الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هذا ! ألا يستطيع الدب الداشر القتل والتقطيع دون ضجيج كغيره !

محمد الحداد

2018 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


قضية خاشقجي ملأت الساحة الإخبارية، من تحليل وتدقيق، حتى وصلت لمقاطعات سياسية قد تتبعها عقوبات اقتصادية.
فنسأل:
أو ليس ابن سلمان مثل غيره من الحكام العرب الجرب يستطيع القتل والتقطيع !؟
أم هو حالة خاصة لا يشمله هذا الامتياز !؟
إن لم يكن كذلك، وهو مثل الباقين، فلم هذا الهرج والمرج الذي لا ينتهي !؟
نعم، ابن سلمان غبي ومتعجرف ومتسلط، و دب داشر على قول السعوديين، والتي لا اعرف معناها حتى اللحظة.
فلم لا يستطيع تقطيع البشر كما فعل غيره سابقا !؟ كصدام، ومعمر القذافي والحسن الثاني ومبارك وعلي عبدالله صالح، بل وحتى عمه الملك فهد برميه المعارض السعودي من الطائرة، أو عمه الملك عبدالله بقتله المغنية التونسية وزوجها.
أو كما يفعل حاليا السيسي وبشار ومحمد السادس وغيره كثيرين.
مشكلة ابن سلمان غباءه المنقطع النظير، فقد كانت تكفيه طلقة في ظلام الليل في إسطنبول او اميركا، أو سيارة مسرعة تصطدم به، أو سائق مخمور كما في قضية ديانا ودودي الفايد، ولكن غبائه وغباء أعوانه جعله يستدرج خاشقجي للقنصلية في تركيا، وكان الأولى به أن يستدرجه في سفارة السعودية في مصر، أو الامارات أو المغرب مثلا، لوقفت هذه الدول معه، بل وحتى كانت قتلته بالنيابة عنه كعربون وهدية طمعا بملياراته.
فلو استعان بجلاوزة السيسي، أو بقايا البعث الصدامي، أو بندقية للبيع كما مع محمد دحلان عبد الامارات، او حتى عملاء السي أي أي، أو مرتزق وما كثرتهم في اليمن، فاتصال واحد مع محمد بن زايد يبعث لك بالمئات منهم، أو قاتل مأجور، او او ....
لما كانت هذه الفضيحة المدوية، و لانتهى ذكر خاشقجي قبل أن يبدأ.
ولكنه الغباء المستشري في آل سعود.
فقد اختار المكان الخطأ والزمان الخطأ.
اختار إسطنبول وقت سوء العلاقة بين السعودية وأتباع الاخوان المسلمين من تركيا الى قطر.
واختار زمن حكم اردوغان الكاره للحملة ضد الاخوان، والداعم لهم.
فلو حصلت عملية خاشقجي زمن القاء القبض على عبدالله اوجلان الزعيم الكردي، لسلمته تركيا خاشقجي مقطعا ومطبوخا على نار هادئة مع كراعينه وقليل من البهارات والشطة.
مشكلة ابن سلمان انه يعتقد إمكانية شراء كل الذمم بالمال، من ترامب، الى قادة اوربا، ولكن لم يكن بحسبانه، ان كان في رأسه ذرة عقل غير الاجرام والفساد، أن هناك بعض الناس، أقول بعض الناس، وهم قلة نادرة في زمننا، من لا يستطيع أن يشتريها المال.
ولكن تشتريها المصالح، نعم حتى هذه القلة ترضخ للمصالح، ففي السياسة لا يوجد محرم، او كما يقولون خطوط حمر.
فالحطوط الحمر تصبح خضر بمجرد معرفتك ماذا تعطي مقابل ماذا.
فمجرد طلب محمد بن سلمان من عبده السيسي بإطلاق مجموعة من قادة الاخوان المسلمين المصريين، سيتم بعدها فورا اغلاق ملف خاشقجي وللابد، كما أغلقت ملفات عديدة.

الله يرحمك يا خاشقجي، ويرحم غباءك يا رجل !؟
كيف تذهب لقنصلية بلادك !؟
ألم يحذرك أحد !؟
ألم ترى أخوان لك من العراق كيف كانوا يخدرون ويوضعون في حقائب دبلوماسية ترسلها سفارات العراق حول العالم.
يبدوا أن الغباء شيء متأصل في أبناء جزيرة العرب، عذرا من الطيبين.
ولكن كلما تقرأ تأريخ الجزيرة، حديثه و قديمه، تجد الكثير من الغباء مستشري لديهم، فهم يذبحون ويقتلون بأمر ومن غير أمر، من أيام محمد وغزواته وسباياه، لأيام عبد العزيز بن سعود وما بعده.

وعلى قول رجل، إذ قال:
عجبت لأمرئ باع آخرته بدنيا غيره.

محمد الحداد
20. 10. 2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال