الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


افتتاحية مواطنة : السوريون والعيش المشترك

تيار مواطنة

2018 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


تقتضي فكرة العيش المشترك القبول بالأخر والاعتراف به كما هو موجود، حيث لا يمكن لأحد تغيير ما هو قائم أصلاً من مكونات ،والتعامل معها انطلاقاً من الثقة المتبادلة واعتماد الحياد الإيجابي والتفاعل معاً من اجل اهداف مشتركة وحياة آمنة ومستقرة ،وأهداف إنسانية نبيلة من خلال الدور الذي يجب ان تمارسه هذه المكونات المتعايشة ،لبلورة خطة مشتركة للخروج من مستنقع الدم والدمار الذي وقع فيه السوريون جراء ممارسات النظام ورفضه الانصياع إلى مطالب السوريين الطامحين في الحرية والمساواة والعيش الكريم .
يحمل المجتمع السوري عبئ ماضيه، حيث لعبت قيادة حزب البعث للدولة والمجتمع دورا أساسيا في إيصال المجتمع السوري الى ما هو عليه اليوم، بسبب عدم قدرة الكيان السوري على تجاوز أزماته البنيوية واستئثار البعث بالسلطة والثروة وفرض لون واحد واتجاه واحد على كل المكونات السورية الأخرى، التي قدمت كل ما عندها في سبيل استقلال سوريا وتقدمها الاقتصادي والاجتماعي.
ولم تستطع هذه الفئة المهيمنة في سوريا ان ترى في الفسيفساء السوري عامل غنى وإثراء للمجتمع، حيث دفعت اتجاهات التطور في سياقات أوصلتنا الى ما نحن عليه الان فقد ثارت كل شرائح المجتمع السوري ومكوناته على سياسة التوحش التي مارستها السلطة- الطغمة.
فشل الكيان السوري الذي نشأ عام 1920 بعد الحرب العالمية الأولى في ارساء ولاء مواطني سورية بسبب الغبن والاستبداد الذي طال معظم مكونات الشعب السوري وبقي الولاء إما للعشيرة او الطائفة او القومية او الدين بسبب انعدام الحريات وغياب المساواة وانتفاء العدالة.
إن تجديد العيش المشترك يقتضي الاعتراف بالمكونات السورية كما هي وافساح المجال لممارسة ثقافتها ولغتها والاتفاق على مواجهة مشتركة للتحديات التي يواجها السوريون وصياغة عقد اجتماعي جديد يعترف بكل مكونات الشعب السوري.
ويحفظ لهم حقوقهم من خلال مشاركة متوازنة ومتساوية في الحقوق والواجبات بحيث يحقق فيها كل مكون هويته في تنوع اصيل وتكامل متجانس مع بقية المكونات في اطار دولة القانون والمؤسسات والمواطنة المتساوية وفي جو من الحرية والوحدة الوطنية السورية بحيث يعاد النظر بمفاهيم اساسية مثل الوطن والمواطن والحكم الرشيد وغيرها من الطرق الديمقراطية ، من خلال جلوس السوريين على طاولة حوار واحدة تنقذ سوريا من ازمتها المستعصية وتدفع الى خروج القوات الأجنبية والميليشيات الطائفية منها .
إن الصراع الذي يجري اليوم في سوريا مع تصاعد لهجة التطرف والإرهاب والإسلام السياسي لدى بعض الفئات يهدد إمكانية العيش المشترك ويجعل الدفاع عنها وتوفير بيئة آمنة لها أولوية اساسية تسبق ما عداها وعلى أطراف المعارضة السورية أن تقوم بتفعيل الحوار ونشر ثقافة العيش المشترك وإعطائها الأولوية في أي لقاء او ممارسة عملية لان انهيار العيش المشترك سوف يقضي على ما تبقى من سوريا ارضا وشعبا ويدفعها الى مزيد من الاحتراب والاقتتال .
على كل السوريين المهتمين بمستقبل وطنهم عدم البقاء مكتوفي الايدي في انتظار ما سيتمخض عنه الصراع بين الاطراف المتحاربة وعدم الاكتفاء بالتحليل والتنظير من أجل طي صفحة الحرب بصورة نهائية وتحقيق مصالحة وطنية حقيقية وهذا لن يتحقق الا بالعودة الى مسار جنيف وتطبيق القرارات الأممية ذات السلطة وخاصة القرار 2254الصادر عن مجلس الأمن .
تيار مواطنة 20.10.2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. توترات متصاعدة في جامعات أمريكية مرموقة | الأخبار


.. !الرئيس الألماني يزور تركيا حاملا 60 كيلوغرام من الشاورما




.. مئات الإسرائيليين ينتقدون سياسة نتنياهو ويطالبون بتحرير الره


.. ماذا تتضمن حزمة دعم أوكرانيا التي يصوت عليها مجلس الشيوخ الأ




.. اتهام أميركي لحماس بالسعي لحرب إقليمية ونتنياهو يعلن تكثيف ا