الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احاجي بسيسو في يوم الوثيقة

جهاد الرنتيسي

2018 / 10 / 19
الادب والفن


بقصد او من غير قصد، يستغفل ايهاب بسيسو وزير ثقافة السلطة الفلسطينية المنبثقة عن اتفاق اوسلو الزمن والذاكرة، وهو يطالب بآليات عربية لدعم جهود "المستعمرة السعيدة" التي وصفها بـ"الدولة" في استرداد وثائقها المنهوبة لدى الاحتلال الاسرائيلي.
في اطلاق مثل هذه الدعوة ـ خلال الاحتفال بيوم الوثيقة الذي اقامته جامعة الدول العربية في القاهرة ـ محاولة لتبرئة قيادة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينيتين من فعل التفريط بسجلات ووثائق شعبها، وهي واحدة من مهمات الوزير وزملائه وموظفيهم التي لا يحسدون عليها، وتصطدم بحقائق يصعب التحايل عليها.
اقتحام قوات الغزو الاسرائيلي لمركز الابحاث الفلسطيني في بيروت عام 82 اقرب الامثلة التي يمكن استحضارها، كان بامكان القيادة الفلسطينية التي وقعت اتفاقية الخروج مع المبعوث الامريكي فيليب حبيب اضافة بند اخراج الوثائق التي احتواها المركز معها او بواسطة احدى المنظمات الدولية المعنية بالثقافة مقابل فعل الخروج الذي احدث نقلة نوعية في اخضاع اللعبة السياسية للشروط الاسرائيلية لكن الاستعجال في قطف ثمار الحصار لم يترك حيزا لهذه المحتويات في ذهن المستعجلين لحجز مقعد في قطار التسوية.
المحاولة الكاريكاتورية لاستعادة محتويات المركز من الاسرائيليين لم تكن افضل حالا، فقد وصلت هذه المحتويات اثر عملية تبادل للاسرى الى الصحراء الجزائرية، يكثر الحديث والاستنتاج حول ما آلت اليه، لكن مصيرها لم يعد معلوما.
وبالصيغة التي ظهر فيها خلال مؤتمر "مراجعة استراتيجيات الحركة الوطنية الفلسطينية" الذي عقد في رام الله قبل اشهر، تحول مركز الابحاث الخالي من الوثائق الى نكتة، تندرج في اطار العلاقة الهزلية بين الدال والمدلول، ويتداولها المثقفون الفلسطينيون ـ من غير مشايعي سلطة المستعمرة السعيدة ـ بقدر من الاسى، وسقف منخفض من الامل في اصلاح ما انتهت اليه الامور.
للأرشف "الوطني" الفلسطيني في رام الله، الذي كان مديره ظهير الوزير بسيسو في احتفالية "يوم الوثيقة" قصة اخرى، فهو تجسيد عملي لفكرة "اخصاء" التاريخ والذاكرة الفلسطينيين.
اقل ما يمكن ان يقال عنه انه لا يتضمن ما يمت بصلة لتاريخ الفلسطينيين منذ ثلاثينيات القرن الماضي حتى عام توقيع اتفاق أوسلو سئ الذكر وحين سأل باحثون فلسطينيون عن السبب تم إبلاغهم بوضوح "أرشيفنا أرشيف الدولة لا الثورة" مما يعني محاولة شطب مراحل المقاومة من التاريخ للتعايش مع متطلبات الراهن .
اكمل الوزير بسيسو احجياته في القاهرة بمقابلة مع صحيفة الاهرام عاد خلالها الى نغمة "زيارة المثقفين العرب لاسرائيل لا تعد تطبيعا" المتفرعة من مقولة ان "زيارة السجين ليست زيارة للسجان" غير المعروف صاحبها وان عرفت اسباب تجاهله ان السجين في حالة السلطة الفلسطينية اداة للسجان الاسرائيلي تسهر على امنه وتوفر له الغطاء السياسي والعامل الزمني لتهويد فلسطين والسماسرة الذين يبيعون الارض والاسمنت لبناء المستعمرات .
انطوى اداء ممثل "السلطة" الفلسطينية في يوم الوثيقة على محاولة تغييب حقائق موثقة من قبيل ان سلطته بتوقيها اتفاق اوسلو من وراء ظهر العواصم العربية ودورها الخدمي في الاستراتيجية الاسرائيلية اقرب اطراف النظام الرسمي العربي لاسرائيل مما يقلل من اهمية مطالبة الحكومات العربية بآليات لاستعادة الوثائق.
يتكئ بسيسو كغيره من واجهات المنظمة والسلطة على عكازي فلسفة علاقة النظام الرسمي الفلسطيني ببقية النظم العربية، التي تقوم على عضوية هذه العلاقة مع الاحتفاظ بهامش توجيه النقد للسياسات الرسمية، وتهدف الى اراحة النظام الرسمي العربي من مسؤولياته تجاه فلسطين، وتوفير هامش لقطرنة القضية الفلسطينية ومناخات تهميش دور طلائع الشعوب العربية، وفي ذلك الاتكاء ما يؤطر ديماغوجية خطاب الوزير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما