الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية الخاشقجي ..... الجريمة غير الكاملة ..... وأزمة الشارع العربي

يعقوب يوسف
كاتب مستقل

(Yaqoob Yuosuf)

2018 / 10 / 24
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


قضية الخاشقجي ..... الجريمة غير الكاملة ..... وأزمة الشارع العربي
في واحدة من جرائم القتل في التاريخ الحديث من حيث دقة التخطيط والتنفيذ ولكنها لعبة او نظرية
(لا جريمة كاملة)
انها خطيبة خاشقجي او لنقل لعبة خطيبة القتيل التي لولاها لأسدل الستار عن هذه الجريمة نهائيا دون أي اثر اللهم الا إذا اعترف أحد المنفذين لها لسبب ما في وقت لاحق بالحقيقة، ولكن بعد ان تكون قد تحولت الى قصة تاريخية من قصص والاعيب المخابرات الدولية، الا ان انفضاح الجريمة وانشغال دول العالم والمسؤولين الأساسيين بها خاصة تركيا وامريكا وأوروبا جعل العالم ينشغل عن قصة خطوبة الخاشقجي، متى تمت وكيف تعرف عليها ودورها في مجيئه الى تركيا، هذه الحقائق ستكتشف لاحقا وسيكون للصحافة الدور الرئيسي فيها.
جريمة درست بعناية من النواحي القانونية والتخطيطية والتنفيذية واعتقد السعوديين (أيا كان المسؤول) انهم امسكوا بالعصاة من المنتصف، الا ان الغباء البدوي في اللعبة هو في اهمال دور الخطيبة في الموضوع ربما لأنهم سعوديين لا قيمة للمرأة في حساباتهم، ونسوا انها تركية وعلى ارضها، وفي بلد القانون.
ظهور الخطيبة في الموضوع جعل اردوغان يطبق على العصاة بيديه ولكن من رأسي العصاة فالسعوديين لازالوا ممسكين بقوة بالعصاة من الوسط والسبب بدون شك هو (جثة القيل) حيث تبقى المسألة من الناحية القانونية مربكة بدون وجود مادة الجريمة وهو القتيل وبدون معرفة تفاصيل الجريمة، بالرغم من اعتراف المجرم بارتكابه الجريمة.
.
تعاملت تركيا مع القضية كدولة محترمة، بموضوعية قانونية واستنادا الى اتفاقية فينا، فلم تقتحم القنصلية كما تفعل دول عديدة، بل وحتى السيارات العائدة للقنصلية المركونة في كراجات خارج القنصلية لم تقم بتفتيشها إلا بعد الحصول على الاذن بذلك، اذن من اين جاءت قصة قتل الصحافي وتقطيعه التي أعلنها الاتراك منذ اليوم الأول وكأنهم يراقبون المبنى أولا باول، المنطق يقول ان المخابرات التركية (حالها حال معظم ان لم نقل كل دول العالم) على علم تام بما يجري داخل القنصلية لكنها لا تستطيع الإعلان رسميا بذلك كي لا يقال ان دولة كتركيا كانت تتجسس على بعثة دبلوماسية وهكذا بلع الاتراك الطعم وسكتوا لحد الان وربما هذا ما يريده ترامب الذي ظل ولا يزال يبتز السعودية مدعيا حمايتها وهذا الدليل على ذلك، او ربما انخدع السعوديين بذلك وشعروا بالغرور متوهمين ان أمريكا ستحميهم وتعمل على التعتيم عليها، وناسين ان أمريكا دولة المؤسسات وقد تنقلب على اقرب اصدقائها اذا تعرضت مصالحها للخطر، وقصص انخداع العرب كثيرة لاتحصى! ولعل الاتراك لم يخسروا بعد فترامب الذي ينتظر الانتخابات الجزئية للكونجرس، لم يكافئهم على هذه الخدمة الكبيرة.
من الناحية القانونية الجريمة تمت داخل الأراضي السعودية، ولكن بمجرد خروج الجثة او أي شخص من مبنى القنصلية يكون ضمن السيادة الوطنية للدولة المضيفة،
ففي هذه الحالة فان القانون يفرض الحصول على شهادة وفاة لإخراج الجثة من السفارة لاي غرض كان سواء نقلها الى خارج الدولة او دفنها، وشهادة الوفاة تستلزم اجراء التحقيق القانوني الروتيني في الوفاة، اذن فالدولة التركية لها حقوقها ومسؤولياتها والتي لا يحق للدولة السعودية تجاوزها.
.
قضية الخاشقجي وأزمة الشارع العربي
ما ان ظهرت ازمة الخاشقجي حتى ظهرت الأصوات تعلو في كل مكان لماذا كل هذا الاهتمام بالخاشقجي وأن أمريكا تكيل بمكيالين لماذا لم يتكلم احد عن المآسي التي تمر بها اليمن ولماذا لم يرفع الاعلام العالمي صوته في المجازر التي تحدث في سوريا وأين مصير المطرانيين المختطفين وماذا عن مصير الأبرياء من المختطفات والمختطفين في مصر والعراق وليبيا ونيجيريا، وهل نسينا المقابر الجماعية، وجرائم قتل وخطف وتعذيب مئات الصحافيين في كل البلدان العربية والإسلامية وخاصة في الجزائر في ازمتها المشهورة والعراق حدث ولا حرج وهل نسينا أطوار بهجت وهادي المهدي وكذلك وايران وتركيا أيضا بعد الانقلاب المزعوم ولبنان والسعودية نفسها هل نسينا رائف بدوي وشقيقته والقائمة تطول وتطول، السنا في عالم الأنظمة الاستبدادية الشمولية وما خفي كان اعظم بل وابشع، وكأن مقتل واختفاء الأبرياء الاخرين يجعلنا نغض الطرف عن الخاشقجي وغيره، أليست هذه لعبة المجرمين انفسهم في محاولتهم للتعتيم على جريمتهم،
لماذا لا نفرح بأن العالم ربما بدأ بصحوة ضمير، وأن هذه الحادثة سوف تساهم في إيجاد نوع من الخشية الإيجابية لدى الأنظمة الشمولية الأخرى لتتعظ، وتتحسب كثيرا قبل ان تخطو لمثل هذه الاعمال،
اذن يجب ان نستغل مثل هذه الحوادث للتذكير على كل السوابق المشابهة فالجريمة تبقى جريمة والسكوت عن واحدة يسهل امر المجرم في التمادي والاستمرار في حماقاته، فرغم التطور الثقافي والإعلامي في العالم فلا زلنا نعيش حياة الغابة بقوانينها القاسية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال