية رغم التعريبين الجديد والقديم.
ومن الاجراءات العنصرية التي ابتكرتها السلطات العراقية المحتلة مؤخراً وضع نقاط جمركية بين كركوك والسليمانية وبين كركوك واربيل وبين الموصل ودهوك بغية اضعاف اقتصاد كردستان وتضييق الخناق على الكرد ومعيشتهم، اذ لاننسى ان الكرد ينتشرون الى جانبي تلك النقاط، علماً ان الاجراء العنصري اضر بالقوميات الاخرى ايضاً. واعود الى النائب كاوه محمد الذي علق على الأجراء قائلاً: ( انه غير قانوني ولا يجوز تشكيل نقاط جمركية بين المحافظات داخل البلد الواحد) كل اجراءات بغداد ضد الشعب الكردي غير قانوني، غير دستوري.
طالما بقي الاحتلال في كردستان، فان الشعب الكردي ليس حراً ولا ما لكاً لوطنه وصدق ماركس حين قال ( الوطن للحاكم) سواء اكان الحكام محتلا اجنبياً أو ظالما وطنياً، ولن يصبح الكردي حراً الا باستقلال كردستان والتخلص من عبودية محتليه وخونته.
واذ تعم مشاعر السخط والغضب الشعب الكردي الجريح لمناسبة الذكرى الاولى لاكتوبر الاسود نلقى حيدر العبادي يستفز تلك المشاعر قائلاً: ان يوم 16 تشرين الاول- اكتوبر يوم العمل لجميع العراقيين في ظل العراق الموحد!!!
كان لينين يجوب شوارع لندن متالماً من تبرجز الطبقة العاملة البريطانية ويقول بمرارة ( طبققتان) واليوم عندما نتناول الوضع الكردي الحالي والذكرى الاولى لاكتوبر الاسود- نقول بدورنا ( عدوان) فأما العدو الاول فهو النظام العنصري القائم في العراق وكذلك القائم في ايران وتركيا وسوريا، وأما العدو الثاني فهم الخونة الكرد من الذين باعوا كركوك يوم 16-10-2017 الى العدو الاول التقليدي وطعنوا شعبهم طعنة نجلاء من الخلف، وكما ان النظام القائم في العراق مستمر في مواصلة عدوانه على الكرد من يوم 16-10-2017 فان اولئك الخونة ما زالوا ما ضون في عملهم الخياني ولك أن تسمي هؤلاء الخونة بالطابور الخامس أو اية تسمية اخرى تليق بهم. بقي ان نعلم انه مثلما يمتد العدوان العنصري للحكام العراقيين الى سنوات وعقود خلت، فان خيانة اولئك الخوانة تمتد بدورها الى سنوات وعقود مضد والذين كانوا منذ اندلاع ثورة ايلول 1961-1975 بمثابة سرطان في الجسد الكردي ان التمييز بين العدو المحتل للوطن الكردستاني والخونة الذين سلموا كركوك اليهم وقاموا في الماضي بوضع العصي في عجلة الثورة الكردية غير ممكن.
ان على الشعب الكردي وقواه الوطنية المخلصة ان يخوص المعركة على جبهتين: جبهة الاعداء التقليديين وجبهة الخونة والطابور الخامس الموالي للاعداء. وأن لايميز بينهما، فالتمييز بينهما سذاجة وجهل وميوعة ومساومة، ان الذي اثبتوا خيانتهم لقضية شعبهم مثنى وثلاث ورباع ليسوا بوطنيين انهم اعداء الداء لاقرق بينهم وبين اسيادهم. العدوان على الكرد مستمر وخيانة الخونة الكرد للكرد مستمرة وما على الكرد الا الرد عليهم بالاستمرار قدما على طريق الاستقلال لكردستان وان لا يحيدوا عن هذا الطريق لحين نيل الاستقلال والحرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطائرات من دون طيار الفاعل الرئيسي الجديد في الحروب


.. سيول جارفة ضرب ولاية قريات في سلطنة عُمان




.. دمار مربع سكني بمخيم المغازي جراء القصف على غزة


.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: سنرد على إيران وقاعدة نيفاتيم




.. بايدن ينشغل بساعته الذكية أثناء حديث السوداني عن العلاقة بين