الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسباب المبررة لقبول طلب اللجوء في القانون الدولي

خالد الخالدي

2018 / 10 / 20
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


*توطئة
ان الهدف من هذا التقديم هو تسهيل استيعاب بعض مفردات القانون الدولي للاجئين بطريقة سهلة وميسرة تمكن طالب اللجوء الذي لا يمتلك خلفية قانونية جيدة من الإحاطة بقضيته وتقديمها التقديم الأفضل بالتالي الوصول الى اكبر ضمانة ممكنة لطالبي اللجوء سعيا لقيام كل طالب لجوء بتقديم قضيته تقديماً سليما للجهة التي تنظر بقضيته. ان النظر في ملف أي طالب لجوء يتطلب جهداً استثنائياً فوضع طالب اللجوء وضع دقيق وحساس لا يمكن الخطأ بتقديره لان الامر يتعلق بحياة انسان و مما فاقم حجم المسؤولية وتعقيد الوضع العام اكثر ان هذا الانسان افصح واخبر سلطات دولة ما انه بحاجة الى حماية لأنه يشعر بالخوف وبالتهديد ومن هنا تبدأ الصعوبة لطالب اللجوء فكيف يثبت طالب اللجوء هذا الخوف وكيف يثبت طالب اللجوء التهديد وكيف يقدم علاقة مقنعة للمحقق بين التهديد وبينه وبين السبب الذي تم بموجبه اضطهاده ؟
بالعودة الى ملف اللاجئين نجد ان الاحصائيات عبر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبالتعاون مع الاتحاد الأوروبي عبر مفوضيته تتحدث عن مليون ونصف المليون طالب لجوء الى أوروبا عام 2015 بسبب النزاع المسلح في مناطق متعددة من الشرق الأوسط العراق وسوريا بشكل خاص مع ارتفاع بأعداد طالبي اللجوء الفارين من القتال في كل من ليبيا واليمن شكل صدمة كبيرة للدول المصادقة والمنضمة لاتفاقية اللاجئين 1951 وبروتوكولها الملحق عام 1967 والتي تشكل بلدان الاتحاد الأوروبي عمودها الفقري. مما ادى الى مضاعفة حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق السلطات القضائية للبلدان التي استقبلت هذه الاعداد في النظر بقضايا المتقدمين لطلبات اللجوء والبت بالأسباب التي دفعت طالب اللجوء لتقديم طلبه بالتالي الحكم عليها بانها امام أسباب مبررة ليمنح الحق باللجوء او غير مبررة ليجابه بالرفض! فما هي الأسباب المبررة لقبول طلب اللجوء وفق القانون الدولي للاجئين؟؟.

*القانون الدولي للاجئين
يعد القانون الدولي للاجئين احدى الاليات المعتمدة لحماية حقوق الانسان لكن لا يمكن ان يعتبر اللجوء بحد ذاته الحل لمواجهة الانتهاكات فليس كل من تعرض لانتهاك حقوقه وقام بالهجرة وتقديم طلب لجوء يعد لاجئاً فالقانون يحدد المشمولين بالقانون ب (اشخاص يستطيعون اثبات خوفهم من الاضطهاد بسبب انتمائهم لعرق مثل البشرة السمراء او دين مثل المسيحيين والايزيديين في العراق او جنسية مثل حامل الجنسية الألمانية في الحرب العالمية الثانية او جماعة اجتماعية مثل المثليين او اشخاص يتبنون اراء سياسية معينة مثل قوى المعارضة ) وهنا من الطبيعي جدا ان يقوم طالب اللجوء بتقديم نفسه كأحد المنتمين لهذه الفئات الخمسة ويحاول ان يقوم بالربط بين ما تعرض وبين انتماءه لاحد الفئات الخمسة عليه توجد "قيود" أخرى يجب اثباتها من أهمها شرطي عدم امتلاك بديل حمائي داخلي و تقديم ارتباط سببي مقنع .

*الارتباط السببي
يقصد بالارتباط السببي هو تفسير منطقي لطالب اللجوء يربط بين وجود أساس معقول لمخاوفه ( المستقبلية ) التي دفعته للهجرة وبين وجوب ان يكون منتمياً لأحدى الفئات الخمسة العرق الدين الجنسية جماعة اجتماعية او تبنيه لرأي سياسي أي بصورة مبسطة ان يكون واحدا من الفئات الخمسة يمتلك مخاوف مستقبلية حقيقية منطقية لكن بالمقابل ولان من الطبيعي ان يقوم أي طالب لجوء بتقديم نفسه كمنتمي لأحدى الفئات الخمس وانه يخاف من الاضطهاد بالتالي فأن القول لوحده لا يكفي بل يجب تقديم ادلة على وجود انتهاك فعليا او قد تم تهديد طالب اللجوء من قبل حكومته او من جهة ترتبط بالحكومة أي ما معناه يكفي ان يقدم طالب اللجوء دليلا على انتهاك حقوقه كانسان من قبل الحكومة او جماعة ترتبط بالحكومة او التهديد بانتهاك حقوقه لأنه ينتمي الى احدى الفئات الخمسة مع ذلك لا يشترط لإثبات الارتباط السببي بين احد أسباب الاضطهاد الخمسة بتقديم ادلة واثباتات على وجود عداء او توتر بين طالب اللجوء والجهة التي تقوم باضطهاده بالتالي لا يتطلب أيضا توفير ادلة ان هناك نية من الجهة التي تقوم بالاضطهاد لإلحاق الأذى بطالب اللجوء مستقبلا .
واحدة من اهم الأخطاء الشائعة لطالبي اللجوء هو جعل الأمور سوداوية وقاتمة بشكل مبالغ فيه ومفضوح بينما الحقيقة لا يتطلب مطلقا ان يكون طالب اللجوء قد تعرض الى الانتهاكات أكثر من محيطه الأكثر سوءاً هنا هو ليس ركون المحقق الى مطابقة أقواله مع الواقع بل المشكلة تكمن ان المبالغة هذه تغطي على فهم المكلف بالتحقيق للعلاقة بين أساس الخوف للاجئ وبين الانتماء لإحدى الفئات الخمسة فأحيانا يكفي جدا ان يتم التحقق من ان طالب اللجوء ضمن جماعة تتعرض للاضطهاد بالتالي سيكون هو أيضا مضطهد لكن هذا يكفي فقط انه تعرض للاضطهاد فلازال هناك حاجة الى اثبات ان الخوف موجود . مما تقدم ذكره في بيان الارتباط السببي نجد انه يعد جزء مفصلي من أجزاء منح الحق باللجوء وهنا يجب على طالب اللجوء ان يقدم هذا الارتباط بطريقة واضحة لا لبس فيها ولا تقبل التأويل حيث ان هناك كثير من طالبي اللجوء يقولون "الا يعرف المحقق بالوضع في العراق او انا اخبرته بالقضية كاملة وعليه ان يقدر الخطر وغيرها" وهذا ليس واجب المحقق ان يقوم بتأويل ما يقدمه طالب اللجوء.
*البديل الحمائي الداخلي
يقصد بالبديل الحمائي الداخلي هو إمكانية حصول طالب اللجوء على الحماية في بلده الأصل لان القانون الدولي للاجئين لا يتعارض مع المبدأ الأساسي حول وجوب لجوء جميع الأشخاص المعرضين الى خطر الى دولهم وقوانينهم الوطنية لطلب حمايتهم وبشكل مبسط اخر يمنح الحق باللجوء إذا فشلت او أخفقت الدولة بواجباتها والتزاماتها بحماية الأشخاص إذ ان (حماية طالب اللجوء المعرض للاضطهاد مستقبلا الغرض الرئيسي والجوهري وهدف القانون الدولي للاجئين).
ووفق ما تقدم فأن أي طالب لجوء يستطيع الحصول على حماية حكومة بلده الأصل وتم رفضه يعد امرا منطقياً وسليماً لذلك يجب على طالب اللجوء استنفاد كافة الخيارات المتاحة امامه في بلده الأصل كما وان تعرض طالب اللجوء لانتهاك حقوقه من قبل مجموعة خارج الحكومة لا يعني الحق بمنحه صفة لاجئ إذا كانت هناك حكومة تستطيع تقديم الحماية له بكفاءة. كما وان الشكل الاخر من اشكال البديل الحمائي لا يتعلق فقط بالحكومة فقط فعلى سبيل المثال إذا تبين إمكانية حصول طالب اللجوء على الحماية في إي إقليم من إقليم بلده الأصل سيتم الذهاب من قبل المحقق الى رفض طلب لجوئه وهذا كثيرا ما يتم الاحتجاج به لرفض طلبات لجوء العراقيين وهو الدفع باتجاه إمكانية حصول طالب اللجوء من أربيل على الحماية في بغداد والعكس صحيح او رفض طالبي اللجوء لأسباب تتعلق بالدين والطائفة بالتالي يرى القائم بالتحقيق ان هناك مناطق يغلب عليها الانتماء الديني والطائفي لطالب اللجوء فيقوم برفض طلبه. وبشكل عام فأن الدول غير ملزمة قانونا بمنح سمة لاجئ لا شخص يستطيع تأمين بديل حماية لنفسه داخليا ويعد المصطلح لهذا النوع من الاليات بالحصول على الحماية هو إعادة التوطين الداخلية او الانتقال الداخلي. ولكي يتم الفصل بمدى توافر بديل حمائي فانه بنظر الى ثلاث مسائل جوهرية بتحديد البديل الحمائي الداخلي وهي
• هل يمنع المكان خطر الاضطهاد؟
• هل يتمتع المكان نفسه بالحماية من القائم بالاضطهاد؟
• هل يتوفر بالمكان البديل المتطلبات الدنيا لطالب اللجوء كما حددتها اتفاقية 1951؟
وللإجابة على المسألة الأولى ان المكان المقترح كبديل لطالب اللجوء في بلده الام لا يكفي ان نقول ان الجهة التي قامت باضطهاده غير موجودة هناك بل يجب التأكد ان الجهة التي قامت بالاضطهاد لا يمكنها الوصول الى هناك او انهم بعيدين عنه وسيبقون بعيدين. على هذا الأساس فان الحكومة إذا قامت بالاضطهاد او أي جهة قامت بالاضطهاد تتبع الحكومة لا يمكن معها اعتماد أي مكان كبديل حمائي داخلي يخضع لسلطتها المباشرة او غير المباشرة لابل يعد الاعتقاد بوجود مثل هكذا مكان غير قانوني وغير منطقي.
اما المسالة الثانية حماية المكان نفسه كبديل حمائي من خطر الاضطهاد ويعني عدم وجود خطر اضطهاد اخر او خطر جسيم يرقى لمرتبة الاضطهاد وهذا كسابقه يقع على عاتق الجهة التي تدرس طلب اللاجئ لان اغلب طالبي اللجوء لن يقدموا أماكن بديلة داخل بلدهم الام الا في حالة العودة الطوعية فانهم يبدؤون بدراسة خياراتهم بالعودة واختيار ما يناسبهم ومع ذلك يجب ان يتم التحقق والتأكد من الجهة القائمة بالتحقيق والفصل بقضية طالب اللجوء.
واخيرا نأتي للمسالة الثالثة ان الجوهر للبديل الحمائي هو ايجاد مكان لا يضطهد فيه طالب اللجوء ويمكنه ان يصل اليه في بلده الأصل لذلك نحن نلاحظ هنا ان وقوع اضطهاد لطالب اللجوء في إقليم اخر من الدولة الأصل ليس المهم هنا المهم هو مدى توافر بديل من عدمه في مكان اخر. على ان يخضع هذا البديل الى المعايير الدولية والقانونية لا الى محددات واطر أخرى. واحدة من الأمور الأخرى في حالة عدم تقديم طالب اللجوء لأدلة كافية لكن ثبت او تحقق عدم ودود بديل للحماية داخليا فان من المنطق ان يتم قبول طلب لجوئه ووفقاً لهذا تنصرف اغلب الدول اليوم الى البحث بالبديل الحمائي الداخلي نتيجة لتكرار الملفات المرتبطة بالنزاع المسلح الداخلي على سبيل المثال العراق وسوريا واليمن.

*الخاتمة
ان الاعتقاد لدى اغلب طالبي اللجوء هو انهم قد انتهوا من مسالة لجوؤهم بوصولهم الى دولة تقبل دراسة ملفهم هو اعتقاد خاطئ لان الأصل ليس منح صفة طالب لجوء بل صفة لاجئ أيضا اغلب طالبي اللجوء لا يعيرون الأهمية للجانب القانوني لقضاياهم ويربطون الموضوع بالحظ او ان الجهات التي تنظر بالقضية قد صعبت كثيرا من الإجراءات وهذا غير صحيح بتاتا فالمعايير تبقى معايير ثابتة وفقا للاتفاقية الدولبة للاجئين 1951 وما حصل ما هو الا تقليص بوسائل الرفاهية لذا ووفقا لما تقدم يجب على طالب اللجوء ان يستعد الاستعداد الجيد لتقديم قضيته التقديم الأمثل وخصوصا ما يتعلق بالعلاقة السببية بين الاضطهاد وخوفه وان يحاول جمع أي ادلة مهما كانت بسيطة وشكلية لدعم قضيته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي على مركز رادارات في سوريا قبيل الهجوم على مدينة


.. لماذا تحتل #أصفهان مكانة بارزة في الاستراتيجية العسكرية الإي




.. بعد -ضربة أصفهان-.. مطالب دولية بالتهدئة وأسلحة أميركية جديد


.. الدوحة تضيق بحماس.. هل تحزم الحركة حقائبها؟




.. قائد القوات الإيرانية في أصفهان: مستعدون للتصدي لأي محاولة ل