الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكرم يعلم ام سجيه

علي العجولي

2018 / 10 / 26
المجتمع المدني


لا زلت اذكر سخرياتي المبطنه من الحكايات التي تروى عن حاتم الطائي وزوجته حليمه في مواضيع إكرام الضيف واقول (حاتم هذا مضحكه ).. وقد حفظت الكثير مما قيل عن الكرم ك ( الجود من الجلد ..والضيف ضيف الله ..والخطار ايجيب رزقه وياه.. اكرام الضيف واجب ) كما ان المثل الذي يقول ( عادت حليمه لعادتها القديمه )والذي يقال في مناسبه وغير مناسبه والمحور من قبل المصريين بعادت ريمه بدلا من حليمه.. وجكايت هذا المثل تقول .. ان حليمه هذه هي زوجة حاتم الطائي الذي صرف ما يملك لاكرام القادمين إليه سواءا يعرفهم او لا يعرفهم.. فالرجل يكرم من دخل فناء بيته بل ومن دخل مضارب قبيلته أما زوجته فكانت مقتصده لا تحب التبذير (هكذا كنت اسميها ) فكانت تضع القليل من السمن في ما تطبخ من الطعام فلم يكن مذاقه عالي الجوده.. فبتكر حاتم الكريم قصه يبعد بها البخل عن زوجته البخيله حليمه فقال لها ان الاقدمين يقولون ان المرأه كلما وضعت ملعقه سمن في الطعام اطال الله عمرها لذلك اصبحت حليمه تزيد السمن في الطعام.. ولم يكن في حينها اطباء قلب واوعيه دمويه يمنعون الناس من اكل الدهن بدعوى تصلب الشرايين وارتفاع الدهون الثلاثيه فكان الطعام اللذ لانه ادسم وبعد فتره من الزمن مات ابنها الذي كانت تحبه حزنت عليه حزنا شديدا وأخذت تتمنى الموت فاخذت تقلل السمن آملا ان يقصر الله عمرها لتلحق بابنها ..
قد يسألني البعض مالجديد هنا فكلنا نعرف هذا ..وأنا لن أرد بأن في الاعاده أفاده فما اشاهده من كرم العراقيين جعلني أفكر كثيرا فيما لصقته بالرجل من نعوت والقناعة بأن الكرم لا يعلم فلو كان يعلم لما بقيت حليمه بخيله رغم عيشها مع رجل ذبح راحلته التي لا يملك غيرها لضيفه ولما بقيت شعوب لا تجيبك على سؤالك بخلا وتعجرفا ..
اذا هو سجيه وصفه موروثة فإن قلت ان تصنيف الشعب العراقي بأنه أكرم شعوب العالم قد اعطاه حقه فقد تجنيت ..فانا لا اعتقد ان مكان في الدنيا يستطيع أن يطعم مليون اويزيد في ساعه وقد صدق الشاعر المهوال الاحوازي عندما قال يصف كرم العراقيين(مليون بساعة مغديهم ) ولو جئت للواقع فهم يطعمون اكثر من المليون في الساعة الواحده فموائدهم اطول من الستين والسبعين كيلو متر.
وقد سألت البعض عن هذا الكرم فقال أتستكثر علينا أن نكرم ونقر ضيوف الحسين الذي جاد بنفسه ودمه وعياله من أجل ان يحررننا من اتباع الحاكم الظالم والسير على طريق الحريه والكرامه وهل هناك أعز من النفس والمال والعيال وقد جاد بهم جميعا .. دفعني هذا القول الى ان الشاعر الذي قال(يجود بالنفس ان ضن الجواد بها.،والجود بالنفس اسمى غاية الجودي ) كانما يقصد الامام الحسين فهو الذي جاد بنفسه من اجل الاصلاح .
الحسين (ع )الكرم سجيته والعراقيين منه تعلموا الكرم الذي استغله الساسه والاحزاب
لكنهم لم يتعلموا ان الحسين خرج لطلب الإصلاح بعد ان عم الفساد والظلم من الحاكم الفاجر فهم يقبلون ان تكون حكوماتهم من المترديه والنطيحه وما اكل السبع منه التي تنتج إلا الفساد المالي والاداري فلا مدارس ولا مشافي... ولا خدمات في البنيه التحتيه .. بيع ما تحت الأرض وما فوقها للمتنفذين والناس بلا وطن لأن المسكن هو الوطن وهم اما مؤجر او متجاوز في العشوائيات مهدد بالاخلا ..
فسلام على الحسين الذي لم نتعلم منه الكثير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهادة فلسطيني حول تعذيب جنود الاحتلال له وأصدقائه في بيت حان


.. فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي




.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ


.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء




.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل